لم تكن سعاد تدرك أنها مقدمة على مجهول يترصدها سبقتها الأحلام الوردية التى تتراقص فى عينى أى عروس مقدمة على الزواج و لكن سرعان ما تنغرس فى آليات الحياة و تنهشها أنياب الفقر و الحاجة. كانت أيام زواجها الأولى سعيدة ومرت سريعا لتجد نفسها أما لثلاثة أطفال ونسيت أحلامها و لم تعد تحلم إلا لهم تعمل على تربيتهم واستذكار دروسهم وتنتظر اليوم الذى يتخرج الواحد فيهم وترى مستقبله أفضل منها من أبيه ولكنها الأقدار داهمتها بالأسى سريعا عندما انخرط زوجها فى عالم مجهول وغرق فى بئر الإدمان تائها عن العقل لا وعى له غير تلك الحاجة المرضية لجرعات السم التى دمرت صحته وبيته معا. باع الزوج كل شيء فى البيت وضاعت أحلام الأم التى رأت نفسها وقد ترملت وزوجها على قيد الحياة و تيتم أولادها وبات عليهم العيش بلا عائل. وجدت سعاد نفسها أمام أحد أمرين أحلاهما مر إما أن تستمر فى كنف ذلك الرجل الضائع و تضيع وأولادها معا أو تنجو بهم من براثن إدمانه و شره وتكون لهم الأب والأم ولكن كيف يكون لها ذلك وهى لم تتحمل المسئولية يوما وليست لها أى خبرة بالعمل فى أى مجال يمكنها أن تتعايش به وتستند إليه فى الرزق. أقدمت الأم المكلومة فى أحلامها على واقع مرير لم يدر بخلدها يوما أنها سوف تقدم عليه. خرجت للعمل و طرقت كل الأبواب بحثا عن حياة كريمة لا تجبرها على ذل السؤال. قالت سعاد 47 سنة من قرية منية سمنود المنصورة أجا دقهلية إنفصلت عن زوجى منذ ثلاث سنوات عندما وجدت أن الاستمرار معه سوف يدمر حياة أولادى وهم بعد صغار ابنتى الكبرى دنيا 12 سنة بات مستقبلها مهددا فهى مازالت فى السنة السادسة الابتدائية وأخوها الأوسط محمد عشر سنوات فى السنة الرابعة الابتدائية أما شروق الصغرى ست سنوات فى السنة الأولي. وأضافت الأم لم يكن أمامى مفرا من العمل فى أى شيء من أجلهم حتى يستكملوا لتعليمهم وإلى جانب عملى استطعت الحصول على معاش شهرى لوالدى المتوفى باعتبارى مطلقة قدره ثلاثمائة وخمسون جنيها أدفع منهم الايجار السكن وقدره مائتى جنيه فى نفس الوقت تخلى زوجى عن مسئوليته تماما و لم يعد ينفق على أولاده حتى النفقة التى حددتها المحكمة لم يدفعها وتجمعت عليه بما يوازى اثنا عشر الف جنيه فقد حكمت المحكمة للأولاد بنفقة شهرية ثلاثمائة جنيه وعندما استأنف الحكم حكمت المحكمة بأربعمائة وخمسين جنيها ولكنه لم يدفع فقضت عليه المحكمة بالسجن ثلاث سنوات. سلمت أمرى لله و غرقت فى العمل ليل نهار حتى خانتنى صحتى وتملكت منى الأمراض وأقعدتنى عن العمل و ها أنا أعود لأصل المشكلة كيف لى أن أنجو بأولادى من براثن الفقر والحاجة وأضعهم على أو الطريق وهم آمنون على مستقبله. لم يعد فى طاقتى العمل وأباهم ميت حى لهذا أتيت أطرق أبواب الرحمة من خلال الأهرام المسائى لعل أصحاب القلوب الرحيمة ترأف بحالى وتساعدنى على تربية أولادى واستطيع حمايتهم من التشرد أما انا فليس مهما ان أعالج نفسى كل ما أريده تأمين مستقبل أولادى المهدد بالخطر. E.M : Khaled_el [email protected] للمراسلة : القاهرة - شارع الجلاء رقم بريدى 11511 الاهرام المسائى - فاكس 25791761 - تليفون : 0227703100 - 01229320261