المسيح كان ولايزال من القلائل جدا الذين أثروا ومازالوا يؤثرون في تاريخ الإنسانية.. ماضيها وحاضرها ومستقبلها.. هو من الأبرار القلائل الذين قادوا المعركة الإنسانية ضد الشيطان.. حاول إبليس إغواءه بالخبز وما يرمز إليه الطعام من شهوات وماديات وغرائز ورغبات.. وجاء رد المسيح حاسما: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. بل بكل كلمة تخرج من فم الله. يحاول إبليس لعبته مرة ثانية.. يطلب من المسيح أن يسقط في فخ الغرور.. وأن ينتفخ اعتمادا علي رعاية الله له.. يوسوس إليه أن يلقي بنفسه من فوق الهيكل اعتمادا علي أن الملائكة سوف تحمله فلا يصطدم بحجر.. ولكن المسيح أعمق وأحكم من أن يستجيب لهذا الهزل.. فيجيب عليه: لا تجرب الرب إلهك.. الإيمان بالله إذا استقر في نفس العبد.. ملك عليه كل حياته.. ولا مجال للشك حتي يتسرب إلي نفسه.. وكذلك لا مجال للغرور حتي يركبه.. وللمرة الثانية يخسر إبليس وينتصر المسيح. إبليس يحاول.. يلعب.. يجرب مؤامرته الأخيرة.. يأخذ المسيح إلي أعلي جبل.. وهناك من فوق القمة العالية يستخدم ورقة السلطة.. نشوة الامتلاك.. أوهام المجد والعظمة.. جعل المسيح ينظر إلي ما في الدنيا من ممالك وسلطات وقوات وأمجاد وذخائر. إبليس صاحب تجربة طويلة.. وخبرة عميقة.. يعرف أن نفوسا كثيرة تضعف عند إغراء السلطة.. تنسي المبدأ.. وتتخلي عن الفضائل.. تختلف المبررات. قال للمسيح: أعطيك كل هذه الممالك.. بشرط أن تخر لي ساجدا. رد عليه المسيح: اذهب ياشيطان.. لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد. هرب إبليس.. وتنزلت الملائكة.. تلتف حول المسيح.. تقوم علي خدمته.