تعد قرية ساقية المنقدي بمركز أشمون بالمنوفية من أشهر مصادر الصدف والأنتيكات لدول الخليج وشارع خان الخليلي حيث تجد علي طول القرية الصناع داخل ورشهم الصغيرة بالمنازل الريفية أو بالحقول يعملون في صناعة علب حفظ المجوهرات الخشبية المطعمة بالصدف والتي تخرج من تحت أيديهم التحف الفنية والأنتيكات والتي تتلقفها الأسواق المحلية لتباع للسياح زوار الحضارة المصرية القديمة من الأقصر للإسكندرية للموسكي. وأكد أيمن سلامة من صناع الصدف بالقرية أن هناك الكثير من المشكلات التي تواجه هذه الحرفة وتقف عائقا أمام من يعمل بها خاصة ممن هم في أول الطريق منها ارتفاع أسعار الخامات وعدم توافرها وتحكم بعض التجار فيها وكذلك عند شراء المنتج النهائي بالإضافة إلي الضرائب الباهظة التي يدفعها أصحاب الورش الصغيرة فكل هذه المشكلات تهدد صناعة الصدف وبالفعل هناك من أغلق ورشته لأنه لم يستطع مواجهة تلك المشكلات وبالتالي تهدد أهل القرية بصفة عامة بالعودة مرة أخري فريسة للبطالة بعد أن نجحوا لسنوات في التخلص منها لذلك لا توجد ورشة صغيرة تستطيع استكمال هذا الشغل للنهاية فيضطر صاحبها إلي السفر اوالعمل بورش خان الخليلي. وتعود بدايات تلك الصناعة إلي محمود قوطة أحد أبناء القرية حيث بدأ في تأسيس أول ورشة للتطعيم بالصدف عام1977 عقب بدايته بالعمل في هذه الحرفة وعمره6 سنوات مع احد اقاربه بالقاهرة وعاد الي القريه وقرر افتتاح ورشه خاصه به خاصة أن القرية كان عدد العاطلين عن العمل بها كبيرا و افتتح ورشة صغيرة التحق بها عدد من شباب القرية, وبمرور الأيام زاد عددهم وافتتحت5 ورش أخري التحق بها عدد كبير من الشباب سواء من خريجي الجامعات أو من حملة الشهادات المتوسطة لتصل اليوم إلي أكثر من70 ورشة يتنوع إنتاجها ما بين العلب المطعمة بالصدف مختلفة الأحجام والأشكال, وإنتاج القطع الفنية الأخري التي تستخدم في التزيين والديكور بالإضافة إلي إنتاج غرف الاستقبال والصالونات وجميعها تطعم بالصدف كما يمتد التطعيم بالصدف إلي البراويز ورقع الشطرنج ومنابر المساجد وحوامل المصاحف. وأضاف شاهين عبده أن المنتجات التي تخرج من الورش تخضع لنظام في البيع والشراء فبعد الانتهاء من القطع الفنية يأتي دور التجار المتخصصين بهذه الصناعة سواء تجار الجملة أو القطاعي الذين يتولون تسويق المنتجات إلي أصحاب البازارات بالقاهرة خاصة في المناطق السياحية حيث يتهافت السائحون والزائرون لمصر علي شراء هذه التحف الفنية والأنتيكات كونها تحظي بجماليات وتشكيليات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي مما يضفي عليها قيمة جمالية وطابعا تاريخيا كما يتم تصدير هذه المنتجات المطعمة بالصدف إلي كثير من الدول العربية والغربية. ويشير محمود كمال من أبناء القرية إلي أن كل فرد في القرية يبدأ تعلم هذه الحرفة منذ نعومة أظافره ليتدرج في مراحل الحرفة حتي يتقنها جيدا وعندئذ يكون أمامه أكثر من خيار فقد ينضم إلي العمل بورشة كبيرة ذات إنتاج ضخم يصدر غالبيته للخارج أو يفتتح ورشة خاصة يديرها بنفسه أو ينضم إلي ورش وبازارات خان الخليلي التي لا تخلو أيضا من شباب القرية حيث يمثلون نحو75 في المائة من العمالة الموجودة بها. ويقول إبراهيم سلامة صاحب إحدي الورش إنه أتقن هذه الصنعة في سن السابعة وعلي الرغم من حصوله علي شهادة تعليمية متوسطة إلا أنه رفض العمل بها وقرر أن يكون مستقبله في حرفة الصدف علي الرغم من أن فكرة الأعمال الحرفية لا تحظي بقبول واسع في كثير من الأوساط الاجتماعية في مصر لكن ما شجعه علي ذلك توافر الأيدي العاملة بالقرية التي يمكن لها أن تساعده إلي جانب أن الخامات والأدوات التي نحتاج إليها بسيطة. ويؤكد محمد محمود صاحب ورشة بالقرية أنه يطوع الإنترنت في ابتكار أشكال فنية جديدة يقوم بإنتاجها إلي جانب التعرف علي أحدث التصميمات الخاصة بالغرف والتي يمكن تنفيذها ومن ثم تطعيمها بالصدف داخل ورشته بالإضافة إلي محاولة فتح أسواق جديدة يمكن من خلالها تسويق منتجات الصدف كما يستغل الشبكات الاجتماعية كالفيس بوك في عرض منتجاته عبر إحدي المجموعات علي الإنترنت. ويطالب الأهالي بأن يكون للقرية مهرجان أو احتفال سنوي بفن الصدف يشارك فيه كل الورش وتدعي إليه وسائل الإعلام والصحافة وأصحاب محال الأنتيكات وهذا سيوفر دعاية حقيقية للقرية ويعرف بجماليات فن التطعيم بالصدف. من جانبه أوضح المهندس مصطفي بيومي السكرتير العام المساعد لمحافظة المنوفية أنه تم وضع خطة للارتقاء بالصناعات الحرفية التراثية التي تشتهر بها بعض قري المحافظة مثل السجاد الذي تشتهر به قرية ساقية أبو شعره وأعمال الصدف وتشتهر به ساقية المنقدي وأعمال الفخار بقرية جريس والارابيسك بكفر المنشي وأعمال السيرما بقرية أبنهس. وأشار السكرتير العام المساعد لمحافظة المنوفية إلي اهتمامه بمشاركة المنتجات في المعارض الدولية لمساعدة الشباب والعارضين ودعمه المستمر لها وأن هذه الأنشطة القروية التي تمتاز بها بعض القري تعد احياء للتراث فضلا عن أنها تفتح مجالا لاستيعاب طاقة الشباب لممارسة هوايتهم الإبداعية في إنتاج هذه الصناعات المميزة وتقدم المحافظة الدعم دائما لهؤلاء الصناع لتشجيعهم علي التواصل والتطوير الدائم لهذه الصناعات.