رسالة الشارقة: تختتم اليوم بإمارة الشارقة أعمال المنتدى الدولى للاتصال الحكومى الذى بدأت أعماله أمس فى وقت تمر به المنطقة العربية والعالم بظروف اقتصادية وجيوسياسية تضع على الحكومات العالمية والإقليمية مسئولية متزايدة بشأن عرض مواقفها وسياساتها الداخلية والخارجية بصراحة وشفافية تفرضها التطورات المتلاحقة التى طرأت على وسائل التواصل بين الحكومات والشعوب. وخلال الجلسة الافتتاحية أكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، أهمية التواصل ممن خلال وسائل الإعلام لتبادل الرسائل والمعلومات والتطلعات بين الحكومة والشعب، مشيراً الى تطور طبيعة النقاش بين المواطن والمسؤول، مبيناً ليصبح أكثر موضوعية نتيجة اطلاع الجمهور على كل ما يدور حوله من أحداث وتطورات. وأوضح حاكم الشارقة أن التواصل الحكومى يشهد فى بعض الاحيان خلطا بين التواصل الانتخابى والتواصل السياسي، مؤكدا أهمية البرامج الجماهيرية المباشرة التى تسهم فى دفع السياسات الحكومية وتطويرها بهدف الاستثمار فى المواطنين، ولإعلامهم ووسائل الإعلام والمجتمع المدنى بإنجازات المؤسسات الحكومية، والتعريف بالخدمات التى تقدمها. من جانبه أكد الرئيس اللبنانى السابق العماد ميشال سليمان فى كلمته أهمية التواصل بين الحكومة والشعب، مشيرا الى إن تطور المجتمع فى مجالى تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الاتصال، أثر بشكل فعال على أسلوب حياة الأفراد وقيمهم. واوضح ان الإعلام المباشر وغير المباشر، دخل إلى عقول البشر والمنازل وأماكن العمل، وأصبح الفرد يسمع ويرى المسئولون يتوجهون إليه مباشرة، فلم يعد هناك دور للوسيط، وأصبح الفرد مجبرا على اتخاذ موقف معين بين طرفى نزاع، حتى من دون معرفته بأى طرف منهما. وأشار الى أن هذا التحول فى السلوك العام، فرض تغيراً فى طبيعة العلاقات بين الشريكين، الحكومة والجمهور، ورسم أسلوبا مميزا فى ممارسة الحكم يعتمد بشكل أساسى على الاتصال، حيث أكد أن تحقيق الاتصال الناجح والمفيد بين الحكومة والشعب، لا يجد سبيلا إلا عبر ممارسة مميزة عصرية تعتمد على اللامركزية والمشاركة والاتصال. وحذر الرئيس اللبنانى السابق من أن انعدام قنوات التواصل، يخلق حواجز تؤدى الى البيروقراطية فى الادارة والمؤسسات، وأن الاتصال المبنى على الثقة والفاعلية، ينبغى أن يلبى حاجات الجمهور، وأن يتميز بالدقة والشفافية والموضوعية المفترضة، ويجب أيضا أن يكون سهل الاستيعاب، مستداما، شاملا، وفى الوقت المناسب. وكانت مراسم الافتتاح الرسمى قد بدأت بكلمة للشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، أشار فيها إلى أن الوقت الذى كانت الحكومات تسيطر فيه على نوع ومصادر المعلومات قد ولّي، وحل مكانه عصر التفاعل والحوار الذى أصبح فيه للمواطنين فى كافة أقطار العالم قدرة على التعبير عن رأيهم فى الأحداث الداخلية والخارجية لبلدانهم والبلدان الأخري. وأكد رئيس مركز الشارقة الإعلامى على أن السرعة فى نقل المعلومات والتأثير على رأى الشعوب يشكل تحدياً لبعض الحكومات نظراً لطبيعتها الإدارية. إلا أن إمارة الشارقة تنظر إلى هذا التحدى كفرصة لتطوير هذا الجانب من العمل الحكومي، حيث أصبح الاتصال الحكومى الفعّال المبنى على الشفافية والموضوعية أحد أهم العوامل الرئيسية التى تتسم بها الحوكمة الفعّالة. وأضاف الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي: إن المتابع للأحداث العربية والعالمية سيلاحظ أن هناك صراعاً "معلناً" للسيطرة على المعلومات من أجل التأثير على الرأى العام العالمى أو الإقليمى أو المحلي، ويتضح جلياً الصراع المحتدم لاستخدام الاتصال الحكومى الفعّال كنوع من استراتيجيات صراع وتنافس بعض الدول فى ما بينها، كما هو الحال بين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبين الصين والولايات المتحدةالامريكية، وبين أوكرانيا وروسيا.