أكد الدكتور محمد مجاهد الزيات.. نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أنه لابد أن نسلم من البداية بأن أجهزة المخابرات تعمل سواء في وقت الحرب أو السلم بصفة دائمة وان اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل لا تعني توقف أعمال التجسس الإسرائيلية تجاه مصر للعديد من الأسباب.. أولا: مازالت النخبة العسكرية السياسية الأمنية في إسرائيل تري أن أهم الدول التي يمكن أن تهدد أمن إسرائيل هي مصر. ثانيا: أن عمل المخابرات الإسرائيلية في الفترة الأخيرة يتوقف علي الجهد الأمني ولم يعد عملا قائما علي الاختراقات الأمنية فقط بل زادت الي المخابرات الاقتصادية ومعرفة مواقف النخبة السياسية والحزبية في مصر وبالتالي فالعمليات التي تم كشفها اشارت الي التركيز علي هذا النظام وتطور في عمل جهاز المخابرات الإسرائيلية تجاه مصر. أضاف د.الزيات أن المخابرات الإسرائيلية تشهد نوعا من التراجع في الكفاءة لأنها ركزت علي الأجهزة التقنية والاتصالات معتقدة أن لديها تقنية في مجال الاتصالات يصعب كشفها والذي حدث كشف عن هناك ملامح حول تراجع قدرات جهاز الموساد الإسرائيلي فيما يتعلق بهذا الموضوع والدليل علي ذلك ما حدث في لبنان أخيرا حيث سقط أكثر من170 عميلا مرة واحدة وان نسبة كبيرة منهم كانت مخترقة جهاز الاتصالات وتستخدم أجهزة اتصالات وتليفونات محمولة لرصد جميع اتصالات كبار المسئولين. وأشار الي أن العملية التي تمت في مصر كانت علي نفس المستوي فهي محاولة للتجسس علي كبار المسئولين وتجميع المعلومات من خلال اتصالاتهم وهذا يعني تطورا في عمل جهاز الموساد الإسرائيلي حيث يسعي لمحاولة ترتيب أفراد وأجهزة الاتصالات بحيث تصله المعلومات مباشرة من مصر الي مكان ما في الخارج. وقال الدكتور محمد مجاهد الزيات إن جهاز الموساد نسي أن التقدم التكنولوجي هو هدف تسعي اليه جميع الأجهزة الأمنية المضادة أيضا وبالتالي فإن كشف أجهزة الأمن المصرية لهذه العملية يعطينا دليلا واضحا أن لدينا تقدما رفيعا المستوي سمح بالمتابعة ووقف هذه العملية في بدايتها. وقال في تقديري إن جهاز المخابرات الإسرائيلية يشهد نوعا من الغرور لدي قياداته لأنه يقع في أخطاء ساذجة لا تتناسب مع ما يثار حوله وما حدث في العملية في مصر وقبلها من عمليات أخري للمصري الذي تم تجنيده وتم كشفه وحكم عليه وكذلك العمليات التي تم كشفها في لبنان وعملية اغتيال المبحوح في دبي كلها تدل علي أن جهاز الموساد ليس بالكفاءة التي تشاع عنه. وأضاف نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أنه اذا كان في مصر جهاز أمن علي مستوي ليس كبيرا في لبنان استطاع اسقاط شبكة كبيرة من العملاء. واشار الي أن العملية تدل علي أنه يجب أن تكون هناك يقظة أمنية مستمرة في مصر تجاه إسرائيل واثبتت أيضا أن الدرع الأساسية للأمن القومي العربي هي مصر وأجهزة الأمن بها. وحول نفي إسرائيل صلتها بالعملية قال من الطبيعي ان تنفي إسرائيل العملية وتقول أنها غير حقيقية ولا صلة لها بها ولكن اسمي ضابطي المخابرات الإسرائيليين اللذين اشرفا علي العملية يؤكد بوضوح صحة الموقف المصري ويعنيان مزيدا من الحرق للعملاء الإسرائيليين.