وصل إلي القاهرة وفد برلماني ألماني علي حد قولهم للتضامن مع المسيحيين المصريين إثر عملية الأسكندرية الإرهابية, وقال مسئولهم عقب مقابلة فضيلة شيخ الأزهر أنهم مهتمون بالاطمئنان علي أحوال مسيحيي مصر, حسب ما نقلت الوكالات. وبالمصادفة الشديدة, نقلت الوكالات بالتزامن مع وصول الوفد الألماني خبرا عن إضرام النار في بوابة واحد من أقدم مساجد برلين عبر مجهولين, حاولوا إشعالها, وتركوا رسالة رفضت السلطات المحلية الإفصاح عنها. و ألمانيا هي البلد الذي شهد مصرع الشهيدة مروة المصرية المسلمة, علي يد متطرف صربي, مصاب بالهوس والإسلاموفوبيا قبل عامين تقريبا, في واحدة من أشهر جرائم العنصرية والكراهية و التمييز الديني. ولست أدري.. هل نطالب حكوماتنا الآن أو برلماننا, بتشكيل وفد يتوجه إلي برلين, للاطلاع علي التحقيقات في محاولة حرق المسجد ومعرفة نتائجها والاطمئنان علي احوال المسلمين في المانيا ؟ ولو فعلنا ذلك فهل سنضع حدا لحالات التطرف والكراهية المتصاعدة في الاتجاهين ؟ المثير أن الوفد الألماني يتحدث عن الاطمئنان علي أقباط مصر و كأن الأعمال الإرهابية قادرة علي التفرقة بين أبناء الشعب الواحد حسب الديانة, وكأن تهديدات تنظيم القاعدة فرع العراق بعمليات الإرهاب لن تصيب المسلمين أيضا كما تصيب الأقباط. صحيح أن العملية الأخيرة تمت أمام كنيسة باستهداف الأقباط, وهو عمل متعمد من القائمين عليه ضدهم ويستهدفهم, و لكن ما الذي سيمنع إصابة مسلمين موجودين مكان العملية أو حولها, ليسقط الضحايا من الطرفين ؟ خلال حقبتي الثمانينات و التسعينات سقط المئات من الأبرياء الشهداء ضحايا العمليات الإرهابية, كان منهم المسلم والقبطي من دون تفرقة, وعاني الشعب المصري ويلات لم تجد صدي في الخارج, ولا قدوم وفود للاطمئنان علي البشر, وكأن موت مواطنين بسبب الإرهاب ليس مشكلة, وإنما موت أبناء ديانة محددة هو المشكلة. الأوربيون مطالبون بإعادة النظر في مواقفهم, حتي ننجح معا في مواجهة التطرف والإرهاب.