أخرج بلاك أدورز في عام1962 فيلما يحمل عنوان (يوم النبيذ والزهور) مع جاك ليمون وديبي رينولذ وكان الفيلم بمثابة فضيحة في المجتمع الأمريكي في ذلك الوقت, ليس فقط لكونه يعالج مشكلة إدمان الكحول, فهناك بعض الأفلام الأمريكية التي كانت تعالج تلك المشكلة من قبله. لكن هذا الفيلم كان يتعرض لمشكلة الإدمان لدي سيدة بيضاء من أفراد الطبقة المتوسطة الامريكية, زوجة لمدير مبيعات في شركة كبيرة دفعتها الخلافات الزوجية لإدمان الخمور وهو ماكان يعد في ذلك الوقت شرخا في صورة العائلة الأمريكية التي تجسد في جزء منها الحلم الأمريكي. من خلال هذا الفيلم جسد أدورز قدرته علي صنع الدراما الاجتماعية بجانب قدراته علي تقديم الكوميديا, لكن هذا لم يكن كافيا لإعلان شهرته العالمية. جاءت شهرة أدورز مع خلقه لشخصية الفهد الوردي التي قدمها مع الممثل الإنجليزي الكوميدي ذائع الصيت في ذلك الوقت بيتر سيليزر في عام1963, حيث لعب شخصية ضابط شرطة فرنسي غريب الأطوار تخرج الكوميديا من غبائه الشديد, ولكن المصادفة توصله دائما لحل خفايا الجريمة. الفيلم الأول من سلسلة أفلام الفهد الوردي قدم فيه دور شخصية النصاب المعروف( الشبح) والتي قام بها قامة من قامات التمثيل في هوليود ديفيد نيفين في مواجهة المفتش كلوزو أو الفهد الوردي والذي وجب عليه اكتشاف شخصية هذا المجرم العتيد الذي لم يوقعه أحد من قبل صاحب الفيلم موسيقي شهيرة, من تأليف هنري مانشيني, مازالت ملء السمع حتي اليوم, وقد صمم مقدمة الفيلم مصمم الرسوم المتحركة في ذلك الوقت موريس بيندر مع رسوم متحركة مثل فيها الفهد الوردي برسم شهير سرعان ماتحول بعد ذلك إلي مسلسل تليفزيوني كوميدي للرسوم المتحركة. وكان النجاح الكبير للفيلم الباب ليصنع الثنائي أدورز سبعة أفلام من سلسلة أفلام الفهد الوردي مع شخصية المفتش كلوزو في الفترة من1963 حتي1978 قبل أن ينفصلا نهائيا, بل أن أدورز صنع فيلما عام1982 من بعد وفاة الممثل بيتر سيلرز بعامين ظهر فيه المفتش كلوزو( بيتر سيليرز) عن طريق لقطات من أفلامه السابقة. وقد تمت إعادة تقديم شخصية المفتش كلوزو في السينما بعد ذلك من خلال فيلمين من أفلام هوليود, حيث قام الممثل الكوميدي ستيفن مارتن منذ عام2006 لكن بدون بلاك أدورز الأب الشرعي للشخصية. من أروع أفلام بلاك أدورز فيلمه الكوميدي( السباق العظيم1965) والذي ضم كوكبة من نجوم الكوميديا الكبار في ذلك الوقت أمثال توني كيرتس, جاك ليمون, نتالي وود, وبيتر فولك( المفتش كلومبو). الفيلم تدور أحداثه عام1908 حيث يقام سباق للسيارات من نيويورك إلي باريس وقد أهدي الفيلم لروح لوريل وهاردي واللذين يعدان من أروع ثنائي قدم الكوميديا عبر الشاشة الفضية, ويتضمن الفيلم معركة لقذف التورتة في الوجه أجمع الكثيرين علي أنه من أروع, ماقدمته السينما من تلك النوعية من الكوميديا المعروفة باسم( الفارس). كما أن التعاون الرائع بين أدورز وبيتر سيليرز في فيلم( الحفلة1968) أخرج للسينما واحدا من أرقي أفلام الكوميدية في السينما حيث يقارن البعض بين هذا الفيلم وأفلام شارلي شابلن, فيه يقدم بيتر سيليرز شخصية إنجليزي من اصل هندي يدخل حفلة مدعو إليها بالخطأ ليقوم بالكثير من الأعمال الخاطئة تثير الضحك. عرف بيلاك أدورز الفشل التجاري من خلال أعمال مثل1979DarlingLili من بطولة زوجته جولي أندروز ونجم تلك الفترة روك هدسون, والذي قدم جولي أندروز في شخصية ليلي الجاسوسة الألمانية, بالرغم من أن الفيلم كان كوميديا موسيقية من تلحين هنري مانشيني الذي كان قد سبق له تلحين موسيقي الفهد الوردي. أو مع فيلم(1979Ten) والذي عالج فيه في أسلوب كوميدي أزمة نهاية العمر وقد أجمع الكثيرون علي أن الشخصية الرئيسية في الفيلم هي شخصيته هو شخصيا. ولكنه عاد ليعرف النجاح مع فيلم 1982VictorVictoria والتي عالج فيها مسألة العلاقات المثلية في إطار كوميدي, حصل بلاك أدورز علي أوسكار فخري عن مجمل أعماله عام2004. رحل عنا الأب الشرعي لشخصية المفتش كلوزو ولكنه تركنا مبتسمين ضاحكين علي أعماله الكوميدية التي تعد رشفة ماء في مجتمع التصحر والكآبة هذا الذي نحيا به. [email protected]