أجمع المحللون وخبراء الاقتصاد علي أن حضور أكثر2500 مشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر دعم التنمية الاقتصادية يعكس دلالات اقتصادية عديدة, أبرزها أن الحكومة المصرية جادة في انتهاج خارطة الإصلاح الاقتصادي. وقالوا إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي, هو تعبير عن رؤية اقتصادية واضحة توازن بين العدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي, واكدوا أن المساندات والودائع التي اعلن عنها القادة العرب سيكون لها تأثير كبير علي الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة, أما علي الصعيد السياسي فاكدوا ان حضور قادة دول العالم للمؤتمر سوف يعكس الثقة علي مستقبل النظام السياسي في مصر. الأهرام المسائي استطلع آراء خبراء الاقتصاد في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي, وكلمات القادة العرب.. فماذا قالوا. في البداية أكد إسماعيل حسن محافظ البنك المركزي الأسبق ان الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عكست تضامن الدول العربية مع السياسات التي تنتهجها مصر, وهذا يدل علي ان مصر تتجه الي الطريق الصحيح, وان مصر ليست وحدها, بل تساندها جميع الدول. اما فيما يتعلق بالدعم العربي قال إسماعيل حسن, إن حزمة المساعدات التي تم الاعلان عنها في بداية المؤتمر سوف تساهم في دعم الاحتياطي من النقد الأجنبي, وتمثل دعما مهما للاقتصاد, وتعطي الحكومة قدرة اكبر علي الحركة وتساهم في دعم الجنيه المصري, لافتا الي ان مصر في حاجة ماسة الي الاستثمار الناجح الذي يؤدي الي الانتاج لزيادة الصادرات وتقليل الواردات, لتحسين ميزان المدفوعات, والقضاء علي البطالة, مؤكدا أن ذلك سوف يساعد الحكومة في تحقيق طموحاتها في زيادة إيرادت الدولة وبالتالي يقضي علي عجز الموازنة. ومن جانبها وصفت د.يمن الحماقي أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بأنها أكثر من رائعة, وانها دليل نجاح المؤتمر, وينبغي ان يترجم الي نشاط اقتصادي يخدم مصلحة الدولة وابنائها, كما أشادت بكلمات القادة العرب ووصفتها بأنها كانت في غاية الاهمية, حيث تضمنت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي العناصر الاساسية من متطلبات نجاح التنمية, إذ اكد علي أهمية تحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي, وتحسين مناخ الاستثمار, وتطوير الاداء, والاهتمام بتنمية الموارد البشرية. وقالت إن كلمات القادة العرب حملت العرفان والتقدير لجلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله, وتدل علي أصالة المسلمين والعرب في تذكره, وأنه كان أول من دعا لعقد هذا المؤتمر. وقالت ان إعلان قادة دول الكويت, والسعودية, و الإمارات, وسلطنة عمان, عن حزمة مساعدات استثمارية في مصر بقيمة5,12 مليار دولار تؤكد عمق ومتانة العلاقات التي تربط الشعب المصري بشعوب هذه الدول, وتوقعت ان تحتل مشاريع الاستثمارات الخليجية والعربية صدارة قائمة الاستثمارات الخارجية المباشرة في المرحلة القادمة, خاصة بعدما تعهد القادة العرب بضخ استثمارات بنسب مؤثرة سوف تساهم في انعاش الاقتصاد المصري, حيث تحتل حاليا الولاياتالمتحدةالأمريكية المرتبة الأولي للاستثمار الأجنبي المباشر تليها المملكة المتحدة. وأشادت د.يمن بكلمة الرئيس السوداني عمر البشير, مؤكدة علي ضرورة التنسيق المصري السوداني فيما يتعلق بمشروع سد النهضة في المرحلة المقبلة, وضرورة استثمار الموارد العاطلة اللانهائية في السودان, إضافة الي تفعيل دور المعابر في تنشيط حركة التجارة بين البلدين. في غضون ذلك أكد الدكتور فرج عبد الفتاح استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ان خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء ليوضح رؤية مصر في المجال الاقتصادي, لافتا الي انه كانت هناك العديد من الآراء التي تقول بأن الرؤية غائبة, ولكن بعد هذا الخطاب اصبحت الرؤية معلنة وصريحة وهي العمل علي جذب الاستثمارات وإعادة بناء الاقتصاد من خلال تحقيق التنمية المستدامة مع الحفاظ علي البعد الاجتماعي. وأضاف ان دعم الدول العربية لمصر خاصة الكويت والسعودية والامارات ليس بجديد عليهم, مشيرا الي ان هذه الاموال من صناديق سيادية ويمكن استغلالها في تحقيق التنمية المستدامة, وذلك من خلال العديد من المشروعات خاصة في مجال الطاقة المتجددة والتي يمكن للحكومة تنفيذها من خلال نظام المشاركة(ppp) وهو اهم ما تحتاج اليه مصر الان بجانب مشروعات مد الطرق والتوسع في الظهير الصحراوي. فيما اكد الدكتور عبد الرحمن عليان الخبير الاقتصادي ان كلمة الرئيس في افتتاح المؤتمر الاقتصادي جاءت متوازنة وشاملة وتحدد هدف مصر من المؤتمر, وتوضح النقاط الرئيسية التي تعمل علي تحقيق التفاؤل للمستثمرين العرب والاجانب وذلك من خلال تعديل قوانين الاستثمار والضرائب. وأشار إلي أن الهدف الذي تحدث عنه الرئيس بالوصول الي معدلات نمو تبلغ6% وايضا خفض معدلات البطالة لتصل الي10%, كلها ابعاد طيبة ويمكن تحقيقها بمساعدة الجهاز الحكومي, مؤكدا ان ذلك سوف يساهم في ان تكون هناك عدالة في التوزيع. واضاف ان الخطاب اكد علي وجود توازن بين البعد الاقتصادي والاجتماعي والأمني, مشيرا الي ان البعد الأخير قد تحقق بالفعل من خلال انعقاد المؤتمر. ويقول الدكتور محمود عمارة خبير اقتصاد ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين بفرنسا, إن التنمية الاقتصادية تبدأ بحلم التنمية, الذي يحقق من خلال خطط وسياسات وبرامج وآليات وشخوص وجدول زمني وقواعد ومحاسبة محددة التواريخ للدولة وأوضح أن المشروع الحضاري لمصر هو عمل مشروع للثقافة, والأدب, والفن, والزراعة, والعلم, بحيث يكون مشروعا متكاملا يجمع مجموعة مشاريع قومية تؤدي الي رفع الدخل القومي لإيجاد إنسان مصري متحضر. وأضاف الدكتور جمال بيومي رئيس وحدة الشراكة المصرية الأوروبية, أن ما نوه عنه الرئيس السيسي عن خطة التقسيم الاداري للمحافظات والتي راعت البعد التنموي والاقتصادي والاجتماعي, تعني أن هناك استقرارا داخليا, وأن التنمية ستشمل الغني والفقير. وأكد الدكتور صلاح الدين فهمي استاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الازهر أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في افتتاح فعاليات المؤتمر الاقتصادي جاءت قوية وتعبر عن اقتصاد الدولة خاصة انه تحدث عن الاقتصاد الكلي والمشكلات الاقتصادية المزمنة التي تواجه مصر, مشيرا الي ان الرئيس لم يتناول النواحي الاقتصادية بشكل سطحي خلال كلمته وهو ما يؤكد علي الاهتمام التام بالنواحي الاقتصادية لإعادة بناء مصر. وأشار إلي أن الرئيس تكلم بشكل متعمق عن اهم المشكلات التي تواجه مصر وبشفافية, منها عجز الموازنة والبطالة والتضخم, التي سيتم القضاء عليها من خلال الاستثمارات التي تستهدفها مصر خلال الفترة المقبلة, مشيرا الي ان كلمات الرؤساء العرب من امير الكويت وولي عهد السعودية ونائب رئيس دولة الامارات جاءت لتدعم كلمة الرئيس وتعطي رسالة قوية للعالم اجمع ان مصر تسير في خطوات ثابتة نحو المستقبل. ورحب الدكتور سعيد عبد الخالق استاذ الاقتصاد بأكاديمية النقل البحري بكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية حيث اكد ان الرئيس ركز علي3 محاور وهي محور الاقتصاد الكلي واستقراره وما يتعلق بالتوازن المالي والنقدي وخفض عجز الموازنة العامة. واضاف: اما المحور الثاني فركز علي تحسين بيئة الاستثمار وجاء المحور الاخير فتناول المشروعات القومية العملاقة.