عقب كل صلاة ينادي علي صلاة الجنازة للمتوفين من الحجاج القادمين أو المقيمين, وتقف الحشود داخل المسجد الحرام وخارجه علي امتداد الشوارع المحيطة للدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.. ومن النادر أن تغيب صلاة الجنازة هذه الأيام نظرا للعدد الهائل والغالبية العظمي من كبار السن والمرضي من مختلف البلدان الإسلامية. وإذا كان المتوفي يرتدي ملابس الإحرام, فلا كفن له وإنما يترك علي إحرامه حيث يبعث إن شاء الله ملبيا بنفس حالته التي كان بها وهي منزلة عالية ينالها المسلم التقي الذي ترك بلاده وماله وأهله وأتي لأداء مناسك الحج. ويضاف إلي هذه المنزلة الرفيعة أن ترفع كل تلك الحشود الدعاء لهم بالجنة. وعلي مدي أسبوع كامل لم تغب صلاة الجنازة عن الصلوات الخمس في الحرمين الشريفين بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة سوي مرات نادرة نستطيع القول إنها جاءت في صلاتي المغرب بواقع مرة واحدة في المسجد النبوي والحرم المكي, وجرت العادة علي عدم نقل هذه الصلاة في البث الإذاعي أو الفضائي الذي يتابع تلك الصلوات.. كما نستطيع التأكيد علي أن أهل المتوفين يوافقون علي الفور لإتمام دفن المتوفي في الأراضي المقدسة لما في ذلك من شرف ومنزلة عالية عند المسلمين, ولكن السلطات السعودية تحرص علي سؤال الأهل والأقارب للاطمئنان علي سلامة الإجراءات.. وإذا سألت أيا من الحجاج سواء في المدينةالمنورة الذين جاءوا لزيارة قبر الرسول صلي الله عليه وسلم أو في مكةالمكرمة حول وصيتهم اذا حانت النهاية المحتومة فإن الإجابة السريعة تأتي وباعتبارها أمنية غالية لعل الله يتقبلها وتكون النهاية في هذه الأيام المباركة والأماكن المقدسة. أما الصلاة نفسها فهي تختلف في حالة الإعلان عن نوع المتوفين فإن كانوا جميعا من الرجال فالدعاء لهم بالمجموع أما إذا كان من بينهم نساء فالدعاء يبدأ بالرجال وحدهم ويعقبه بالمثل للنساء كل علي حدة, وفي حالة أن يكون جميع المتوفين من الأطفال فالصلاة تكون أسرع حيث لا يحتاج الطفل لدعاء كثير لأنه لا حساب له.. والثواب عظيم لمن يؤدي صلاة الجنازة ويزداد اذا رافق الجثمان حتي دفنه, ويحول الازدحام الهائل دون ذلك وانما يكتفي بأداء الصلاة وبعدها يجري الخروج بالجثامين بسرعة كبيرة الي مكان الدفن وفقا لما هو مطبق بالسعودية حيث تواري الثري بلا علامات تميز قبر عن آخر, ولا يمكن معرفة موقع قبر معين مهما تكن شخصية صاحبه. وفي رؤية مباشرة لواحدة من عمليات نقل المتوفين من أحد أبواب المسجد النبوي الشريف عقب صلاة الفجر فقد انطلق الرجال حاملين المتوفين بسرعة تبدو كبريق الضوء, سرعة تستدعي الانتباه, وعندما سألت أحدهم أجاب: ولم لا, فهؤلاء المتوفون سعداء وهم في شوق للقاء الخالق العظيم.