من الشرق إلى الغرب واصلت مياه الصرف الصحى مداهمتها لمنطقة الحبس ما بين خزان أسوان والسد العالى، وهى المنطقة التى تعد النقطة الأولى لانطلاق مياه نهر النيل من الجنوب نحو الشمال. فلم تمر أيام معدودات على انهيار السد الترابى لخور جُرمه شرق منطقة الحبس وتدفقت مياه الصرف نحو مياه بحيرة ناصر، حتى تفجرت كارثة جديدة بمنطقة الكامب بالخزان غرب أسوان، عندما تعرض خط الصرف الصحى الخاص بمساكن شركة المحطات المائية لإنتاج الكهرباء التى يقطنها نحو 3 آلاف نسمة لكسر مفاجئ، إثر تدفق المياه المتراكمة من جراء تخزينها بأحد الأخوار الجبلية القريبة من الموقع عليه، مما أدى إلى تسرب مياه الصرف فى منطقة الحبس مرة أخرى. ولم يكد المحافظ اللواء مصطفى يسرى ينتهى من أزمة شرق الحبس حتى توجه إلى غربه للإشراف على إقامة سدود وسواتير ترابية لمواجهة الأزمة جديدة، مستعينا بإمكانيات ومعدات شركة إنتاج الكهرباء والهيئة العامة للسد العالى وخزان أسوان وذلك لمنع وصول مياه الصرف إلى مجرى نهر النيل حفاظا عليه من التلوث. وشدد المحافظ خلال إشرافه على إقامة السواتر الترابية بالكامب على ضرورة ايجاد حل دائم لمنظومة الصرف الصحى فى هذه المنطقة، وذلك من خلال إنشاء محطة جديدة لتجميع كميات الصرف الصحى وتحويل مسار خطوط الصرف التى كانت تقوم بتخزين المياه فى الأخوار الجبلية منذ حقبة الثمانينيات من القرن الماضي إلى الظهير الصحراوى الغربى، للاستفادة منها فى رى أشجار طريق المطار الدولى وكذا المسطحات الخضراء بجامعة أسوان، ووجه مصطفى يسرى محافظ أسوان مسئولى الصحة بأخذ عينات دورية ويومية من مرشحات مياه الشرب بالمنطقة وإجراء التحاليل اللازمة لها للتأكد من خلوها من أى تلوث. من جانبه، قال المهندس هشام كمال مدير المرافق بشركة المحطات المائية لإنتاج الكهرباء أنه تمت إقامة 3 سواتر ترابية لمنع تكرار أى تدفق لمياه الصرف الصحي، كما تمت إعادة تأهيل الطريق الرئيسى المؤدى لمرسى جزيرة هيسا وإصلاح خط مياه الشرب الذى سيتم تشغيله عقب ظهور نتائج تحليل عينات مياه الشرب والتأكد من خلوها من أية ملوثات. وأكد اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان تحويل مسار جميع كميات الصرف المخزنة بالأخوار الجبلية بطريق العلاقي نحو مشروع الحل العاجل الذى يضم أراضي الغابات الشجرية المخصصة والتابعة لهيئة الأوقاف المصرية بطريق وادى العلاقى، مما سيساهم فى وقف تخزين المياه فى أحواض الموازنة والتبخير. ومن جانبه أشار المهندس جمال أحيد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسوان إلى أن الشركة وبالتوازى مع تحويل مسار المياه نحو المشروع العاجل للغابات الشجرية، تقوم حاليا بإعادة تأهيل البنية التحتية لمساحة 300 فدان تابعة للشركة، وكذا إصلاح غرف المحابس التى تعرضت للسرقة والنهب وقت الانفلات الأمنى بعد ثورة 25 يناير بتكلفة مليون جنيه، بغرض زراعة المساحة بأكملها لمنع وصول المياه إلي المناطق المحيطة بأحواض التبخير بالعلاقي أو إلى مجرى نهر النيل. وأكد رئيس الشركة أنه جار أعمال الإحلال والتجديد لمحطتى معالجة الصرف الصحى كيما 1، 2 لرفع كفاءتهما، حيث ستنتهى هذه الأعمال فى موعد أقصاه سبتمبر المقبل ليسدل الستار تماما على أزمات خطوط الصرف الصحى للمدينة.