فجر المنزل رقم " 5 " بشارع عدوية بمنطقة بولاق أبوالعلا مشكلة كبرى والذى انهار جزء منه صباح أمس ولم يسفر سوى عن حالة إصابة واحدة لطالبة جامعية ليست من سكان العقار. وبدا صوت الانهيار كصرخة انتباه للحى بالكامل والذى ينذر بحدوث مزيد من الانهيارات فى الفترة المقبلة وهو ما دفع العديد من سكان المنطقة لاستغلال وجود الدكتور جلال مصطفى سعيد محافظ القاهرة ليهرولوا إليه لنجدتهم بعد تعنت أصحاب العقارات التى يسكنون فيها ورفضهم القيام بأعمال الترميم رغبة منهم فى حدوث انهيارات لها للحصول على الأرض وبناء عمارات سكنية حتى يخرج السكان من المولد بلا حمص، "الأهرام المسائى "قامت بجولة فى المنطقة لتكتشف مآسى الأهالى بالمنطقة. أكد طارق عبد الشافى رئيس الحى واللواء محمد أيمن عبدالتواب نائب المحافظ عن المنطقة الغربية أن قرار الإزالة رقم " 5 " لسنة 2002 صدر للمنزل الذى يقع خلف المنزل المنهار بشارع بهيج مما تتسبب فى حالة من التضارب فى الأقاويل أثناء الجولة التفقدية التى قام بها الدكتور جلال مصطفى سعيد محافظ القاهرة للمنزل المنهار، وتسبب العقار أيضا فى حدوث تصدعات بالعقار رقم " 7 "المجاور له والذى تم إخلاؤه بناء على تعليمات اللجنة الهندسية التى أوصت بإزالته واستضافت سكانه فى شقتين بحى السلام من مساكن المحافظة لمدة شهر واحد طبقا لقرار المحافظ أثناء تفقده المنزل المنهار، على أن يتم ترميمه وفى حالة عدم الجدوى من الترميم يتم إزالته. وظهرت مشكلة أخرى كبيرة فى الحى الذى يتجاوز زمن مبانيه عقود من السنين حيث اكتشف وجود تصدعات فى المنزل المواجه للعقار المنهار. وطلب المحافظ إخلاءه واستضافة الأسر الخمس التى تقطن به فى شقق بمدينة السلام لنفس المدة السابقة ولكن السكان لم يعجبهم القرار ليتملكهم حالة من الغضب الشديد لقصر مدة الاستضافة ولكن المحافظ طمأنهم بأن المدة سوف تطول فى حالة زيادة مدة الترميم، وفى ظل هذا المشهد خرجت سيدات من الحوارى والشوارع المجاورة تصرخ بالصوت "الحياني" طالبين النجدة من المحافظ تارة بسبب نومهم فى الشارع بعد أن قام أصحاب العقارات اللاتى يسكن فيها بهدمها لإقامة أبراج سكنية أو بيعها للآخرين والذى قام احدهم ببناء عمارة ورفض منح بعض سكان المنزل القديم شقق، وتارة بسبب رفض أصحاب العقارات التى يسكونها القيام بأعمال الترميم حتى تنهار على رؤوسهم أو الهروب من جحيم الموت تحت الأنقاض وفى كلتا الحالتين سوف يستفيد الملاك، ولكن لقلة ذات اليد ما زالت هذه الأسر تعيش فى نفس المنازل انتظارا للموت أو تدخل الجهات المسئولة لنجدتهم وإعادتهم إلى الحياة. أثلج المحافظ صدور الأسر الثلاث التى كانت تسكن المنزل المنهار وهم طارق عبد الماجد وغادة أحمد شيخ الدين وجمال عبد الله عندما أمر بنقل الأسر البالغ عدد أفرادها عشرة أشخاص إلى شقق بمساكن المحافظة بمدينة بدر على الفور على أن تتخذ الإجراءات الخاصة بالتسكين وهم فى شققهم حتى لا ينامون فى العراء بالشارع فى ظل برودة الطقس، وتخصيص سيارات لنقل الأمتعة وأتوبيس من هيئة النقل العام النقل الأسر، وعلى الرغم من حالة السعادة التى انتابت الأسر إلا أن بعضهم أكد أنه يخشى على حياته من الصعود إلى المنزل لنقل منقولاتم إلا أن اللواء محمد ايمن طمأ طلب منهم الصعود للحصول على ملابس منزلية لزوم الإقامة لمدة ليلة واحدة ووسادة وسجادة للنوم عليها على أن يتم إنزال المنقولات بمعرفة مقاول الهدم والعاملين معه، وبعد علم اهالى المنطقة بالمحافظة خرجت أعداد كبيرة من الحوارى والأزقة متجه نحوه لنجدتهم وتقديم الاستغاثات. وأسرع سكان الحى بسردها إليه كل بطريقته الخاصة وطبقا للأوجاع التى يشعر بها، ليصدر المحافظ تعليماته لطارق عبد الشافى واللواء محمد ايمن عبد التواب بالسماح بهدم المنازل الآيلة للسقوط عن طريق ملاكها وبنائها على نفقتهم الخاصة، لكن القرار تسبب فى حدوث مزيد من المشكلات التى أطلقها بعض سكان بعض هذه المنازل للاستفسار عن وضعهم بعد الهدم والبناء. فى منزل يبدو كمقبرة تحت الأرض. حوائطه تبدو عليها مظاهر السنين. كان واضحا على المنزل أعراض الشيخوخة من تصدعات وشروخ وقفت ذكية على إبراهيم تروى مأساتها داخل جدران المنزل بان صاحبه تركه وأهمله ويكتفى بتحصيل الأجرة الشهرية من السكان دون الاستماع إلى صرخ الأسر التى تسكن فيه ومطالباتهم بسرعة ترميمه حتى لا تكون نهايتهم الموت تحت التراب، مؤكدة أن المالك يريد انهيار المنزل اليوم قبل الغد من اجل بناء عمارة سكنية وإزاحة السكان من أمام وجهه دون النظر لحالتهم المتدنية التى لا تمكنهم من الحصول على مسكن جديد. وتقاطعها زينب حسنى مؤكدة أن المسئولين عن حى بولاق أبو العلا لا يقومون بأعمالهم كما يجب، وانهيار العقار بشارع عدوية أكبر دليل لعدم صدور قرار إزالة له حتى الآن لينهار جزء منه بشكل مفاجى ليحدث هزة بالمنطقة كادت أن تتسبب فى كوارث أخرى. على ناصية أحد الأزقة وقفت شفيقة محمد حسانين تصرخ "يا ناس. يا هو. نايمة فى الشارع أنا وابنتى وأولادها الثلاثة ومفيش حد سال فينا"، استوقفتها "الأهرام المسائي" للتعرف منها على مشكلتها وبعد أن هدأ إنفعالها فليلا بدأت حديثها قائلة: كنت سأكنه فى منزل قديم دفعت 8 آلاف جنيه لصاحبه حتى اسكن عنده فى بيته، ثم قام ببيع المنزل لشخص أخر الذى أقام مكانه عماره، وعندما طلبت من المالك اعادتى للمنزل أو حصولى على المبلغ الذى قمت بدفعه للمالك الاصلى رفض وقالى اخبطى راسك فى اقرب حيطة ومن ساعتها وأنا نايمه فى الشارع. وقال اللواء ممدوح عبد القادر مدير الحماية المدنية بالقاهرة ل"الأهرام المسائي" إن العقار مبنى قديم مكون من دور أرضى وطابقين على حوائط حاملة دون أعمدة خرسانية صادر له قرار إزالة كلى حتى سطح الأرض منذ عام 2002 ورفض شاغلوه على مدار 13 عاما مغادرته.