مصدر فى بيراميدز يكشف حقيقة منع النادى من المشاركة فى البطولات القارية بسبب شكوى النجوم    حازم إمام: نسخة إمام عاشور فى الزمالك أفضل من الأهلي.. وزيزو أفيد للفريق    الشركة المتحدة تنعى الكاتب الكبير فاروق صبرى رئيس غرفة صناعة السينما    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    يوسف الحسيني: القاهرة تبذل جهودا متواصلة لوقف العدوان على غزة    توريد 155 ألفا و923 طن قمح إلى الشون والصوامع بسوهاج    رويترز عن مسئول إسرائيلي: حماس رفضت المقترح وغيّرت بنوده الرئيسية    وزير الخارجية الجزائري يبحث مع أردوغان تطورات الأوضاع الفلسطينية    وزير خارجية الكويت ورئيس الوزراء الفلسطيني يبحثان قضايا «الاستجابة الإنسانية» لقطاع غزة    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. استشهاد شابين فلسطينيين برصاص الاحتلال فى الضفة الغربية.. البيت الأبيض: علمنا برد حماس لمصر وقطر على مقترح وقف إطلاق النار.. وإدانة نجل بايدن بتهم تتعلق بحيازة أسلحة    بيولى يرفض عرضا من نوتينجهام فورست وينتظر المزيد من الدورى الإنجليزى    طارق رضوان يكتب: انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي والتوجهات الإقليمية    الأعلى للإعلام يكشف تفاصيل قرار حجب المنصات غير المرخصة خلال 3 أشهر    جمعية رجال الأعمال: تغيير وزير الصناعة ليس من شأنه أن يغير الوضع نحو الأفضل في القطاع    حسن مصطفى: تصريحات حسام حسن تحتاج للهدوء وأداء المنتخب يتطلب تحسينات    خالد الدرندلي: حسام حسن سأل صلاح عن رغبته فى التبديل واللاعب أراد الاستمرار    بعد أزمة التصريحات.. ميدو يوجه رسالة ل حسام حسن    أول تعليق من ميدو عن مشهد استبدال محمد صلاح أمام غينيا بيساو    أثناء اللهو والهروب من الحر.. مصرع شخص غرقًا بمياه النيل في المنيا    «القاهرة الإخبارية»: السلطات السعودية تقر خططا ومسارات لإنجاح تفويج الحجاج    مصرع طالب غرقًا في نهر النيل في محافظة قنا    وزير الأوقاف يكلف لجنة لمتابعة الإعداد لصلاة العيد بالساحات والمساجد    عيار 21 الآن «بيع وشراء».. أسعار الذهب اليوم الأربعاء بعد الانخفاض الأخيرة بالمصنعية (التفاصيل)    مطار الأقصر يُجري تجربة طوارئ واسعة النطاق    «فودة» يناقش الاستعدادات ل«الأضحى» ويوجه بضرورة تكثيف العمل بعد عطلة العيد    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    د.حماد عبدالله يكتب: لماذا إختفت الإبتسامة !!    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج السرطان    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الجوزاء    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية بلة المستجدة ببني مزار    شيخ الأزهر لطلاب غزة: علّمتم العالم الصمود والمثابرة    منتخب المغرب يكتسح الكونغو في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026    استعدادًا ل«يورو 2024».. رونالدو يقود منتخب البرتغال لاكتساح أيرلندا وديًا    مصدر حكومي: حلف اليمين الدستورية للحكومة الجديدة مقرر له بعد العودة من إجازة عيد الأضحى المبارك    وزيرة التخطيط تناقش مع رئيس جهاز الإحصاء جهود وضع «الاستراتيجية الوطنية»    محافظ جنوب سيناء يفتتح ملعبًا بالممشى السياحي في شرم الشيخ    الأعلى للإعلام يكشف تفاصيل حجب جميع المنصات العاملة بدون ترخيص خلال 3 أشهر    لجنة الفتوى بالأزهر ترد على عريس كفر صقر: «عندنا 100 مليون مصري معمولهم سحر» (فيديو)    فضل صيام يوم عرفة 2024.. وأبرز الأدعية المأثورة    علي جمعة يوضح أعمال الحج: يوم التروية الثامن من ذي الحجة    قبل عيد الأضحى.. 7 أمور يستحب فعلها قبل التضحية    العثور على خراف نافقة بالبحر الأحمر.. البيئة: نتعقب السفينة المسئولة وسنلاحقها قضائيا    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    رسالة جديدة من «الهجرة» للمصريين في دول النزاعات بشأن مبادرة استيراد السيارات    نقابة الصيادلة: الدواء المصري هو الأرخص على مستوى العالم.. لازم نخلص من عقدة الخواجة    وكيل «صحة الشرقية» يناقش خطة اعتماد مستشفى الصدر ضمن التأمين الصحي الشامل    لطلاب الثانوية العامة.. أكلات تحتوي على الأوميجا 3 وتساعد على التركيز    «بابا قالي رحمة اتجننت».. ابن سفاح التجمع يكشف تفاصيل خطيرة أمام جهات التحقيق    بدائل الثانوية العامة.. شروط الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية بعد الإعدادية (رابط مباشر للتقديم)    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    تطوير وصيانة وإنتاج خرائط.. وزير الري يكشف عن مجهودات توزيع المياه في مصر    تطوير مستشفى مطروح العام بتكلفة مليار جنيه وإنشاء أخرى للصحة النفسية    رئيس جامعة بني سويف يرأس عددا من الاجتماعات    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    خبير سياسات دولية: زيارة بلينكن للقاهرة نقطة تحول لوقف إطلاق النار بغزة    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    طائرته اختفت كأنها سراب.. من هو نائب رئيس مالاوي؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صهيونية في ظل الأهرام

يكشف كتاب صهيونية في ظل الاهرام جانبا مهما إن لم يكن مركزيا‏,‏ من تاريخ الحركة الصهيونية في العالم العربي‏,‏ وقد كانت مصر نقطة تمركز لأنشطة الحركة الصهيونية العالمية‏
وكان أعضاؤها كما تعترف مؤلفة الكتاب الصهيونية روث كيمحي يستخدمون بطاقات هوية مزورة شبيهة ببطاقات جنود ضباط الجيش البريطاني‏,‏ وعن طريقها يتمكنون من الدخول إلي مصر وليبيا وتونس‏,‏ ولعل هذا يقترب من أو يتطابق مع سلوك أعضاء الموساد في تزوير جوازات سفر تخص بعض الدول في عملية قتل محمود المبحوح القيادي في حركة المقاومة الإسلامية‏(‏ حماس‏)‏ في دبي‏.‏
في الحلقات الثماني السابقة استعرضنا بدايات الأنشطة الصهيونية في مصر‏,‏ والتسلل إلي الشباب دون الثلاثين في الحركات الرياضية والكشفية‏,‏ واستغلال قادة الصهيونية يهود مصر بابتزازهم نفسيا وتحويلهم إلي مجرد بقرة حلوب تدر تبرعات للصهاينة في فلسطين وتسجل المؤلفة الصهيونية أن الجالية اليهودية في مصر لم تكن تنساق وراء الصهيونية‏,‏ كما استعرضنا في الحلقة الماضية هجوم رئيس الاتحاد الصهيوني علي سياسات حزب الوفد المنادية بالوحدة العربية‏,‏ ورد الحزب بالمطالبة بمنع تهريب أموال المصريين للمؤسسات الصهيونية في فلسطين‏.‏
وفي رصدها للنشاط التعليمي والتربوي بين الشباب الصهيوني في مصر تزعم المؤلفة ان هناك تحولا قد حدث في سياسة الحركة اليهودية‏(‏ الصهيونية‏)‏ نحو دول الشرق فبدأت الحركة تغير اهتمامها وجدول أولوياتها بالعمل علي تهجير دول الشرق ومن بينها مصر‏.‏
وتري الباحثة الصهيونية أن التحول في سياسة المؤسسات الصهيونية في فلسطين‏(‏ اليشوف‏)‏ تجاه الدول الإسلامية قد أدي إلي حدوث تغيير في موقفها تجاه العمل الفكري بين الشباب في هذه الدول فتأهيل المبعوثين الخصوصيين للدول الإسلامية ومفهوم الطليعي الموحد وزيادة ومضاعفة نشاط قسم الشباب بالوكالة اليهودية‏,‏ كل ذلك كان دليلا وشاهدا علي الانقلاب الفكري والتنفيذي الذي حدث في موقف قيادات اليشوف المؤسسات الصهيونية في فلسطين في عصر الانتداب تجاه النشاط بين الشباب في البلاد الإسلامية وبالتوازي مع التغيير الذي حدث في موقف هذه المؤسسات فقد حدث تحول ايضا في موضوع نشاطها وهو الشباب اليهودي‏,‏ وسواء حدث هذا التغيير نتيجة للتغيرات السياسية العالمية والمحلية أو نتيجة للحرب ودلالاتها أو بسبب تحولات اجتماعية فإنه يبدو أن هذا التغير حدث نتيجة لكل ذلك معا‏,‏ فقد حدث تغير في الشباب اليهودي ذاته وحدث تغير في إدراكه لهويته وفي ميادين اهتماماته وخروجه من حالة اللامبالاة التقليدية وفي استعداده لتحمل المسئولية والعمل من أجل تحقيق ذاته ومن أجل مستقبله الشخصي‏.‏
لقد كانت سمات الشباب في مصر في العشرينيات والثلاثينيات تتمثل في تشوش الهوية وعدم التمرد علي جيل الآباء واللامبالاة بالنسبة لأي موضوع عام وسياسي والجري وراء متع الحياة ومباهجها مع الاستسلام المطلق للواقع المشرق والانغماس فيه‏,‏ وقد أخذ التشوش في الهوية والتخبطات الشخصية تزداد في منتصف الثلاثينيات عندما أخذت الفاشية والنازية تزدهر وتنتشر وأخذت الإمبريالية تقترب من نهاية طريقها والقومية العربية تنتقض وتزداد‏,‏ وقد شغلت هذه التخبطات الشباب المثقف الذي كان يبحث عن إطار يمكنه من التعبير عن ذاته‏.‏
هذه الحاجة التي بدأت تنتفض في الثلاثينيات لدي القلائل جرفت الكثيرين والكثيرين في الأربعينيات‏,‏ وبعد معركة ستالينجراد بدت روسيا كمناضل شرس ضد الفاشية العالمية وكرد فعل علي الأنظمة الفاشية التي كان يكرهها الكثيرون ويمقتونها‏.‏
ثورة علي الآباء
وأصبحت الاشتراكية والشيوعية أقل تهديدا وبدأ الأدب الماركسي يظهر علانية علي أرفف الكتب والمكتبات في مصر وفتح الباب علي مصراعيه امام الشباب ليتعرف علي الآيديولوجيات اليسارية وهؤلاء من الشبان اليهود الذين كانوا يبحثون عن تغيير ثوري في حياتهم والتمرد والثورة علي جيل الآباء المحافظين أخذ بعضهم ينضمون إلي الحركة الشيوعية والبعض الآخر ينضم إلي حركتي الشباب الطليعية الاشتراكية اللتين كانتا بمثابة قطبي الجذب لهؤلاء الشباب إلا إنه أضيف إلي هذه التخبطات في الهوية والشخصية التهديدات الأخري التي بدأت تظهر سواء في شكل عدم الأمان والثقة الاقتصادية في المستقبل أو في شكل تداعي الأمان الشخصي كل ذلك معا دفع الشباب الذين كانوا أول من أدرك ان لحظة الصدق قد اقتربت إلي نمو البحث عن وجهة اخري لحياتهم وحتي الشباب المحايد وغير المثقف وغير الثوري الذي وصل إلي حركات الشباب الطليعية بحثا عن إطار احتماعي لشغل وقت فراغه لا بحثا عن هدف قد خلبته الفكرة الاشتراكية بتأثير المبعوثين من الحركيين الصهاينة‏,‏ واخذ الشيوعيون والصهاينة يتقاتلون من أجل كسب الشباب اليهودي في مصر‏,‏ إلا أن اختيار أي من البلدين كان بقدر كبير محض مصادفة ونتيجة لعلاقات احتماعية ومؤثرات مختلفة بالمدارس وطوال كل فترة النشاط كان الحركيون من المبعوثين وأعضاء قيادات حركات الشباب الطليعية يضطرون إلي الدخول في صراع ضد النفوذ الشيوعي المعادي للصهيونية علي الشباب وذلك عن طريق عقد المناظرات العلنية وتقوية الشباب الصهيوني ايديولوجيا‏.‏
وقد أدي نشاط المبعوثين بين الشباب إلي تطور حركة الشباب القديمة العبري الشاب‏(‏ الحارس الشاب‏)‏ وإلي إقامة حركة الطليعي الموحد في مصر التي كانت تمارس عملها في القاهرة بهذا المسمي‏,‏ بينما كانت تمارس عملها في الاسكندرية تحت مسمي الطليعي الشاب وكذلك ايضا إلي اقامة حركة الشباب بني عقيبا وقد افرغت حركات الشباب هذه الجمعيات وحركات الشباب ذات النمط القديم من مضامينها وكان كل شاب أو فتي مهتم بالصهيونية
بجدية يجد ضالته في حركات الشباب الطليعية هذه‏.‏ تلك هي خلفية المبررات المعتمدة من قبل الحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ التي تسوغها الباحثة الصهيونية للهجة الشرسة وللنشاط الضاري الذي قامت به الحركة في دول المشرق العربي وعلي رأسها مصر لتهجير الجاليات اليهودية فيها لاحتلال فلسطين بعد تأهيلها لأعضائها خاصة الشباب تعليميا وأيديولوجيا‏.‏
تأهيل المبعوثين
وتورد الباحثة ما تصفه بسمات التحول في سياسة الحركة اليهودية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏)‏ نحو يهود الجالية في مصر‏,‏ فتقول إن أول سمة لهذا التحول كان قرارا اتخذته المؤسسات الصهيونية في فلسطين‏(‏ اليشوف‏)‏ بتأهيل مبعوثين لإيفادهم إلي الدول الإسلامية لتربية وتعليم وتوجيه الشباب وكذلك لتشجيع وتنظيم هجرتهم من هذه الدول‏,‏ وفي إطار الاستعداد التنفيذي الجديد للعمل في دول الشرق‏,‏ فقد أخذت مؤسسة الهجرة الثانية تنظيم أول دورة للمبعوثين لهذه الدول في مايو عام‏1942,‏ وقد اشترك في هذه الدورة‏36‏ مبعوثا إلي جانب ممثلين لمختلف تيارات الاستيطان في فلسطين‏,‏ وكان من بين برنامج التأهيل التدريب علي كيفية إقامة شبكات لتهريب اليهود في العراق وسوريا وفارس ولبنان والاتحاد السوفيتي عبر الحدود‏,‏ وكان الذي يدير هذه الدورة رسميا لجنة من قبل مؤسسة الهجرة الثانية‏,‏ وكان قسم الهجرة بالوكالة يقوم بتمويلها‏,‏ إلا أن قادة الكيبوتز الموحد كان لهم تأثير كبير علي مضامين برنامج الدورة الدراسي وعلي المشتركين فيها‏,‏ وقد شمل برنامج التأهيل تأهيلا لغويا وتدريس نمط المعيشة العام واليهودي في دول الشرق الأدني والمشكلات الصهيونية الجارية وأساليب العمل في حركات الشباب وأساليب العمل الصهيوني في دول المنفي ومشكلات التأهيل والهجرة في هذه الدول‏,‏ كما كان البرنامج يشمل أيضا تدريس أساليب العمل في صناديق جمع التبرعات القومية‏,‏ وكان هذا البرنامج وما تلاه من برامج دراسية يعرض علي اتحاد المنظمات الطليعية لإقراره‏,‏ وكان هناك تكليف لأساتذة من الجامعة العبرية بالتدريس في هذه البرامج‏,‏ وكذلك قادة ورؤساء المستعمرات الصهيونية‏,‏ كما كان التركيز في هذه البرامج يتم علي تعليم هؤلاء المبعوثين اللغات خاصة اللغة الفرنسية‏.‏
إلا أن برامج الدراسة هذه والمبعوثين كانت تتعرض لخلافات بين القائمين عليها وبين قادة الأحزاب الصهيونية وكذلك للانتقادات من جانب الصحف الصهيونية التي كانت تصدر في فلسطين في عصر الانتداب‏,‏ فصحيفة صدي الشرق الصهيونية انتقدت في عددها في‏3‏ يونيو عام‏1943‏ اختيار هؤلاء المبعوثين من الصهاينة الأشكناز وعدم تأهيل الصهاينة السفارد لا لشيء إلا لأن الأشكناز ينتمون إلي الأحزاب اليسارية البعيدة عن فهم روح وعقلية دول الشرق‏,‏ كما دعت الصحيفة المؤسسات السفاردية إلي القيام بوضع برامج دراسية خاصة بها وأن تتولي هي العمل في دول الشرق مستقلة عن المؤسسات الأشكنازية وأن تقوم باختيار الدارسين من بين اليهود السفارد وقد أثارت هذه الانتقادات بدورها خلافات بين الأحزاب اليسارية الصهيونية كحزب الماباي وبين مختلف حركات الاستيطان الصهيونية كحركة الكيبوتز الموحد‏.‏
وكانت السمة الثانية من سمات التحول في سياسة الحركة اليهودية العالمية لاحتلال فلسطين‏(‏ الحركة الصهيونية‏),‏ كما تري الباحثة هو القرار الذي اتخذه قادة الوكالة اليهودية وقادة حزب الماباي بالعمل في الدول الاسلامية في إطار حركة موحدة هي حركة الحالوتسي الموحد‏(‏ الطليعي الموحد‏).‏
وقد أدت الخلافات التي نشبت أيضا حول شكل تنظيم الحالوتسي‏(‏ الطليعي‏)‏ وضرورة تغيير نسب القوي في هذا التنظيم إلي تنظيم دورة دراسية لمبعوثي الحركيين إلي دول الشرق في غير إطار الهستدروت أو الكيبوتز الموحد وإنما في إطار الوكالة اليهودية‏,‏ وفي أثناء تنفيذ هذه الدورة بدأ منظموها يطرحون فكرة المهمة العامة لدول الشرق‏,‏ أي أن الحركيين المبعوثين الذين سيتوجهون إلي دول الشرق يقومون بمهمتهم نيابة عن الحركة الصهيونية كلها بما فيها الصهيونية الدينية لا أن يكونوا كمبعوثين لمختلف الحركات الاستيطانية في فلسطين‏.‏
حركة طليعية موحدة
وفي يوليو عام‏1943‏ قام مكتب حزب الماباي اليساري بتعيين لجنة من ثلاثة أعضاء قاموا بإعداد اقتراح بإقامة حركة طليعية موحدة في دول الشرق وتدخل بن جوريون فاقترح إجراء تغييرات علي هذا الاقتراح تتمثل فيما يلي‏:‏
أ إقامة حركة شباب طليعية واحدة وموحدة في دول الشرق توجه للشباب في سن‏18‏ عاما فأكثر وكذلك للشباب في سن ما قبل الثامنة عشر‏.‏
ب أن تقوم الحركة الموحدة علي الأسس التالية‏:‏
‏1‏ تحقيق وتنفيذ الصهيونية عن طريق تجميع الشتات والنهضة الاقتصادية والسياسية والثقافية للشعب اليهودي في أرض اسرائيل‏(‏ فلسطين‏).‏
‏2‏ التنفيذ الشخصي للصهيونية عن طريق الهجرة إلي أرض اسرائيل‏(‏ فلسطين‏)‏ والعمل فيها‏.‏
‏3‏ اللغة العبرية
‏4‏ تعليم المهاجرين كيف يعيشون حياتهم في اسرائيل وكيف يعملون في شتي المجالات والمهن خاصة الزراعة‏.‏
‏5‏ العضوية بالهستدروت وأن يكون كل عضو خاضعا لسلطة المؤسسات الوطنيةالعليا
‏6‏ أن يكون هناك اتحاد عمالي طليعي نقابة‏(‏ هستدروت‏)‏ عمال واحدة في أرض اسرائيل وأن يكون هناك تعليم لممارسة العمل بالهستدروت العام أو لأي تنظيم عمالي آخر يعترف به الكونجرس الصهيوني‏.‏
‏7‏ الدفاع
ج يتم إيفاد مبعوثي العمل في دول الشرق من مركز واحد‏,‏ ويعمل هؤلاء المبعوثون كممثلين لقوة موحدة في إطار الحركة الموحدة‏,‏ ويقوم قسم الهجرة بالوكالة اليهودية بتحديد واختيار المبعوثين الحركيين للحركة الطليعية الموحدة‏.‏
وكانت هذه التغييرات بمثابة محاولة سياسية لسحب حركة الطليعية الحالوتسية من أيدي هستدروت العمال إلي أيدي الوكالة اليهودية التي كان يسيطر علي مؤسساتها أغلبية من حزب الماباي‏(‏ الحزب العمالي‏)‏ كما كانت هذه الخطوة تهدف إلي ضمان سيطرة حزب الماباي وهيمنه علي عملية تهجير وجلب يهود دول المشرق إلي فلسطين عن طريق اضعاف الهستدروت‏.‏
لقد كان قسم الشباب بالوكالة اليهودية الذي أنشئ في عام‏1941(‏ برئاسة إسحاق جرينيوم وبإدارة بن صهيون بن شالوم‏)‏ شريكا كاملا في السياسة الجديدة وهي توحيد حركات الشباب الطليعي في حركة حالوتسية‏(‏ طليعية‏)‏ موحدة تقوم بتأهيل وتدريب الحركيين لإيفادهم إلي الدول العربية لتهجير يهودها إلي فلسطين وتعليم الحركيين تعليما محايدا‏,‏ أي تعليم القيم الدينية‏(‏ منعا للخلافات بين الصهيونية العمومية والصهيونية الدينية والصهيونية الإصلاحية‏).‏
وفي صيف عام‏1943‏ اشترك قسم الشباب بالوكالة في تنظيم دورة دراسية للمبعوثين‏,‏ ثم نظم دورة قصيرة خاصة بالقدس لموجهي ومدربي الشباب من الصهاينة المصريين بهدف تأهليهم وإعدادهم ككادر تعليمي لمساعدة المبعوثين في تنفيذ مهمتهم‏,‏ وكان هذا القسم قد أعد برنامجا لجلب شباب صهاينة من مصر وتنظيم دورة دراسية مركزة لتخريج مدربين ومعلمين وتأهيلهم لدي عودتهم للعمل بين الشباب اليهودي في مصر‏.‏
نزهة صهيونية
وفي نفس الوقت طالب سكرتير الهستدروت الصهيوني قسم الهستدروت بالوكالة اليهودية لمساعدته في تنظيم نزهة في إسرائيل للشباب الصهيوني بالقاهرة‏,‏ وبالفعل استجاب الهستدروت لطلبه وبدأت عملية تنظيم النزهات في إسرائيل للشباب الصهيوني بالقاهرة‏.‏
وفي إسرائيل كان الشباب الصهيوني يتلقون تعليما وتدريبا طليعيا عن الصهيونية‏,‏ وكانوا يحظون بحفاوة بالغة من جانب صهاينة إسرائيل وقادة مؤسساتها‏,‏ وكانوا يعودون إلي مصر وقد حملوا بالأفلام عن أرض إسرائيل وتاريخ اليهود في فلسطين والصهيونية وكذلك بالكتيبات باللغة الفرنسية والعربية‏,‏ وأخذ الشباب الصهيوني المصري العائد إلي جانب مبعوثي المؤسسات الصهيونية في فلسطين إلي مصر ويمارسون نشاطهم بين الجالية اليهودية للدعوة الصهيونية ولترغيبهم في الهجرة إلي فلسطين‏,‏ وهكذا اصبح جيل الشباب ومهيأ للتحول من مرحلة الوعي اليهودي إلي مرحلة النشاط الصهيوني ومهيأ للاستجابة لقبول الهجرة إلي فلسطين‏,‏ وظلوا كما تقول الباحثة يحملون راية الصهيونية والعمل الصهيوني في مصر عام‏1948,‏ وكانوا هم الذين قادوا الجالية اليهودية في مصر وراءهم إلي فلسطين‏,‏ حيث الكيان الصهيوني الجديد‏.‏
وفي يوليو عام‏1943‏ وصل إلي مصر أول مبعوث حركي للشباب من الحركة الصهيونية في فلسطين ويدعي مرخاي سرساج‏,‏ وقد وصل سرساج هذا بدون تأشيرة دخول وبمساعدة أعضاء حركة الحارس الشاب الذين كانوا مجندين بالجيش البريطاني واستخدم في مصر اسما مستعارا هو دانيال سيمون وفي‏12‏ اكتوبر لحقت به وانضمت اليه مريم إنجلبرج‏,‏ وقد هربت هي الأخري من مصر متنكرة في زي مجندة بالجيش البريطاني‏,‏ وكانت تعرف بالاسم المستعار نعمي‏.‏
وفي نوفمبر‏1943‏ وصل اثنير تيزل إلي مصر وهو يحمل تأشيرة مريض جاء يتداوي في حلوان مدتها شهر‏,‏ وكان يجدد هذه التأشيرة شهريا‏,‏ وقد وجد هذا الوفد في القاهرة وكرا قديما تابعا لحركة الحارس الشاب في هليوبوليس‏(‏ مصر الجديدة‏)‏ يرأسه إسحاق شاءول‏,‏ وكان يرأس الحركة في هذا الوقت أرنست زونانا الذي كان يشغل أيضا منصب سكرتير الهستدروت الصهيوني ورئيس لجنة الهجرة وكان الرئيس الفخري للحركة هو دانيا سبورتا وهو حركي صهيوني قديم ظل يعمل لسنوات طويلة في مصر كمفوض للصندوق التأسيسي الصهيوني الخاص بجمع التبرعات ونقلها لمؤسسات الحركة الصهيونية في فلسطين‏.‏
أوكار جديدة
وقد وضع هذا الوفد الصهيوني أربعة أهداف ظل يعمل علي تحقيقها خال فترة وجود اعضائها في مصر‏,‏ وهذه الأهداف هي‏:‏ توسيع الحركة عن طريق إقامة أوكار جديدة بالقاهرة وفي المدن المصرية الأخري وتحويل الحركة إلي حركة قطرية‏,‏ أي إقامة أوكار لها في كل المدن المصرية‏,‏ وإقامة مؤسسات منتخبة للحركة القطرية وإدخال النشاط الصهيوني التعليمي رسميا في تيار حركة الحارس الشاب القطرية وتنظيم الأعضاء وتربيتهم علي تنفيذ وتحقيق الصهيونية بهجرتهم إلي فلسطين وقد كلف فيزل بالبقاء في الاسكندرية‏,‏ وكانت مهمته فيها إقامة وكر جديد للشباب الصهيوني فيها‏,‏
أما دانيال و نعمي فقد اقتسما العمل فيما بينهما بالقاهرة‏,‏ وكانا يستعينان بجنود صهاينة مجندين بالجيش البريطاني في مصر‏,‏ وينتمون إلي حركة الحارس الشاب وهؤلاء الجنود كانوا يساعدون بصفة خاصة في تعليم اللغة العبرية والأناشيد الصهيونية وكان من أول القرارات التي اتخذها سرساج فتح أوكار جديدة واستيعاب طبقات جديدة من الاطفال الشبان بالحركة ممن كانت الحركة تلقبهن ب جيل الصحراء تعليميا ولتنفيذ هذه المهمة كانت هناك حاجة إلي زيادة طاقم الموجهين والمدربين ونظم سرساج دورة دراسية ل‏15‏ 20‏ من خريجي الحركة اعتادوا علي الالتقاء به عدة مرات في الاسبوع في اثناء فترة الراحة ظهرا‏.‏
وكانت الدراسة بالدورة تركز علي الموضوعات الفكرية والتربوية‏,‏ وكانت تزود الخريجين بالوسائل والأدوات التي تمكن من تشكيل وبلورة المجموعة التعليمية وكتائب وطبقات الحركة وكانت مدة الدراسة بالدورة شهرين وانتهت في أول أكتوبر عام‏1945.‏
وفي سبتمبر عام‏1943‏ افتتح سرساج بالقاهرة وكرين جديدين‏,‏ الأول في حي الظاهر في مدرسة كيروب وانضم اليها خلال فترة قصيرة‏180‏ فتي‏,‏ تم تقسيمهم إلي قسمين‏,‏ حسب أعمارهم‏,‏ أطلق عليهما اسم ابناء الصحراء والكشافة وهناك وكر ثالث افتتح في الوسط البرجوازي الثري بالقاهرة في حي باب اللوق بالقرب من قصر الملك بميدان عابدين‏,‏ وكان الوكر يمارس عمله في مدرسة جابي وكان يضم في بداية عمله‏50‏ عضو كشافة بالغين وكان يديره أرنست زونانا‏.‏
وكان النشاط التعليمي لهذه الأوكار يتم في لقاءين أسبوعيين وفي لقاء ثالث كل يوم ثلاثاء وكان مخصصا لتدريس اللغة العبرية‏,‏ ومع انتهاء الدورة التربوية كانت تبدأ دورة امتدادية كانت تجري مرتين في الاسبوع في يومي الاثنين والخميس‏,‏ وكان يشارك فيها المديرون‏(‏ الموجهون
والمدربون‏)‏ والبالغون والكشافة البالغون وبعد شهرين من البداية كان عدد أعضاء الحركة بالقاهرة‏300‏ عضو‏,‏ وكان ذلك في بداية الطريق فقط‏,‏ وأخذ عدد الأعضاء بهذه الأوكار يتزايد وأخذت المنافسة تشتد بين وكر الظاهر ووكر هيلوبوليس‏,‏ وكان من أسباب نجاح هذه الأوكار السريع هو أنها كانت تمارس نشاطها مباشرة بين الشبان وأنها كانت تمارس نشاطها من داخل مدارس ومع إقامة الوكرين الجديدين بدأت حركة العبري الشاب تختار مؤسساتها المنتخبة‏,‏وقد اعتاد كبار قادتها الذين كانوا يقدرون بتسعة خريجين من ممثلي كل الأوكار بالقاهرة الاجتماع يوميا ظهرا وكانوا يقومون بإعداد برامج العمل ومادة الدراسة لكبار الموجهين والمدربين في كل وكر‏.‏ وفي أول أكتوبر عام‏1943‏ أصدرت القيادة الرئيسية أول نشرة دورية لكل أعضاء الحركة كانت تتضمن أخبار كل مايجري في حركة الحارس الشاب في جميع أنحاء أوروبا كما كانت تتضمن ترجمة خطاب وايزمان للحركة العالمية بمناسبة مضي ثلاثين عاما علي إنشائها ومقالا عن بداية صدور صحيفة مشمار في فلسطين‏,‏ كذلك كانت النشرة تتضمن كل القرارات التي تتخذها الحركة في فلسطين فيما يتعلق بنشاطها وأخبار تطور الحركة في مصر وأخبارا عن المبعوثين الحركيين وعن الأوكار الجديدة التي افتتحت في القاهرة ولتقوية الرابطة بين كل أعضاء الأوكار بالقاهرة كانت تعقد لقاءات كان يشترك فيها المئات من أعضاء الحركة‏,‏ وحفلة عيد الحانوكا كان يحضرها كل أعضاء الأوكار وبعد إقامة البنية التعليمية للحركة في القاهرة‏,‏ وبعد أن اتسعت رقعتها بدأ المبعوثون الحركيون العمل في إقامة فرع للحركة في الإسكندرية‏.‏
حركة قطرية في مصر
وفي بداية سبتمبر عام‏1943‏ توجه مردخاي سرساج الي الإسكندرية لمحاولة إقامة فرع جديد للحركة‏,‏ إلا أنه اصطدم بمبعوث حركة الحالوتسي الموحد‏(‏ الطليعي الموحد‏)‏ بالإضافة الي أعضاء الهستدروت الصهيوني بالإسكندرية الخاضعين لنفوذه وتأثيره ولم يمكنه مبعوث الحركة روفائيل ركناتي من دفع مشروعه بسبب معارضته لإقامة فرع بالإسكندرية خوفا علي حركته وقررت المؤسسات الصهيونية في فلسطين إيفاد مبعوث لها إلي مصر‏(‏ أفنير فيزل‏)‏ لحل الخلاف بينهما‏,‏ وتقرر إيفاد فيزل بالإسكندرية بشكل دائم إلي جانب سرساج لكي يقوم بعمليات مسح ميداني مستمرة للمدينة لاختيار مكان لإقامة وكر للحركة هناك‏,‏ كما تقرر إلحاق إسحاق ليفي عضو القيادة الرئيسية للحركة بالقاهرة معه بالإسكندرية‏,‏ وقام قائد الحركة السابق شبتاي شاءول الذي كان يخدم بالجيش البريطاني بالإسكندرية بمساعدتهم في إقامة علاقات فيها‏,‏ وبالفعل قام فيزل باستئجار حجرة لممارسة نشاط الحركة منها تحت غطاء تدريس اللغة العبرية‏,‏ وبدأ أولي خطواته لإنشاء الوكر واستطاع سرساج وفيزل وركناتي إقامة وكر للحركة بالإسكندرية وفي المجلس السنوي للحركة الذي عقد للاحتفال بمضي ثلاثين عاما علي إنشاء حركة الحارس الشاب العالمية في القاهرة في‏19‏ فبراير عام‏1944‏ حضر الحفل لأول مرة وفد كبير من الوكر الجديد بالإسكندرية‏,‏ وبعد إنشاء هذا الوكر تحولت حركة العبري الشاب من حركة بلدية إلي حركة قطرية في مصر‏.‏
وفي الاجتماع العام الذي عقد فوق ملعب الحركة في وكر مصر الجديدة‏(‏ هيلوبوليس‏)‏ بالقاهرة اشترك أكثر من‏400‏ عضو بوكر الإسكندرية فقط كلهم من الشباب وضم الاحتفال عرضا للكشافة وخطبا لقادة الحركة وعروض رقص وغناء رددت فيها أناشيد صهيونية من إسرائيل وحضر الحفل كل خريجي الحركة وكل ممثلي الجمعيات الصهيونية في مصر وقادة المؤسسات الصهيونية في مصر أيضا‏,‏ وكذلك حضره جنود صهاينة من فلسطين يخدمون بالجيش البريطاني‏.‏
وفي اجتماع لمجلس خريجي الحركة بالقاهرة عقد في مايو عام‏1944‏ تم انتخاب أول مجلس قطري للحركة ضم‏20‏ عضوا‏,‏ وتم في هذا الاجتماع أيضا انتخاب القيادات المحلية للحركة بالقاهرة والإسكندرية‏,‏ وعقد المجلس الرئيسي المنتخب حديثا أول اجتماع له في مايو‏1944‏ وأعلن فيه عدد أعضائه بالقاهرة‏644‏ عضوا بالقاهرة بالأوكار الثلاثة و‏469‏ عضوا بالإسكندرية بالوكر الجديد‏.‏ وفي هذا المجلس تركزت المناقشات حول إقامة أول نواة تقوم بتنفيذ أول مبادئ الحركة الصهيونية وهو الهجرة إلي فلسطين‏,‏ كما اتخذ المجلس الرئيسي قرارين مهمين‏,‏ الأول هو ضرورة تقوية وتدعيم عنصر العضوية والارتباط بين كل طبقات الحركة وبين كل الأعمار بين أعضائها والثاني قرار يدعو كل خريج بالحركة لوضع أمواله التي ليس في حاجة إليها تحت تصرف الحركة‏.‏
ذروة النشاط
وفي صيف عام‏1944‏ بلغت الحركة ذروة نشاطها‏,‏ حيث كانت تعمل قيادتها الرئيسية بشكل مكثف جدا‏,‏ وقد دأبت علي الاجتماع أربع أو خمس مرات كل أسبوع ظهرا للنظر في شئون الحركة ولتعليم اللغة العبرية وإعداد برامج وخطط العمل باللغة الفرنسية لمختلف طبقات الحركة التعليمية وبدأت الحركة تصدر نشرة دورية باسم‏LEBGUER(‏ البوجير‏)(‏ أي الخريج‏),‏ كما قامت الحركة بإعادة إصدار نشرة الحركة‏LEREVEIL‏ بصفة مستمرة‏,‏ هذه النشرة التي كانت تصدرها الحركة في الثلاثينيات وتوقف إصدارها لأسباب ودواع مالية وغيرها‏.‏
كذلك أخذت الحركة تنظم نزهات لأعضائها وخريجيها من الشباب الصهيوني بمصر في فلسطين‏.‏
وضم أول فوج‏20‏ عضوا سافروا إلي فلسطين وقاموا بزيارة معسكرات الكشافة التابعة للحركة هناك‏,‏كما تم تنظيم معسكر عمل لمدة أسبوع بإحدي الكيبوتزات الزراعية الصهيونية في فلسطين للتدرب علي أعمال الزراعة والفلاحة‏,‏ وكانت مدة النزهة تقدر بأسبوعين‏,‏ وبالتوازي مع تنظيم النزهات والزيارات لفلسطين فقد كانت الحركة تقوم بإعداد معسكرات صيفية للشبان وكانت هذه المعسكرات تقام علي شواطئ البحر في ثلاث دورات حسب طبقات الأعمار‏,‏ وكانت هذه المعسكرات تنظم لدي عودة أفواج الأعضاء من النزهة في فلسطين‏,‏ وكان المعسكر يضم حوالي‏700‏ شاب صهيوني ومع إقبال الشباب علي الانضمام إلي حركة الشباب الطليعية العبري الشاب طلب مبعوث الحركة المقيم في مصر إرسال ستة مبعوثين جدد من فلسطين وإمداده بمزيد من الأموال وبتعزيزات مالية لكي يمكنه تطوير نشاط الحركة وفتح وكرين جديدين لها في بورسعيد وطنطا‏,‏ إلا أن قيادة الحركة في فلسطين لم تستجب لطلبه نظرا لتركيز جهودها في جلب يهود شرق وغرب أوروبا وتهجيرهم بعد أن استؤنفت عملية تهجير اليهود من هناك التي كانت قد توقفت بسبب الحرب‏,‏ كما أن الوكالة اليهودية رفضت إمداد الحركة بالمساعدات المالية بسبب عدم اعترافها بها كحركة طليعية نتيجة لعدم انضمام حركة الحارس الشاب إلي الحركة الموحدة‏.‏ ونتيجة للعجز الاقتصادي اضطر المبعوثون من صهاينة فلسطين الذين قدموا إلي مصر إلي العيش علي حساب الحركة أو علي حساب أعضاء الحركة التي كانت تمول نشاطها من ضريبة العضوية علي الشبان الصهاينة من مصر ومن التبرعات التي كانت تقوم بجمعها أولا بأول وكذلك من حصيلة بيع تذاكر الحفلات التي كانت تقوم بتنظيمها بصفة مستمرة كحفلات الرقص‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.