أحدثت الاستقالة التى تقدم بها وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل للرئيس اوباما الكثير من التحليلات السياسية والتخمينات بشأن دواعيها وهل هى استقالة ام إقالة، خاصة أن هيجل كان الجمهورى الوحيد داخل إدارة الرئيس أوباما وكلها من الحزب الديمقراطى، حيث يواجه فريق الرئاسى الامريكى تحديات متزايدة ليست فقط برحيل هيجل ولكن بالمغزى وراء رحيل وزير الدفاع الامريكي، وإخفاق حزب اوباما الديمقراطى فى الاحتفاظ بالأغلبية فى البرلمان فى الانتخابات التى جرت اوائل الشهر الحالى. وحفاظا على ماء الوجه، أثنى أوباما على دور هيجل فى أفغانستان وتحسين العلاقات مع الجيش الصينى والناتو دون التطرق الى المواجهات الامريكية الحالية ضد تنظيم داعش. واصفا فترة العمل مع هيجل بالمثالية، مؤكدا أن هيجل سيظل فى منصبه حتى تعيين مجلس الشيوخ الوزير البديل، وجاءت على رأس المرشحين المحتملين ميشيل فلورنوي، وكيلة وزارة الدفاع الامريكية السابقة وآشتون كارتر نائب وزير الدفاع سابقا، فيما أكد هيجل دعمه للرئيس باراك أوباما رغم تركه منصب وزير. تسابقت وسائل الاعلام العالمية فى تفسير أسباب استقالة هيجل وشكلها كل من وجه نظره، حيث أشارت جريدة الجارديان البريطانية فى تقرير اعدته، إلى أن هيجل قد أقيل من منصبه، بعد فشل الاستراتيجية التى وضعها البيت الأبيض فى مواجهة داعش، وأن اقالة هيجل تأتى نتيجة خلاف مع الادارة بالبيت الأبيض، حيث حثها مرارا على ايضاح موقفها من النظام السوري، واتهمها بزيادة الوضع سوءا بالوقوف ضده، مما أدى الى جعل داعش والجماعات الارهابية المتطرفة أكثر قوة. واستشهدت الصحيفة على صحة وجهه نظرها بعدم ابداء اوباما التأثر نهائيا، حين عدد الانجازات التى قام بها هيجل، حيث تجنب الحديث عن الوضع بسوريا والعراق، والوضع المتعلق بداعش، وهو ما أكده السيناتور جون ماكين عندما كشف عن قيام هيجل بزيارته فى مكتبه الأسبوع الماضى، معربا عن إحباطه الشديد إزاء سياسات أوباما. ورأت جريدة نيويوك تايمز، ان تنحى تشاك هيجل جاء تحت ضغط من الرئيس الأمريكى، ومعتبرة ان هيجل ضحية لفشل الحزب الديمقراطى فى الحصول على أغلبية فى مجلس الشيوخ، وان تنحى هيجل جاء بعد سلسلة من الاجتماعات، حيث كان أوباما يخطط لتغيير كبار مسئوليه من مناصبهم وعلى رأسهم جون كيرى وتشاك هيجل، معتبرة قرار أوباما بأنه اعتراف بأن تهديد تنظيم داعش قد يتطلب نوعا من المهارات غير متوفرة لدى هيجل. وأشارت الصحيفة إلى أن هيجل كان رافضا حرب العراق إلى جانب رغبته فى سحب القوات الأمريكية من أفغانستان على عكس ما تريده إدارة أوباما، وإن زعماء الحزب الجمهورى سجلوا قائمة لما وصفوه بوقائع فشل إدارة أوباما فى التعامل مع الأزمات الدولية مثل أزمة أوكرانيا وأزمة صعود تنظيم داعش وانتشار مرض الإيبولا، موضحة أن البيت الابيض اختلف مع هيجل منذ أغسطس الماضى حول استراتيجيته المتبعة تجاه الملف الإيراني، حيث تختلف آراؤهما فى موضوع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران التى يعارضها هيجل. فيما حدد الكاتب الأمريكى ماكس فيشر فى مقال له بموقع فوكس الأمريكى اربعة اسباب لإقصاء هيجل عن منصبه، ومن بينها فشله فى تحقيق انتصارات كافية ضد طالبان حيث فشل فى اجبارها على قبول اتفاق سلام، وفشله فى وضع استراتيجية من شأنها تحجيم تنظيم داعش، وكذلك فشلة فى ردع الاعتداء الروسى المستمر على أوكرانيا، وأخيرا فشله البيروقراطى فى تمثيل البنتاجون داخل البيت الابيض.