إذا كنت تعاني أعراض الاحتقان الطائفي, وما يصاحبه من تمييز ديني أو اضطهاد أو أي اختناقات من هذا النوع..وإذا تطورت حالة الاحتقان إلي آلام مزمنة في مفاصل الولاء والانتماء وإذا تكررت معك القشعريرة والرعشة وسخونة الرأس, وتوهان الرأي, وزغللة العين, وعدم القدرة علي الابصار.. إذا شعرت بأي من هذه الأعراض, اتصل بأقرب سفارة أمريكية لديك, سفاراتنا منتشرة في مائة وتسعة وثمانين بلدا في كل أنحاء العالم, بها أرقام ساخنة للاتصال الفوري, وبكل سفارة طاقم يعمل دون انقطاع علي مدار أربع وعشرين ساعة, عيادة مفتوحة لعلاج الحالات السريعة, وفريق متخصص يسمع شكواك ويسجل حالتك, ويرفعها إلي وزارة الخارجية الأمريكية, إلي وزارة خارجية السموات والأرض, ومقرها في واشنطن, افتح قلبك, قدم التحاليل التي معك, تحدث معنا براحتك, راحة الزبون واجب علينا نؤديه دون مقابل, إلا أن تتكلف المشوار أو ثمن المكالمة أو تكاليف البلاغ ترسله عبر الفاكس أو البريد العادي أو الاليكتروني... نحن لن نسكت, وفي نهاية كل عام, نذيع علي الدنيا كلها, ما حدث لكل من اعتداء علي حرياتك وحقوقك الدينية... هذه هي ترجمة ودلالة واحدة من الفقرات الصادرة في تقرير الحريات الدينية الذي أصدرته الخارجية الأمريكية... يقول التقرير بالنص: سفاراتنا منتشرة في مائة وتسع وثمانين دولة ترصد الانتهاكات وتتلقي الشكاوي والبلاغات. إلي آخر هذا الهبل والعبط الأمريكي الذي يثير الضحك والسخرية... وصل العبط بهؤلاء الأمريكان إلي أن يعلنوا علي الملأ أن سفاراتهم هي بؤر لصناعة الفتن الطائفية والدينية في كل بلاد العالم.. هذا التقرير الأهبل, حين تقرؤه بعناية, لا تصدق أنه مكتوب في أمريكا, بل مكتوب في شقة في شارع فيصل, أو في غرفة من تلك الغرف المكمكمة التي ترفع علي أبوابها لافتات منظمات حقوق الإنسان في بدرومات عمارات وسط البلد المتهالكة.. أمريكا أمة عظيمة, ولكنها في هذا التقرير تبدو لنا وللعالم مثل هبلة مسكوها طبلة.. تهتف وتنادي.. علاجك عندنا!