أعلن القائد محمد حسني مبارك الحرب علي الإرهاب ونقول له: كلنا معك.. كلنا خلفك أقباطا ومسلمين.. نقف معك في مواجهة خطر شديد يستهدفنا جميعا.. يدمي الكنائس والمساجد.. يزهق أرواح القبطي والمسلم.. يؤذي استقرار الوطن بأكمله للأسف الشديد أويت إلي الفراش مبكرا وأنا أتمني ما كان يتمناه الكاتب المبدع توفيق الحكيم في رائعته يوميات نائب في الأرياف.. إذ كان يعمل وكيلا للنيابة في الريف ويريد أن ينام ويتمني أن تنام غرائز الشر في نفوس الناس حتي لا يوقظه السيد المأمور ليرافقه في النصف الأخير من الليل لمعاينة موقع جريمة جديدة. استيقظت لأعلم من أحد الزملاء بحادثة الإرهاب الأعمي في الإسكندرية.. إذ انفطر قلبي..وتمزق وغلي دمي.. وانفجر وأحسست بمرارة شديدة.. حالة من الحزن الاعميق مصحوب بالقلق والتوتر.. فتحت التليفزيون والإنترنت والراديو والصحف وكل ما يمكن أن أحصل منه علي معلومة سريعة.. أخذت أتصل بكل من أستطيع الوصول إليه من أقباط ومسلمين.. مسئولين ومواطنين.. علمت أن سيادة الرئيس سوف يلقي خطاب إلي الأمة. الرئيس مبارك يعلن الحرب علي الإرهاب.. هذا ليس مجرد خطاب سياسي.. بل هو إعلان حرب واضح لا يحتمل التأويل.. استمعت إليه وأنا أردد: كلنا معك.. هذه حرب لا يجوز فيها أن نخذلك. علمت أن سيادة الرئيس قضي ليلته ساهرا علي أمن البلد يشارك شعبه ما أدركه من حزن وأسف.. وبغريزة رجل الدولة المسئول لم يتأخر مبارك ولم يتردد.. فهو يعرف أن مثل هذه اللحظات تكشف معدن القيادة.. وجوهر الزعامة. خرج مبارك يخاطب الأمة ليقضي علي الفزع.. يتقدم الصفوف.. يؤكد أن العدالة قائمة.. وأن المواطنة محفوظة.. وأن حرية العبادة مكفولة.. وأن دماء المواطنين لم تذهب هدرا.. وأن الإرهاب لن يفلت من يد العقاب. باختصار مبارك أعلن الحرب علي أخطر عدو.. ونقول له: مصر كلها معك.