ينوي جيب بوش خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ومن المتوقع أيضا أن تعلن هيلاري كلينتون خوضها الانتخابات عن الديمقراطيين. وإن صح هذا , فسيكون كل من بوش وكلينتون هما الأوفر حظا بالفوز بترشيح حزبيهما, ويتوقع بعض المراقبين أن الانتخابات النهائية ستكون حامية الوطيس بين الاثنين. الانتخابات الرئاسية الأمريكية عملية معقدة وطويلة, تبدأ بفتح الترشيحات لكلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي( أو أي أمريكي يحصل علي النصاب القانوني), ثم يخوض كل حزب مجموعة تصفيات لاختيار مرشح واحد يخوض به المعركة الانتخابية ضد نظيره من الحزب الآخر. في الأسبوع الأول من نوفمبر6102 سيذهب الأمريكون للاقتراع وتعلن النتيجة في غضون يومين ويستلم الفائز السلطة الرسمية في الاسبوع الأخير من يناير.7102 وجيب بوش هو أخو الرئيس جورج دبليو بوش(1002 9002) وابن جورج بوش الرئيس الأمريكي(98 93) وكان جيب حاكم ولاية فلوريدا عندما خاض أخوه الانتخابات المثيرة للجدل عام0002, ففي تلك الانتخابات أعلنت قنوات تليفزيونية فوز آل جور بفلوريدا( والتي كانت رمانه الميزان) ولكن تغيرت النتيجة وذكر أن القناة التي أعلنت النتيجة قد تسرعت ثم أعلن عن فوز بوش بفلوريدا, ومن ثم بالرئاسة. تقبل آل جور الهزيمة وقام بتهنئة بوش ثم ذهب لإلقاء خطاب التنازل كما تجري التقاليد, وفي الطريق تلقي مكالمة تليفونية من أحد أقطاب حزبه الذي حذره من شبهة تلاعب حدث في انتخابات فلوريدا ونصحه بالتأني وإعادة الفرز, ومن ثم تراجع جور وطعن في النتيجة, وحدث نزاع قضائي استمر لأسابيع تعرض خلالها جور لضغوط شديدة للتنازل بحجة الحفاظ علي تماسك البلاد, وهو ما فعله وإن كان قد عبر عن مرارته في كتابه هجوم علي العقل. ما الملامح الرئيسية لسياسة جيب بوش في المنطقة؟ في حوار أمام رابطة المحافظين الأمريكيين شن بوش هجوما علي سياسات أوباما ومما ذكره: اتهم جيب بوش إدارة أوباما بأن سياساتها أدت إلي تدهور العلاقات بكل من مصر وتركيا وإسرائيل, وذكر أن إدارة أوباما أساءت التصرف مع مصر ثلاث مرات متوالية, لم يسمها, ولعله يشير إلي: التخلي عن مبارك, تأييد حكومة الإخوان, الموقف الحيادي البارد بعد أحداث03 يونيو. بالنسبة لإسرائيل فبوش يشاركها الرأي برفض المفاوضات الإيرانية الحالية( هذا رغم أن إدارة أوباما أعلنت بوضوح أنها لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي, وإن المفاوضات ضرورية لأن الخيارات الأخري ليست جذابة), لكن بوش يؤيد وجهة نظر نيتانياهو أن المفاوضات خطر وضياع لوقت ثمين, كما أن لديه سبب آخر وجيها يشترك فيه مع نيتانياهو هو أنه لا يثق بقادة إيران. أخيرا ربط جيب بوش بين تمدد داعش في العراق والانسحاب الأمريكي. فهو يري أن سياسات أوباما( وليست سياسات سلفه جورج بوش) هي المسئول الأول عن التطرف والتمدد الإرهابي في المنطقة. إن جاز لنا ذكر بعض الحقائق: بعد أحداث11 سبتمبر وعقب غزو أفغانستان, ربط جورج بوش بين صدام حسين والقاعدة رغم عدم صحة هذا الادعاء. ويذكر باتريك كوكيرن في كتابه داعش وعودة المجاهدين: أتاحت صدمة11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة استعادة لحظة بيرل هارير, حيث كان بالإمكان التلاعب بمشاعر الاشمئزاز والخوف بغية تنفيذ أجندة المحافظين الجدد الموجودة مسبقا باستهداف صدام حسين واجتياح العراق, وفي الواقع أن تمدد القاعدة وجميع التنظيمات الإرهابية داخل العراق حدثت بعد الغزو الأمريكي, وليس قبله, وما داعش إلا الجيل الثاني للقاعدة والذي ترجع جذوره إلي حرب العراق الثانية. من المبكر التكهن من سيكون الرئيس الأمريكي المقبل لكن من المؤكد أن نتيجة الانتخابات المقبلة سوف يكون لها تأثير قوي ومباشر علي منطقتنا, هناك مصالح هائلة للأقوياء وهناك آلات إعلامية جبارة كثيرا ما تلبس الباطل ثوب الحق. فلننتظر ونري.