فيما يلتقي الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي في الإمارات العربية المتحدة خلال مارس المقبل لبحث دفع عملية السلام في الشرق الأوسط, تواصلت أمس التصريحات الفلسطينية والعربية المنددة بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح إلي قائمة المواقع التراثية الإسرائيلية وهو ما أدي إلي وقوع صدامات بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في مدينة الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة. وقال ساركوزي إنه تلقي دعوة من نظيره الأمريكي للقيام بزيارة دولة للولايات المتحدة خلال شهر مارس المقبل للنظر في كيفية دفع عملية السلام في الشرق الأوسط, وعدد من القضايا الأخري.
وأكد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبومازن) عقب مباحثاتهما بقصر الاليزيه بباريس, ان فرنسا ملتزمة بدعم قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وديمقراطية وحديثة تعيش في سلام وأمن إلي جانب إسرائيل, مع الالتزام أيضا بضمان امن إسرائيل.
وقال ساركوزي ان جمود محادثات السلام لا يخدم سوي المتطرفين, ويعقد من موقف الأطراف المحبة للسلام, مشيرا إلي ان فرنسا علي اتصال دائم بالجانب الامريكي الذي يطلعها بتفاصيل مبادرتهم الرامية لدفع عملية السلام في المنطقة.
وشدد ساركوزي علي الحاجة الملحة لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وأيضا علي المحاور الأخري. من جانبه, رحب أبو مازن بأي مبادرة فرنسية أو أوروبية من شأنها أن تؤدي إلي الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية.
وقال في لقاء مع عدد من الصحفيين العرب بباريس إن ما عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير من التوجه نحو سرعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتي دون إتمام المفاوضات حول الحدود لا يعدو أن يكون رأيا شخصيا له حتي الآن, معربا عن أمله أن تتبني الحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية الدولية هذا التوجه حتي يصبح موقفا دوليا.
ودعا أبو مازن, فرنسا والاتحاد الأوروبي إلي عدم اقتصار دورهما علي المساعدات الاقتصادية وإنما أيضا لعب دور سياسي فاعل, مطالبا الاتحاد الأوروبي بالبناء علي الموقف الصادر عن الاتحاد في8 ديسمبر الماضي رغم أن البيان الأوروبي قد أدخلت عليه تعديلات, إلا أنه يظل إيجابيا. وفيما يتعلق بما وصلت إليه جهود المصالحة الفلسطينية, قال أبو مازن إن مصر أجملت في أكتوبر الماضي وثيقة للمصالحة بعد حوار دام عامين, ثم عدلت فيها حركة حماس ووافقت مصر علي هذه التعديلات.
وأعلنت حماس أن الوثيقة المصرية جيدة وطلبت مصر التوقيع علي هذه الوثيقة بموعد أقصاه15 أكتوبر الماضي, وبالفعل وقعت فتح علي الوثيقة رغم الضغوط الأمريكية بعدم التوقيع.. ولم توقع حماس علي الوثيقة حتي الآن, ونحن ندعوها إلي التوقيع علي الوثيقة في القاهرة حتي نذهب إلي الانتخابات في28 يونيو المقبل. وقال أبو مازن إنه سيقوم بزيارة قريبا لدمشق يلتقي فيها بالقيادة السورية, إلا أنه لن يلتقي بخالد مشعل القيادي في حركة حماس, إلا بعد التوقيع علي الوثيقة المصرية للمصالحة الوطنية الفلسطينية.
ونفي أبو مازن أن السلطة الفلسطينية تتفاوض منذ سنوات مع إسرائيل بدون نتائج, مشيرا إلي أنه منذ عام2000 إلي عام2007 لم تكن هناك مفاوضات, وفي عام2007 جرت المفاوضات لمدة6 أشهر مع حكومة ايهود أولمرت السابقة وكدنا نصل إلي حل لقضايا منها اللاجئون وغيرها.
كما نفي أن تكون السلطة الفلسطينية قد وضعت مهلة نهائية توقف بعدها التفاوض مع إسرائيل, مؤكدا أن خيار الفلسطينيين هو المفاوضات وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية. من ناحية أخري, وقعت صدامات أمس بين فلسطينيين وجنود اسرائيليين في الخليل بالضفة الغربية بعد قرار نتانياهو ادراج موقعين مقدسين في الاراضي المحتلة موضع خلاف سياسي ديني مع الفلسطينيين علي لائحة المواقع الاثرية في اسرائيل.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اننا ندين بشدة هذا القرار الذي يؤكد مرة اخري اصرار الحكومة الاسرائيلية علي فرض الحقائق علي الارض وفرض مزيد من الاملاءات الاسرائيلية'.
وفي غزة نددت الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة حماس بالقرار الاسرائيلي معتبرة انه يجب التصدي له. وقال محمد الأغا وزير السياحة والآثار في الحكومة الفلسطينية المقالة خلال مؤتمر صحفي ان الاعلان الصهيوني الخطير يأتي قبل أيام من الذكري السادسة عشرة لمجزرة الحرم الابراهيمي.
واضاف ان هذا يثبت دموية قادة إسرائيل الذين يعشقون سفك دم الفلسطينيين وسرقة تاريخهم وحضارتهم بعد تهجيرهم. واضاف إن هذا الاعلان الصهيوني يستوجب هبة شعبية وعربية واسلامية دفاعا عن المقدسات وعن الحرم الابراهيمي الشريف, محذرا من ان الغضب الفلسطيني ملتهب ولن يهدأ طالما مقدساتنا تستباح.