ما الذي ينتظر العرب بعد سقوط اليمن في أيدي الحوثيين وتنامي الذراع الإيرانية في منطقة الخليج العربي بأسرها.. وإلي متي سيبقي العرب بوجه عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص في حالة انتظار بينما المخطط الشيعي المدعوم بمباركة أمريكية يسير علي قدم وساق.. وهل سنظل علي الدوام في خانة المفعول به.. أم سنتحرك لخانة الفاعل هذه المرة قبل حدوث كارثة قد تلتهم الأخضر واليابس وتغير خارطة المنطقة بأسرها في بداية فعلية لمخطط تقسيم وتمزيق الدول العربية الذي يسعي إليه الكيان الصهيوني وأمريكا منذ سنوات. إن ما يجري الآن في اليمن ينبيء بأن القادم قد يكون أسوأ جدا مالم يتم تدارك الأمر سريعا- إن كان ذلك ممكنا الآن- وهو جزء من مخطط أوسع وأشمل وضع خطوطه العريضة قبل عشرات السنوات المدعو برنارد لويس من مواليد31 مايو1916, لندن الأستاذ الفخري لدراسات الشرق الأوسط في جامعة برنستون والمتخصص في تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب. يؤمن برنارد لويس بضرورة حدوث تقسيم إضافي للأقطار العربية والإسلامية, وهو المخطط الذي اعتمدته إدارة جورج دبليو بوش في سياستها في المنطقة في عام1980 م بينما الحرب العراقيةالإيرانية مستعرة ووقتها صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي بقوله: إن المعضلة التي ستعاني منها الولاياتالمتحدة من الآن(1980 م) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم علي هامش الخليجية الأولي التي حدثت بين العراقوإيران تستطيع من خلالها تصحيح حدود اتفاقية سايكس-بيكو. وعقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بدأ المؤرخ الصهيوني المتأمرك برنارد لويس بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعا كلا علي حدة, ومنها العراقوسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول المغرب العربي, إلخ. وتفتيت كل منها إلي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية, وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت. وما يهمنا من تفاصيل المشروع الصهيوأمريكي للعالم الإسلامي هو ما يتعلق بتقسيم شبه الجزيرة العربية والخليج بشكل عام من خلال محو السعودية والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية المتحدة من الخارطة وإلغاء وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دويلات فقط.. هي: دويلة الإحساء الشيعية: وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين ودويلة نجد السنية ودويلة الحجاز السنية. وهاهو المخطط يسير بمنتهي القوة الآن بعد نجاح مخطط تقسيم سوريا إلي حد كبير.. والدور الآن يأتي علي اليمن.. ولعل الانهيار الذي أصابها قبل عدة أيام ووقوع المؤسسات الحكومية في يد جماعة أنصار الله الحوثي, لا ينهي يضع الأمن القومي الخليجي والعربي في خطر كبير, لا سيما بعد سيطرة الحوثيين علي مضيق باب المندب, وهو ما يفرض علي الدول العربية جميعا سرعة التدخل لحماية مصالحها, لأن وقوع اليمن في يد ميليشيات الحوثيين الشيعية التابعة لإيران يمنح إيران قوة كبيرة في صراعها مع الدول العربية ويزيد من حدة الخطر علي الأمن القومي للدول العربية بوجه عام وعلي قناة السويس بشكل خاص. والسؤال المهم الآن.. تري ماذا ستحمل الأيام القادمة من سيناريوهات للعرب جميعا.. وهل سيكون سقوط وتقسيم اليمن هو بداية لصراعات تنتهي بتحقيق مخطط التقسيم ؟؟.. وللحديث بقية. [email protected]