المدعو علي الشهير بلقب الأحمر نشأ في أسرة ريفية وتمرد علي عاداتها وتقاليدها عندما اشتد عوده بعد أن تعرف علي أصدقاء السوء الذين لعبوا في رأسه لمساعدتهم في ارتكاب السرقات العامة وترويج المخدرات وبدأ ينفذ العمليات الإجرامية والتي انحصرت في السطو علي ممتلكات أصحاب المزارع من ماشية وأغراض شخصية بالتخطيط مع زملائه أرباب السوابق وانتفخت جيوبه بالمال الحرام وخدع المحيطين به عندما اخبرهم انه يعمل في مجال سمسرة الأراضي والعقارات التي تدر عليه أرباحا مادية لا بأس به وواصل نشاطه الآثم في تجارة الكيف واقتصر دوره علي نقل نبات البانجو القادم من وسط سيناء بأيدي المهربين الذين يستخدموا نفق الشهيد أحمد حمدي في عمليات التهريب لتخزين البضاعة في أماكن سرية لإعادة ترويجها من جديد لكبار تجار المخدرات في محافظات الوجه البحري والقبلي وحقق من وراء ذلك مكاسب مالية كثيرة حتي أنه أغري أحد أقاربه للعمل معه في تسلم البضاعة من مصادرها وتسليمها للعملاء وتم اكتشاف أمره وسقط قبل شهر وبحوزته ثلاثة أرباع طن من البانجو بعد مطارده مثيرة بالأسلحة النارية ولم يرتدع أو يعود لصوابه خشية أن يلحق به خلف القضبان الحديدية واستمر في عمله بعد أن أعمي المال بصيرته ونظرا لخطورته الشديدة وكونه من المنابع الرئيسية لإغراق الأسواق بالنبات المخدر تم رصده من قبل رجال مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء الذين وضعوه تحت المراقبة الدقيقة حتي استهدفوه علي مقربة من إحدي محطات الوقود بوصلة عز الدين التي تربط ما بين طريق القاهرة الصحراوي وبورسعيد الزراعي في نطاق الإسماعيلية أثناء استقلاله سيارة ميكروباص صغيرة تم استيقافه وبتفتيشه عثروا معه علي50 لفافة كبيرة الحجم من البانجو يبلغ وزنها100 كيلوجرام تحرر المحاضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء أحمد الخولي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد عقد اجتماعا تنسيقيا مع وكيليه اللواءين حاتم مطر وأحمد عمر في حضور اللواء محمد ثروت مساعدهم لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن وجود بؤر إجرامية نشطة يتم تداول المواد المخدرة من خلالها بمختلف أنواعها ويتردد عليها تجار الكيف للحصول علي احتياجاتهم بنظام الجملة الأمر الذي يستوجب ضرورة ملاحقتها وضبط من بداخلها وتقديمهم للمحاكمات العاجلة للقصاص منهم لاسهامهم في تدمير عقول الشباب ودفعهم لارتكاب أعمال السرقة بالإكراه والخطف والاغتصاب والقتل, وهم تحت تأثير المخدرات التي أدمنوها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث, بإشراف اللواء محمد فهمي رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ضم وكيليه العميدين محمد سلامة وهشام الزغبي, والعقداء وجيه دعبس وعصام جبر ومفيد فوزي وحافظ مهران والمقدم علي عبد النبي, مفتشي المنطقة, ودلت تحرياتهم أن المدعو علي الشهير بلقب الأحمر24 سنة عاطل سبق اتهامه في قضايا سرقات عامة ومشهور عنه أنه سيء السمعة يعمل في أي شيء خارج عن القانون والكل يخشي جبروته وجرأته في التعامل معهم وأضافت التحريات أن المتهم له علاقة ببعض الأشخاص الذين ينتموا لأصول بدوية في وسط سيناء, الذين يقوموا بزراعة نبات البانجو ويمنحوه الكميات اللازمة لتسليمها لزبائنهم نظير الحصول علي ألف وخمسمائة جنيه في النقلة الواحدة وأشارت التحريات إلي أن دور علي الشهير بلقب الأحمر ينحصر في توريد البضاعة للعملاء ويحصل المال من المصادر الأساسية التي تكلفه بهذه المهمة أكثر من مرة في الأسبوع الواحد والتي يتعمد فيها تغيير السيارات التي ينقل بها البانجو حتي لا يستهدف أمنيا. ونجح في ذلك بالعديد من المرات حتي بعد واقعة قريبة لم يعيرها اي اهتمام, بعدما تم استهداف مساعده من الأجهزة الأمنية, وعثر بحوزته علي أجولة بداخلها لفافات من نبات البانجو, وزنت70 كيلو جراما. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط الأحمر وأعد مفتشو مكتب مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء الخطة المناسبة للإمساك به وعقب حلول الظلام وصلتهم معلومة عزمه توصيل صفقة من النبات المخدر بمنطقة كوبري سيناء عند جمعية السلام الزراعية وأن هناك طرقا سوف يسلكها وتم رصد تحركاته جيدا وعند ظهوره مستقلا السيارة رقم114863 ملاكي الإسماعيلية ميكروباص صغير الحجم بزجاج فاميه أجبر علي التوقف وأصيب بالهلع الشديد وبمجرد فتح باب مركبته ظهرت اللفافات الورقية الكبيرة الحجم من البانجو وبلغ عددها50 موضوعة علي المقاعد بشكل ظاهر وتزن100 كيلو جرام في دلالة علي مدي جرأته وقناعته أن أحد لا يستطيع استهدافه وتم اصطحابه لغرفة التحقيقات وسط حراسة مشددة وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بدوره في تهريب النبات المخدر وأرشد عن المصادر التي منحته البضاعة ومن سوف يستلمها تحرر المحضر اللازم بأقواله وبعرضه علي نبيل عباس رئيس نيابة مركز الإسماعيلية, أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق, ومراعاة التجديد له في الميعاد.