عقدت امس اولي ندوات الدورة السابعة دورة صلاح عبد الصبور للمهرجان القومي للمسرح بالمجلس الاعلي للثقافة تحت عنوان قضايا المسرح الشعري بمشاركة د.محمد عناني والكاتب محمد ابو العلا السلاموني ود.أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب وقام بادارتها د.هاني ابو الحسن واعتذر الشاعر الكبير فاروق جويدة عن المشاركة في الندوة في اللحظات الاخيرة. وعانت الندوة من ضعف الحضور نظرا لعقدها في الصباح التالي مباشرة لليلة حفلة الافتتاح, مما اثر علي المناقشات في الندوة حيث لم تشهد تفاعلا كبيرا, وغلب علي المناقشات تناول مسرح الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور الذي تحمل دورة هذا العام اسمه. وقال الكاتب محمد ابو العلا السلاموني في كلمته ان المسرح في حد ذاته شعر, و ان فكرة انحسار المسرح الشعري في رأيه خرافة وغير صحيحة, لأن كاتب المسرح الحقيقي هو شاعر بالضرورة مثلما كان كتاب المسرح القدامي شعراء فالامر يعتمد علي الطريقة الشاعرية التي يكتب بها الكاتب نصه المسرحي, مشيرا الي انه و بهيج اسماعيل ويسري الجندي يكتبون اعمالهم بطريقة شاعرية, مضيفا ان الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور كان يقول ان اي مسرح نجد فيه شعرا حتي لو نثرا. واكد د.أحمد مجاهد انه يجب التفرقة بين الشاعرية والشعرية اي العناصر التي تجعل الادب ادبا فهذا ليس شعرا واذا اطلقنا عليه ذلك يسقط ما يكتب كشعر, مشيرا الي ان الولادة الحقيقية للمسرح من وجهة نظره كانت مع الشعر الحديث الذي كان مدخلا للمسرح الشعري العربي بعد ان تحول من العمودي الي شعر التفعيلة ومن الغنائية الخالصة الي الدرامية. واضاف ان لديه تحفظا علي عنوان الندوة قضايا المسرح الشعري لان المسرح الشعري ليس مسرحا تنويريا, مشيرا الي ان في مسرح صلاح عبد الصبور نفسه هناك اشكالية وهي انه لا توجد علاقة بين الطريقة التي يصاغ بها العمل الادبي وبين المضمون الذي يدعو اليه العمل الادبي, حيث كان عبد الصبور يحمل علي عاتقه قضية التنوير وعلاقة المثقف بالسلطة, ووصفت مسرحيته مأساة الحلاج بالتراجيديا لكنه بدأ بالنهاية وصلب الحلاج, ليخلق نوعا اخر من التشويق والاثارة خاصا بصلاح عبد الصبور, ويناقش فكرة هل علي المثقف ان يضن بثقافته علي المجتمع, وكيف يساعد المجتمع؟ فالخطأ التراجيدي الذي ارتكبه الحلاج انه لم ينتقل الي حيز الفعل في دفاعه عن الحرية والعدل. واضاف ان صلاح عبد الصبور لم يكن يعفي المثقف من مسئوليته ولم يكن يعفي الشعب من مسئولية ضعفه واستكانته, وفي ليلي والمجنون هناك صراع واضح بين المثقف والسلطة, والمثقف هنا هو الشاعر, حيث ان قضيته المحورية كانت علاقة المثقف بالسلطة ودور المثقف التنويري وكان عبد الصبور شاعرا مسرحيا يدرك جيدا كيف يحول الشعر الي نص مسرحي. وقال د. محمد عناني ان مبادئ الشعرية والشاعرية المقصود بها الرؤية التي تتضمن المجاز او الاستعارة, حيث ان لغة الشاعر بها مجاز وهي رؤية رمزية, مشيرا الي انه عندما قام بترجمة اعمال صلاح عبد الصبور رأي فيها الشاعرية والنقطة الرمزية التي تحدث عنها د. مجاهد واشار الي انه بمقارنة صلاح عبد الصبور بالشاعر الامريكي تي اس اليوت في المسرح لرجحت الكفة لصالح عبد الصبور, مشيرا الي اننا الاقدر علي ترجمة اعمالنا الادبية لان الاجانب يرتكبون العديد من الاخطاء في الترجمة والاعمال المصرية موجود في جميع مكتبات بريطانيا, مضيفا ان ترجمة الاعمال الادبية الي اللغات الاجنبية سلاح مهم لصالحنا.