تسعى هيئة قصور الثقافة للتعامل بآليات جديدة مع جمهور محافظات مصر المختلفة وعدم الاعتماد على شكل واحد لتوصيل المعلومة، فبعد نجاح الدورة الأولى من مهرجان "المسرح التوعوي" الذى أقيم أثناء الاستفتاء على الدستور وساهم فى حث الجمهور على المشاركة الإيجابية، قررت قصور الثقافة إقامة الدورة الثانية للمهرجان مستغلين تفاعل الجمهور مع الفن والعروض لعرض قضايا تتعلق بالمرحلة التى يعيشها الوطن الآن. وبدأت الهيئة برئاسة د. سيد خطاب تنفيذ المهرجان الثانى للمسرح التوعوى تحت إشراف الكاتب المسرحى محمد عبدالحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة، حيث تتناول الدورة الثانية عدة موضوعات بينها "مكافحة الإرهاب، الدولة المدنية الحديثة، قناة السويس الجديدة، ثقافة الحوار، التسامح وقبول الأخر". وقال ناصف فى تصريحات "للأهرام المسائي" أن الفكرة بدأت منذ ما يقرب من عام أثناء الاستفتاء على الدستور بإقامة مهرجان مسرحى بعنوان "المسرح التوعوي" بإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، ثم تم تعميم الفكرة على باقى المحافظات بواقع 18 عرضا مسرحيا اعتمدت على فكرة أساسية هى حس الناس على المشاركة فى الاستفتاء دون توجيه فى الاختيار. وأضاف حين نجحت الفكرة اكتشفنا أن هناك آليات اخرى غير المحاضرات والندوات المباشرة قد تكون أكثر تأثيرا على المتلقى وهو المسرح، ولذلك قررنا إعادة التجربة بإنتاج 27 مسرحية بواقع مسرحية لكل فرع ثقافي، ويتبع العرض أو يسبقه ندوة من قبل محاضر متخصص فى العنوان الذى يطرحه العرض، فيكون لدينا 270 ليلة عرض و270 ندوة، موضحا أن هذا المهرجان ليس للتسابق بل للمشاهدة والتوعية فى المدن والقرى، وتم اختيار موضوعات العروض من الواقع الملح المملوء بالعديد من القضايا والظواهر والمشاكل التى تواجه الوطن، فوضعنا العناوين وتركنا الاختيار لكل فرع ليصنع مسرحيته التوعوية، وأعتقد أن المجتمع المصرى الآن فى حاجة للتنوير على هذه العناوين وبالفعل بدأ يرد للإدارة العامة للمسرح بالهيئة برئاسة دعاء منصور مشروعات لتلك المسرحيات من الفروع. وعن التكلفة المالية لهذه العروض أوضح ناصف أن هذه المشاريع لن تكون عالية التكلفة فكل مسرحية لن يزيد ميزانيتها عن أربعة آلاف جنيه فى مقابل عرضها عشرة ليالي، وهذا يعتبر مبلغا زهيدا جدا لإنتاج أى عرض مسرحى ولا يساوى أى عقد من العقود التى تتم فى الشرائح الأخرى لعروض المسرح، كما طالبنا من مقدمى عروض المسرح التوعوى أن يستعينوا بما يشاءون من ديكورات صالحة وملابس موجودة فى مخازن الفروع الثقافية، وبهذا نحاول الاستفادة من المتاح فى أيدينا من الميزانيات قدر المستطاع.