ما سبق ليس كلام معارض, وليس محاولة من طرف يحاول أن يوجه نقدا لما حدث من تطور علي ارض مصر خلال الفترة الأخيرة لكن ما سبق هو كلام وطني صادر عن حكمة عميقة وقدرة علي فهم الناس لا نزال كغيرنا من الدول والشعوب أمام صعاب وتحديات عديدة... ولا يزال أمامنا المزيد من العمل الشاق لنحقق آمالنا وتطلعاتنا.. لا يزال هناك من أبناء شعبنا من لم تصلهم بعد ثمار ومنافع الإصلاح والنمو والتنمية, لا يزال هناك من ينتظرون فرصة للعمل والرزق الكريم.. ومن ينتظرون أن تصل إليهم شبكات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي ومن يتطلعون إلي خدمات أكثر تطورا في التعليم والرعاية الصحية والمواصلات والإسكان والمرافق.. هناك من الفقراء والبسطاء من يعانون عناء الحياة ومن الفئات محدودة الدخل.. من يعانون ارتفاع الأسعار ونفقات المعيشة, هناك من يشعرون بالقلق علي مستقبل أسرهم ويحتضنون آمالا وطموحات لأنفسهم وللأبناء والأحفاد. ما سبق ليس كلام معارض, وليس محاولة من طرف يحاول أن يوجه نقدا لما حدث من تطور علي ارض مصر خلال الفترة الأخيرة لكن ما سبق هو كلام وطني صادر عن حكمة عميقة وقدرة علي فهم الناس وخطاب يعرف كيف يجمع الناس حوله ولا يصدهم عنه. ما فات من كلام لم ينكر أي تطور شهدته وتشهده مصر خلال الأعوام الأخيرة من تقدم اقتصادي ملموس في مناطق عدة, لكنه لم يتعامل مع البسطاء ومن لم يصلهم خير ذلك التطور من برج عاجي لم يوجه لهم إصبع الاتهام بأنهم ينكرون الجميل ولا يرون التطور, ولم يقل لهم ماذا أفعل لكم أكثر من ذلك.. ولم يتهمهم بأنهم هم السبب في المشكلات ولم يسألهم كم يصرفون الآن وكم كانوا يصرفون, ولم يتخذ شواهد مثل زيادة عدد التليفونات أو مستوي الصرف الشهري علي السلع لكي يكذبهم فيما يقولون ويكذب إدعاءاتهم بأنهم ما زالوا يعانون. الكلمات التي ذكرتها في مطلع هذا المقال عرفت كيف تتوجه الي الناس, استخدمت المفاتيح الصحيحة لدخول عقول وقلوب الناس, قالت لهم نعم أنجزنا ولكن ما زال الطريق أمامنا, نعم هناك من استفاد ولكن هناك من لم يحصد الثمار بعد, هناك من بدأ يشعر بالارتياح ولكن هناك من لا يزال يعاني, والهدف هو العمل من أجل تحقيق ذلك. هذه لغة خطاب سياسية تعرف كيف تخاطب الناس البسطاء, وكيف تكسب ثقتهم كي يمدوا أيديهم للمشاركة في انجاز تلك الأهداف. نسيت أن أذكر أن هذه الكلمات هي من خطاب الرئيس مبارك أمس إلي المصريين جميعا وليس إلي أعضاء الحزب الوطني فقط. [email protected]