رفض الزمالك أن ينهي الموسم دون تتويج يستحقه ولقب هو الاحق به وبطولة إنتظرها جمهوره الكبير لتعوضه عن إخفاق الدوري العام الذي خسر فيه مكانه المفضل ومركزه الثاني وحصل علي كأس مصر للعام الثاني علي التوالي بفوز صعب علي سموحة1 صفر سجله حازم إمام في الدقيقة44 من الشوط الثاني في المباراة التي اقيمت بينهما مساء أمس بإستاد الدفاع الجوي ليكون مسك الختام لموسم من المعاناة للأبيض. لم ترق المباراة للمستوي الجيد وكانت شديدة السوء من الفريقين خالية من الاثارة باستثناء ماحدث قبل اللقاء من اعتداء جماهير الزمالك علي سيارة لاعبي سموحة ثم خلال المواجهة الطرد الظالم لطارق حامد ثم الطرد المستحق لمديره الفني حمادة صدقي من حكم اللقاء جهاد جريشة. جاء الشوط الأول سيء المستوي من الفريقين وأداه اللاعبون بلامبالاة شديدة وكأنهما لا يعرفون أهمية المواجهة وقيمة المسابقة التي يلعبون فيها وتاريخها واصالتها والاسم الكبير لبطولة كأس مصر فبدت المواجهة وكأنها ودية أو تقسيمة قبل لقاء مهم لا هدف منها علي الإطلاق وليست لنهائي أعرق وأقدم المسابقات في القارة الأفريقية والوطن العربي.. وإذا كان ما قدمه اللاعبون يعبر عن المستوي الحقيقي لهم وحجم ما يملكونه من قدرات ويعكس أيضآ الإمكانات المحدودة للمدربين في التوظيف والإدارة الفنية والتكتيك والتحضير حتي لمواجهة من الوزن الثقيل الفوز فيها يساوي بطولة ليست صغيرة. ولم تكن هناك أحداث مهمة في الشوط الأول ولا إثارة علي الإطلاق ولا رغبة من اللاعبين في الوصول للمرمي للحد الذي كانت نسبة التمريرات المفقودة التي تمرر للخصم فوق كل المعدلات الطبيعية وهو ما أدي لثلاث ظواهر أساسية الأول عيوب التنظيم في الثلثين الأوسط والهجومي والثاني غياب التأثير علي المرميين والثالث العشوائية الشديدة التي سيطرت علي المواجهة ووصلت بها لحد الملل والضعف وهبوط الأداء غير العادي الذي زاد منه غياب الجماهير بإستثناء بضعة المئات الذين سمح لهم الأمن بحضور اللقاء ولكن هتافاتهم لم تجد ولم تسمن من جوع ولم تحفز اللاعبين لبذل الجهد أو التفاني في الأداء للحد الذي يجعل الشوط الأول هو الأسوأ في تاريخ المباريات النهائية لكأس مصر. ولا أحد يعرف ما سر المستوي السيئ للشوط الأول من الناحية الفنية والبدنية والتكتيكية وحتي من ناحية الحماس والرغبة والإصرار من الفريقين فسموحة نفسه هو الذي تعاطف معه الجميع عندما خسر الدوري بهدف إعتباري قبل أيام ليست بعيدة وهو الذي قهر الأهلي في الدور قبل النهائي للمسابقة بعرض جيد وتشكيله يكاد يكون هو نفسه باستثناء غياب مدافعه الأيسر المميز أيمن أشرف ولكنه من المستحيل أن يكون هو سبب كل هذا التراجع. والزمالك لا جديد فيه علي الأقل من ناحية الرغبة والإصرار في ألا يخرج صفر اليدين من موسم لم يكن الأسوأ فيه وفي لقب يريد أن يحافظ عليه يكون أكبر دافع له قبل بداية الموسم الحديد ويكون حسن الختام وأفضل وداع لكوكبة وعدد غير قليل من نجومه الكبيرة الذي تأكد بما يقطع الشك باليقين رحيلهم خاصة بعد التعاقدات غير المسبوقة لمجلس الإدارة التي وصلت إلي71 لاعبآ حتي الآن في وقت الحد الأقصي للقائمة المحلية52 لاعبآ بما سيؤدي لرحيل07% من القدامي. وبدأ الزمالك المباراة بلا مفاجآت من الناحية الخططية ولا التكتيكية وبتشكيله المكون من محمد أبو حبل في حراسة المرمي وأمامه الرباعي صلاح سليمان وياسر إبراهيم وعمر حابر ومحمد عبد الشافي.. وحمادة طلبة وحازم إمام ومحمد إبراهيم وأحمد توفيق ومحمود خالد شيكا.. وأحمد علي وبالطريقة الرقمية4-2-3-1 الكلاسيكية. وفي المقابل فإن سموحة لعب بشكل شديد الشبه بأسلوب الزمالك وبدأ بتشكيل مكون من أمير عبد الحميد وأمامه السيد فريد وأحمد سعيد أوكا وعبد الرحمن فاروق وشريف حازم.. وطارق حامد وإبراهيم عبدالخالق وأحمد حمص.. وأحمد حمودي وعلاء علي.. هاني العجيزي.. وبطريقة اللعب الرقمية4-3-2-1. ورغم أن تشكيل الزمالك كان به الكثير من المرونة الهجومية وامتلك قدرات عالية في الثلث الهجومي للسيطرة وتنويع اللعب والتحرك فإنه بدا غير ذلك وفي حالة من عدم التركيز ساهم فيه العشوائية الكبيرة من الثلاثي محمد إبراهيم وحازم إمام ومحمود خالد شيكا ووضح أن الربط بينهم غيرموجود والتنظيم مفقود وإمكانية التعاون مع أحمد علي المهاجم الوحيد كانت رفاهية غير متاحة ثم الأهم أنهم فشلوا في صناعة مساحات من علي الجانبيين لتحرك محمد عبد الشافي وعمر جابر ليعملا ويتقدما فيها للإستفادة من المساحات الشاغرة المفتوحةولفتح عرض الملعب بأكثر من لاعب في كل جبهة. والسبب الرئيسي لما بدا عليه لاعبو الزمالك يتمثل في غياب اللاعب صاحب القدرة علي القيادة الفنية والذي يمتلك مقومات تمنحه القدرة علي تنظيم اللاعبين وتوجيهم سواء بالتحكم فو سرعة اللعب أو في التوزيع وإختيار مساحات التحرك والتمرير. ولم يكن سموحة بأفضل حالآ من الزمالك رغم ما يمتلكه هو الآخر من توازن كبير في كل خطوطه خاصة خط الوسط الذي يضم إثنين هما الأفضل من حيث ثبات المستوي والربط بينهما والتجانس في مركز لاعب الوسط المدافع هما إبراهيم عبد الخالق وطارق حامدبالإضافة للثلاثي الهجومي أحمد حمودي وعلاء علي وهاني العجيزي رأس الحربة الذي يجيد اللعب بعرض الملعب بالكامل ولكنهم جميعآ كانوا خارج الفورمة وإفتقدوا الرغبة والحماس دون مبرر أو سبب معلن. من غير المنطقي أن يعلق أحد هذا السوء علي شماعة التجاوزات التي تعرضوا لها من قلة من جماهير الزمالك قبل اللقاء من تحطيم لسيارة الفريق وإرهاب للاعبين دون مبرر أو سبب أو منطق علي الإطلاق. وبدلآ من أن تكون الإعتداءات التي تعرض لها لاعبو سموحة مبررآ للأداء القوي فعلي العكس تمامآ كانوا غاية في السوء تمامآ وبدوا وكأنهم في حالة تخدير وفشلوا في شن هجمة منظمة واحدة طوال الشوط الأول الذي بم يختبرفيه علي الإطلاق محمد أبو جبل ونفس الحال لأمير عبد الحميد حارس سموحة فبإستثناء تسديدة من محمود خالد لم يتعرض لأية إختبارات حتي الفرصة التي لاحت للزمالك تمثلت في إختراق لعمر حابر ولعب عرضية مزت موازية لخط المرمي ولم تجد من يكملها وتحولت لضربة مرمي صحيح أن سموحة بدأ الشوط الأول بنشاط وسيطرة إلا أنه بمرور الوقت بدأ الزمالك يبادله الإستحواذ علي المرة ويحاول الوصول لمرمي أمير عبد الحميد.. وتشهد الدقيقة41 أخطر فرصة لسموحة من ضربة حرة سددها أحمد حمودي وأنقذها محمد أبو جبل ببراعة, بعدها يشن الزمالك هجمة منظمة عن طريق محمد إبراهيم إلا أن مدافعي سموحة ينقذون الموقف.. ويزداد ايقاع المباراة, ويحصل طارق حامد علي انذار للخشونة مع محمود خالد شيكا, ويستحوذ الفريق السكندري علي وسط الملعب, وتشهد الدقيقة27 يهدر الزمالك فرصة محققة للتسجيل بعدما تهيأت الكرة لعمر جابر داخل منطقة جزاء سموحة ويسدد الكرة لتمر بحوار القائم الأيمن لمرمي أمير عبد الحميد.. لينتهي الشوط الأول صفر صفر. ولا يتغير الحال كثيرآ في الشوط الثاني بإستثناء ارتفاع سرعة المباراة لحد كبير ومحاولة كل فريق هز مرمي الآخر ولكن المشكلة كانت في التنظيم السيئ للاعبين في وسط الملعب وعدم وجود تكتيكات يعتمدوا عليها في الاختراق فكانت السيطرة عبئا كبيرا عليهم وأظهرت ضعف حيلتهم في توقيتات كثيرة ومتعددة وفقرهم الفني والبدني. ويكفي أنه طوال الشوط الثاني لم تكن هناك فرص حقيقية علي المرميين وإنما أشباه فرص والإثارة الوحيدة تمثلت في طرد طارق حامد في كرة مشتركة مع أحمد علي كان يستحق مهاجم الزمالك الإنذار عليها ولكن جهاد جريشة صنع العكس وما هو غير متوق ليلعب بعشرة لاعبين لفترة وصلت إلي51 دقيقة وحاول الزمالك النشاط والضغط علي فترات متقطعة تلك التي كان ينشط فيها نجمه حازم إمام ويحاول الاختراق بسرعته الكبيرة المميزة في الجبهة اليمني.. ويدفع الجهاز الفني للزمالك بمصطفي فتحي بدلا من ياسر إبراهيم للإصابة, وتشهد الدقيقة52 إهدار حمادة طلبة لفرصة تسجيل هدف للزمالك من ضربة رأس من كرة عرضية من ضربة ركنية أنقذها أمير عبد الحميد. وبعدها بدقيقة يطرد حكم اللقاء جهاد جريشة طارق حامد لاعب وسط سموحة لحصوله علي البطاقة الصفرا الثانية.. ويشارك يوسف اوباما بدلا من محمود خالد لتنشيط الهجوم, وفي الدقيقة40 يطرد جهاد جريشة حمادة صدقي المدير الفني لسموحة للاعتراض, وينقذ أبو جبل مرماه من عرضية خطيرة من أحمد حمودي.. وفي الدقيقة44 يخترق مصطفي فتحي ويتفرد بأمير عبد الحميد ويسدد ينقذها الحارس لترتد لحازم إمام الذي يسددها في المرمي مسجلآ هدف التقدم للزمالك والبطولة ويحتسب الحكم أربع دقائق كوقت بدل ضائع يحاول فيهم سموحة التعادل لكنه يفشل ليطلق جهاد جريشة صافرته معلنا نهاية المباراة بفوز الزمالك واحتفاظه بكأس مصر للعام الثاني علي التوالي والمرة ال23 في تاريخه.