تمضي الأوضاع في ليبيا من سيئ لأسوأ, مع وجود حكومتين وبرلمانين وجيش وطني وعدد من الميليشيات المسلحة المحلية والتنظيمات الإرهابية الدولية وأبرزها داعش الذي لا يتورع عن مهاجمة أهداف حيوية واحتجاز رهائن من المدنيين الليبيين والعرب والأجانب, وقتل الأبرياء, حتي من دول الجوار وآخرهم كانوا الرهائن المصريين الذين لم يعرف مصيرهم بعد, بينما الصراع علي الأرض و السلطة وآبار البترول ومحطات الإذاعة والمواقع العسكرية لا يتوقف ليلا أو نهارا. ليبيا تسرع الخطي في التحول إلي دولة فاشلة لا سيطرة لأحد علي مجريات الأمور بها, ما يفتح الطريق علي مصراعيه لتدخل قوي أجنبية بذريعة حماية رعاياها أو إعادة الاستقرار لجنباتها, مع عجز عربي عن التدخل بشكل جماعي لكبح جماح تدهور الأوضاع السياسية والأمنية ووقف الفوضي العارمة التي تبدو وكأنها سيدة الموقف في هذه الدولة الشقيقة, الأمر الذي دفع بالمسئولين بوزارة الخارجية المصرية إلي إعلان الاستنفار في كل أجهزة الدولة لاستجلاء حقيقة الوضع في ليبيا, ومواصلة الاتصالات مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية للوقوف علي أوضاع المصريين المختطفين هناك, وتشكيل خلية أزمة للتواصل مع أهالي المختطفين. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجه الوزارات والأجهزة المعنية بتنفيذ خطة عاجلة لإجلاء المصريين الراغبين في العودة من ليبيا. بينما أعلنت تونس أنها تقف علي نفس المسافة إزاء جميع الأطراف المتصارعة في ليبيا ردا علي تقارير حول وجود ضغوط سياسية من الجانب الليبي ترتبط بأزمة الرسوم في المعابر بين البلدين. يأتي ذلك في الوقت الذي حث فيه نوري غيضان المسئول بالمجتمع المدني الليبي مواطنيه للتظاهر بميدان الشهداء بطبرق دعما للجيش والشرطة وعملية الكرامة. من جانبها ذكرت مواقع جهادية وشهود عيان ان جهاديين يقولون انهم ينتمون ل داعش استولوا علي محطة إذاعة خاصة في سرت حيث أقاموا مقرا لقيادتهم, واظهرت صور نشرتها مواقع جهادية مسلحين جالسين أمام الميكروفونات في إذاعة وهم يرفعون رشاشاتهم. وقال أحد سكان المدينة: لقد سيطروا علي الإذاعة أمس الأول و منذ ذلك الحين يبثون القرآن وخطب زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكرالبغدادي والناطق باسم الجماعة أبو محمد العدناني. وأعرب مسئول محلي سابق عن مخاوفه من أن تستغل الجماعة غياب كل سلطة للدولة لتحويلها إلي إمارة إسلامية مثل درنة الخاضعة لسيطرة جماعات متطرفة. أكد قائد غرفة عمليات السدرة شمال ليبيا وقوع اشتباكات وصفها بالعنيفة, أمس بين قوات حرس المنشآت النفطية و قوة يعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش تحاول السيطرة علي حقل الباهي النفطي. وأوضح المصدر أن الهجوم علي حقل الباهي, جنوب غرب مرادة بنحو175 كيلومترا, بدأ فجر أمس, واستخدم خلاله عناصر داعش قذائف الهاون و الراجمات, وما زالت الاشتباكات دائرة في محيط الحقل. وقال ضابط بحرس المنشآت النفطية, الذي أرسل علي رأس رتل مسلح مكون من خمسين آلية من منطقة مرادة فجر أمس كقوة مساندة, إن الاشتباكات تواصلت في محيط حقل الباهي من عدة محاور شمال وجنوب وشرق الحقل, وذلك بشكل متكرر منذ منتصف ليلة أمس الأول وتواصلت حتي الساعات الأولي من صباح أمس. وأضاف أن أفراد تنظيم داعش أحرقوا خزانات نفط فرعية نتيجة القصف المتواصل. وأضاف الخرطوش أن عملية التأمين تلاها وقوع اشتباكات في بوابة القوارشة منذ يومين تم بين الكتيبتين وتنظيم أنصار الشريعة. تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا حولها إلي محطة دائمة للهجرة غير الشرعية ما ينذر بتدابير دولية لوقفها, فقد أعلن خفر السواحل الإيطالي أمس أن سفينة شحن مالطية في طريقها لمساعدة قارب مهاجرين علي متنه نحو مئة يواجه صعوبات قبالة ساحل ليبيا أمس وإن سفينة تتبع خفر السواحل الإيطالي تساعد قاربين آخرين.