فجأة وبلا مقدمات طرح الكاتب السعودي جمال خاشقجي في مقال بعنوان( لكل زمان سياسة ورجال) رؤية جديدة لسياسة السعودية الخارجية, مفادها ان المنطقة كلها وصلت الي طريق مسدود وان دولا عربية قد انهارت وان دولا اخري في طريقها الي أن تنضم الي الدول الفاشلة. وان السعودية وتركيا والولايات المتحدة, هم القادرون علي الانقاذ, وإن لم تكن امريكا من دول المنطقة فهي حاضرة فيها وبقوة, بقواعدها العسكرية وأساطيلها ونفوذها واهتمامها ومصالحها, وقد أدي سوء التنسيق بين الدول الثلاث( السعودية تركياأمريكا) إلي توتر في العلاقات بينها جميعا, فالتفاهم السعودي- الأمريكي لم يكن في أحسن أحواله حول تفسير الربيع العربي وتداعياته, والأمر نفسه بين الرياض وأنقرة, وكذلك بين الأخيرة وواشنطن, والنتيجة هي ما نراه ونعيشه جميعا, وطرح الكاتب سؤالا كيف نوقف إنهيار الشرق العربي؟ وقال يجب أن تعود السعودية إلي السياسة الاحتوائية, التي تميزت بها خلال عقود مضت, ونجحت بها في غير أزمة... ويتحدث الكاتب عن دور السعودية في أزمات عدة ثم يصل إلي بيت القصيد في مقاله الغريب فيقول( حتي مصر, فإن أوضاعها لا تبشر بخير, وأدت حماية نظامها من النقد والمحاسبة إلي أن يتغول علي الحريات, وبات سقوط قتلي مصريين كل يوم في شوارع القاهرة وبقية المدن من أجل حماية النظام خبرا عاديا, ما عمق الإنقسام والاستقطاب, وجعل المصالحة الوطنية المنشودة أصعب وأبعد, وليس هذا بالتأكيد ما تريده السعودية, والولايات المتحدة لمستقبل هذا البلد المهم.., وأخيرا غرفة عمليات مشتركة سعودية- أمريكية- تركية, وظيفتها إطفاء الحرائق والمصالحة)..لا أريد أن أدخل في سجال مع الكاتب السعودي, ولكن اعدد له مسئولية من دعم جماعة الإخوان المسلمين عندما كشف ارهابها عبد الناصر ومن وفر لها المأوي والمال حتي اصبحت تنظيما سريا كالغول الذي لا يرحم في كل بقعة من بقاع الأرض, أموالا وأسلحة وشركات عابرة للقارات وجمعيات وهمية تستخدم للاعمال غير المشروعة, ومن إنشاء القاعده في أفغانستان اولا, وما تلا ذلك من بحور الدم الذي أرتكبها الأخوان والخارجون من رحمهم من جماعات تحمل اسماء مستعاره للحفاظ علي التنظيم طوال ال50 عاما الماضية, ولا أريد أن اذكره بمن سلح ومول ووفر كل المساعدات اللوجستية لداعش والنصرة لإنهاء حكمبشار الأسد علي حساب سوريا الدولة وجيشها العربي, ومن زرع القاعدة في اليمن وتركها تنمو وتزداد قوة, ولا أريد من أن أذكرة بمن مول ووفر السلاح للاخوان في سوريا للخلاص من القذافي حتي لو أبيد الجيش والشعب الليبي كله علي يد أنصار الشريعة الاخوانية, ولا أريد أن أذكره بمن شارك ومول وخطط لإبادة الجيش العراقي كله للخلاص من شخص صدام حسين, ولا أريد أن اذكره أن كل هذا أرتكب بسبب الارتباط بالتوجه الأمريكي يد بيد, والآن هو يريد أن تقوم( السعودية وتركياوامريكا باطفاء الحرائق في المنطقة) أي حرائق تقصد؟ وأنت تعلم تمام العلم أن أمريكا, وتركيا هما من يشعل كل الحرائق ويشتركان في كل المؤامرات ويستخدمان جماعة ارهابية محظورة ضد مصر وشعبها, أريد أن أطمئنه أن مصر غير قابلة للسقوط, وأنها لن تنضم إلي الدول الفاشلة كما يدعي,لا الآن ولا مستقبلا, ولا يهم مصر شعبا وجيشا أن تتحالف( تركيا والسعودية وأمريكا) من جديد لكن عليك أن تحذر الاقتراب من مصر, فالخطة الامريكية معروفة حتي العامة الناس منذ ان وضعها جورج سورس وبرنار ليفي كجزء من مخططات الصهيونية العالمية وتنحصر في اشعال طوق النار حول مصر في كل الدول المجاورة ثم جز أجل الجيش لمواجهات بالداخل عن طريق جماعة الاخوان والطابور الخامس ثم تستبدل بالأجهزة الامنية بمليشيات مسلحة عرقيا وطائفيا, كما حدث في العراق وليبيا وسوريا لتنهار الدولة ويتفكك الجيش ونحن كشعب مصر لن نترك الفرصة لأحد للنيل من آخر سند لنا بعد الله جيش مصر العظيم, فهو من يحفظ الكرامة والعرض والأرض.