أنقذت العناية الالهية مئات الموظفين والعمال والمترددين على مكتب صحة بنى سويف ثان من الموت المحقق إثر انهيار الجزء الخلفى من المبنى العتيق والذى يعود تاريخ بنائه لعام 1900 قبل ساعة من بدء العمل به حيث يضم أكبر وحدة لتطعيم الأطفال على مستوى محافظة بنى سويف (200 طفل يوميا) بينما أدى الانهيار إلى تحطم الثلاجات وتلف آلاف الطعوم وتوقف عملية تطعيم الأطفال تماما فيما تجمع الموظفون فى الحديقة الأمامية للمبنى خوفا على حياتهم. يذكر أن المبنى عبارة عن قصر قديم تستاجره مديرية الصحة بمبلغ 6 جنيهات منذ عام 1948 زادت إلى 200 جنية عام 2010. وكان "الأهرام المسائي" قد حذر أكثر من مرة من قرب انهيار مبنى الوحدة الصحية على رؤوس الأطفال والعاملين بها نظرا لسوء الحالة التى كان عليها كما قدم شهادات العاملين به بعد أن لدغتهم الثعابين وأتت الرطوبة على صحتهم ولم يبال مسئولو الصحة حتى شهدت الوحدة انهيار المبنى وكان الموظفون والمترددون على المبنى قد حذروا من سوء حالته واعتبروه غير آدمى وتنتشر به الحشرات والثعابين وعاملون من الأطباء والزائرات الصحية عن خشيتهم على صحة الأطفال من التطعيم بتلك الوحدة التى لا تصلح إلا لدفن المخلفات والنفايات والأخطر من ذلك وجود مخازن طعوم الوحدات الصحية بالمحافظة بأكملها داخلها فالوحدة عبارة عن فيلا مؤجرة منذ 65 عاما وتم بناؤها منذ أكثر من 114عاما ولم تقم إدارة التخطيط بترميمها أو حتى التخلص من ثعابينها منذ تأجيرها وبدء العمل بها. وتقول ماجدة راتب مسئولة تسجيل المواليد بالوحدة الصحية التى نقلت إلى أحد مستشفيات القاهرة للعلاج نظرا لخطورة حالتها بعد أن لدغها ثعبان ولم يتحرك أحد لإنقاذ بقية زملائى من تكرار الحادث ومعى فى حقيبتى مصل جاهز فى حالة تكرلر لدغى ويخرج علينا أيضا الفئران والعرس والقوارض من كل شق بالحائط والأرض وكثيرا ما تسقط أجزاء من السقف المتهالك فوق رؤوسنا. وتقول هدى حمدى ربة منزل نضطر إلى تطعيم أولادنا بهذا المكان فلا يوجد بديل مشيرة إلى أن الإهمال موجود بجميع الوحدات الصحية وندعو الله أن يكون المصل فعالا ولا يكون قد وصلته الرطوبة أو تأذى من الزواحف والحشرات المختبئة داخل الحوائط. وتقول نادية سيد عبدالفتاح ممرضة أعمل بالوحدة منذ 20 عاما ولم تقم مديرية الصحة بترميمه ونقوم بشراء المراوح وبعض مستلزمات المكان بالمجهودات الذاتية وأضافت بأن مكتب الصحة عندما يقوم بحملة تطعيم نضطر لمد فترة العمل إلى الساعة الثامنة مساء وبمجرد دخول الليل علينا تخرج الثعابين والفئران من الشقوق التى يصل طولها لمترين ونخشى على التطعيمات من التسمم. ويقول محمد عبدالحى أمين مخزن الطعوم إن الوحدة بها مخازن طعوم الإدارات الصحية بأكملها والثلاجات محاطة بالحوائط المليئة بالحشرات والبكتيريا والثعابين فضلا عن استقبال الوحدة يوميا 150 من الأمهات لتطعيم أبنائهم بالوحدة فهو يعد أكبر مكتب على مستوى المحافظة للتطعيم والأمر ينذر بكارثة وتقول ماجدة عبدالخالق رئيس التمريض بالوحدة أخشى من دخول الحمام لقضاء حاجتى وفى أغلب الأوقات نصحب بعضنا البعض عند الدخول لغسل أيدينا خوفا من الشقوق وما يختبئ بها وأشار ناجى عريان صاحب العقار إلى انه سبق وان حرر عدة محاضر بالشرطة والنيابة لإخلاء مسئوليته عن المبنى الأيل للسقوط. من جانبه، رفض الدكتور أحمد أنور وكيل وزارة الصحة ببنى سويف، الإجابة عن أسئلة "الأهرام المسائي" برغم تعدد الاتصال به وإرسال رسالة نصية له على هاتفه المحمول، وفى النهاية أغلق هاتفه تماما للهروب من الرد. ومن جانبها، تطرح "الأهرام المسائي" على مسئولى الوزارة عدة أسئلة، حول مصير العاملين بالوحدة المنهارة؟! فضلا عن مصير "الطعوم" التى فقدت تحت أنقاض المبنى المنهار؟! بالإضافة إلى كيفية تحويل الأطفال الذين كان مقررا لهم الحصول على التطعيمات اللازمة؟! وتغذية الوحدات الصحية الأخرى بالأمصال علما بأن الوحدة المنهارة كانت تمثل المغذى الرئيسى لباقى الوحدات الصحية على مستوى المحافظة.