فويل للمصلين(4) الذين هم عن صلتهم ساهون(5) الذين هم يراءون(6) ويمنعون الماعون(7) سورة الماعون تبين الآيات أن هذا الدين ليس دين مظاهر وطقوس, ولا تغني فيه مظاهر العبادات والشعائر, ما لم تكن صادرة عن إخلاص لله وتجرده, مؤدية بسبب هذا الإخلاص إلي آثار في القلب تدفع إلي العمل الصالح, وتتمثل في سلوك تصلح به حياة الناس في هذه الأرض وترقي. فويل للمصلين هذا دعاء أو وعيد بالهلاك للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون فمن هم هؤلاء الذين هم عن صلاتهم ساهون! إنهم الذين هم يراءون ويمنعون الماعون إنهم أولئك الذين يصلون, ولكنهم لا يقيمون الصلاة, الذين يؤدون حركات الصلاة, وينطقون بأدعيتها ولكن قلوبهم لا تعيش معها, ولا تعيش بها, وأرواحهم لا تستحضر حقيقة الصلاة وحقيقة ما فيها من قراءات ودعوات وتسبيحات, إنهم يصلون رياء الناس لا إخلاصا لله, ومن ثم هم ساهون عن صلاتهم وهم يؤدونها, ساهون عنها لم يقيموها, والمطلوب هو إقامة الصلاة لا مجرد أدائها, وإقامتها لا تكون إلا باستحضار حقيقتها والقيام لله وحده بها.