بالاستقراء فى أدلة حجية السنة النبوية وهى اجمالا - دليل القرآن الكريم. دليل السنة النبوية. وعصمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإقرار الشارع عمل الصحابة - رضى الله عنهم - بالسنة النبوية الإجماع. ومايثبت من إذنه - صلى الله عليه وسلم - مثل ما رواه عبدالله بن عمرو - رضى الله عنهما - قال: (قلت يارسول الله صلى الله عليه وسلم - أقيد العلم؟ قال: قيد العلم، قال عطاء: وما تقييد العلم؟ قال: كتابته وفى رواية (فقال له: يارسول الله. وما تقييده؟ قال: الكتاب) والمراد من (العلم) خصوص الحديث وروى عن عبداللهه بن عمرو - رضى الله عنهما - قال: (كنت أكتب كل شىء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم - أريد حفظه فنهيت قالوا: إنك تكتب كل شىء تسمعه من رسول اله صلى الله عليه وسلم - ورسول الله بشر يتكلم فى الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال: أكتب فوالذى نفسى بيده ما خرج منى إلا حق) ولايشغب على هذا ما ورد أخبار تفيد النهى عن كتابة الحديث النبوى لأن النهى - كما قرره المحققون - كان خاصاً وليس عاماً. توضيح: النهى عن كتابة الحديث إنما لعدة اعتبارات أهمها: - الخوف من اختلاطه بالقرآن الكريم، ويظهر هذا فى مدة إنزال القرآن الكريم. - الاحتياط فى عدم كتابته مع آيات القرآن الكريم فى صحيفة واحدة. يضاف إلى هذا: أن النهى توجه لعدة أشخاص من كتاب الوحى لما سلف ذكره مؤدى هذا عدم نسخ أحاديث النهى بأحاديث الإذن بالكتابة، وهناك من يرى النسخ وأرى - والله - تعالى - أعلى وأعلم - أن النهى عن كتابة الحديث النبوى - إنما لتنزيه القرآن الكريم من كتابة السنة النبوية معه، لاعتبارات ترجع الى الكاتب وإلى وسائل الكتابة مما يمكن القول بإمكانية الجمع بين أحاديث النهى والأذن، فالنهى خاص بحالة الخوف، والأذن بحالة الأمن وعلى هذا: - قد توافر للحديث النبوى الشريف من وسائل التوثيق الدقيق ما يقطع بصحته وسلامة الاستدلال به، ما يجعله بإجماع الأمة التى تلقته بالقبول مصدرا رئيسيا للتشريع الإسلامى، يستقل بالشتريع فى أمور عبادية ومعاملاتية كثيرة، وتفسير لما أجمل فى القرآن الكريم. وقد توافر التوثيق المبكر للحديث النبوى الشريف من: الحفظ. الكتابة، وما ينبغى إيراده المدونات الحديثية المكتوبة فى القرن الأول الهجرى، وما تلاه، التى بالاستقراء يمكن تقسيمها إلى عدة أقسام أهمها: تسجيل فى حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم - فى أحكام عديدة متنوعة مثل: كتاب الصدقة: الذى كان من إملاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - لإرساله إلى الولاة بالأقاليم، mكتاب الديات والفرائض والسنن، وكتاب فى قضايا فى المواريث، mصحائف إدارية وسياسية، من معاهدات ومواثيق واتفاقيات، وعقود موادعة وغيرها، رسائله - صلى الله عليه وسلم - إلي حكام البلاد المجاورة - الداخلية والخارجية، ارشادات وتوجيهات وخطب تدوينات حديثية فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم - لبعض الصحابة - رضى الله عنهم - احتفظوا بها لأنفسهم مثل كتاب سعد بن عبادة - رضى الله عنه - كتاب معاذ بن جبل - رضى الله عنه - كتاب عبدالله بن مسعود - رضى الله عنه - صحيفة على بن أبى طالب - رضى الله عنه وهذه المدونات منها ما يأخذ شكل الصحيفة، أو الرسالة، أو النسخة، التى يمكن توصيفها سجلات اخرى لمشاهير وأعلام الصحابة - رضى الله عنهم - منهم: السيدة فاطمة الزهراء، وسبيعة بنت الحارث، أبوشاة اليمنى، وأبوهريرة - رضى الله عنهم.