بقاء مصطفي يونس مديرا فنيا لمنتخب الشباب كان الحدث الأبرز الذي ارتبط بعلاقة مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر والمنتخبات خلال الساعات الماضية في ظل تناقض التقارير وتضاربها يوما بعد آخر. الجميع التفت إلي خطورة الموقف في ظل ارتباط المنتخب بعد4 أشهر فقط بمنافسات كأس الأمم الإفريقية المؤهلة إلي كأس العالم دون20 عاما, ولم يكن هناك اهتمام كاف بداء تعاني منه الكرة المصرية خلال الأعوام الخمسة الماضية. فترة ولاية المجلس الحالي تدعي فوضي المنتخبات باستثناء المنتخب الأول ويعتبر مصطفي يونس اسم فجر قضية الفوضي في الجبلاية في عالم إدارة المنتخبات من الأوليمبي مرورا بالشباب ونهاية بالناشئين. هذه الظاهرة المثيرة يرفضها أي مخطط حقيقي لمستقبل الكرة في بلاده وتعبر عن تضارب مخيف في عالم اتخاذ القرار وتعد في الوقت نفسه أحد أهم أسباب فشل الكرة المصرية في إفراز أجيال جديدة عبر منتخبات الناشئين والشباب والأوليمبي إلي المنتخب الأول الذي يقوده حسن شحاتة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة. قضية مصطفي يونس في منصبه تفتح ملفا خطيرا يتمثل في فشل سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة ورفاقه في الجبلاية ممن يديرون الاتحاد منذ يونيو2005 وإلي الآن في توفير استقرار حقيقي للأجهزة الفنية للمنتخبات مادون المنتخب الأول. والمتابع لقضية مصطفي يونس وما قبلها من حلقات يجد أن يونس ليس سوي اسم من بين أسماء عديدة تعاقبت علي تدريب المنتخبات الصغيرة وكان أحد عناصر مذابح المدربين وكذلك مدرب آخر من كم كبير لمدربين أتي بهم سمير زاهر ورفاقه لقيادة المنتخبات في5 أعوام بما يعني أن هناك رقما قياسيا لمجلس إدارة اتحاد الكرة في تشكيل الأجهزة الفنية فلدينا11 مديرا فنيا ومثلهم في منصب المدرب العام ظهروا في8 منتخبات فقط ظهرت علي النور خلال الأعوام الخمسة الماضية ما بين أوليمبي وشباب وناشئين وهو رقم قابل للزيادة خلال ساعات. نموذج صارخ يوجد أمامنا هو المنتخب الأوليمبي السابق لمواليد عام1985 وما بعدها الذي خاض التصفيات الإفريقية المؤهلة إلي نهائيات دورة الألعاب الأوليمبية في بكين صيف2008 وخاض أيضا نهائيات دورة الألعاب الإفريقية في الجزائر عام.2007 هذا المنتخب كان يراهن عليه مجلس سمير زاهر في العودة مرة أخري إلي الدورات الأوليمبية وكان يخضع لإشراف من جانب زاهر عند تأسيسه بالإضافة إلي انتقال الإشراف لفترة إلي مجدي عبدالغني عضو مجلس الإدارة. بل إن منصب مدير المنتخب جري منحه لصلاح حسني قبل أن يصبح المدير التنفيذي للاتحاد وكانت هناك محاولات عام2006 للجمع بين عضوية مجلس إدارة نادي هليوبوليس ومنصب مدير المنتخب الأوليمبي بالنسبة إلي صلاح حسني. وحصاد هذا المنتخب كان التغيير في الأجهزة الفنية والفشل في تحقيق انجازات في الوقت نفسه. وتعاقد علي منصب المدير الفني للمنتخب الأوليمبي اسمان الأول كان البرتغالي نيلو فينجادا الذي تقاضي شهريا أكثر من20 ألف يورو وفشل في قيادة المنتخب خلال التصفيات الأوليمبية وودع المنافسات بعد الخسارة من منتخب كوت ديفوار بمجموع لقاءي الذهاب والإياب وجاء الخروج من الدور التمهيدي الثاني ودون الوصول إلي التصفية الأخيرة. اقناع نيلو فينجادا بالبقاء بعد نهاية تعاقده بالخروج من التصفيات القارية, من خلال الانتقال إلي قيادة منتخب الشباب مواليد عام1989 الذي كان يستعد لخوض منافسات كأس العالم دون20 عاما في القاهرة لكن فينجادا رفض العرض وتمسك بالعودة إلي بلاده وكان يري أنه لم يحصل علي حقه كاملا في إعداد المنتخب بينما كان يري آخرين أنه لم يحقق المطلوب منه. وبعد مرور عامين علي نهاية حقبة المنتخب الأوليمبي لمواليد عام1985 جري تشكيل منتخب أوليمبي جديد قبل6 أشهر ينتظر أن يخوض التصفيات الإفريقية المؤهلة إلي دورة الألعاب الأوليمبية المقبلة في لندن والمقرر أن تنطلق في مارس المقبل دخول المنتخب أجواء التصفيات عبر الدور الثاني. ويتولي تدريبه الآن هاني رمزي كمدير فني ومعه معتمد جمال وطارق السعيد وهو ثالث جهاز فني للمنتخبات الأوليمبية في عهد رئاسة سمير زاهر لاتحاد الكرة منذ عام2005 وحتي الآن. أول مدير فني ظهر لمنتخبات الشباب وفي نفس الوقت هو الاسم الوحيد الذي بدأ وأنهي عمله دون تغييرات كان إسماعيل يوسف الذي اختاره مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر أواخر عام2005 بتولي منصب المدير الفني لمنتخب الشباب مواليد عام1987 الذي كان مقررا له خوض منافسات كأس الأمم الإفريقية للشباب عام2007 والمؤهلة في نفس الوقت إلي كأس العالم دون20 عاما في نفس العام. وقضي إسماعيل يوسف في منصبه أكثر من18 شهرا وتجاوز التصفيات بنجاح لكنه ودع منافسات الدور الأول للبطولة القارية ورحل بعدها مستقيلا وحل المنتخب. فيما شهد ثاني منتخبات الشباب وهو منتخب مواليد عام1989, الذي جري تشكيله عام2006 العديد من التغييرات في الأجهزة الفنية سواء لفشل اتحاد الكرة في احتواء خلافات داخلية بين العاملين بالجهاز أو التردد من حين إلي آخر حول تشكيلة الجهاز نفسه. بداية هذا المنتخب كانت مع تعيين ربيع ياسين مديرا فنيا له ثم اعادته لمنصب المدرب العام والاعلان علي البحث عن مدرب أحنبي بعد حصول مصر علي تنظيم كأس العالم دون20 عاما في سبتمبر2009 والتي خاضها الجيل المشار إليه. وفي مايو2008 جري اختيار ثاني مدير فني لهذا المنتخب, ووقع الاختيار علي التشيكي ميروسلاف سكوب لتولي المنصب مع بقاء ربيع ياسين في منصب المدرب العام. ولم تمر سوي3 أشهر علي تنصيب سكوب حتي جري تعديل آخر وكان من نصيب منصب المدرب العام الذي كان ابعاد ربيع ياسين واستقدام هاني رمزي الذي كان يشغل منصب المدرب العام في الفريق الأول لكرة القدم بنادي إنبي لخلافة ربيع ياسين, وكان السبب هو نشوب خلافات بين ربيع ياسين وميروسلاف سكوب فشل اتحاد الكرة في السيطرة عليها, ليستهلك هذا المنتخب دويتو في منصب المدير الفني ودويتو آخر في منصب المدرب العام وجاء حصاده الأخير هو الخروج من الدور الأول لكأس الأمم الإفريقية في راوندا والخروج من دور الستة عشر لبطولة كأس العالم للشباب دون20 عاما في القاهرة بعد عروض متواضعة, وتم إنهاء التعاقد بعدها مع ميروسلاف سكوب وتصعيد هاني رمزي للعمل كمدير فني للمنتخب الأوليمبي. ثالث منتخبات الشباب هو ما يعاني الآن من سياسات اتحاد الكرة المتضاربة وهو منتخب مواليد1991 وبطل آخر الفصول الدرامية لن لاتحاد الكرة صاحب أشهر حالات عدم استقرار في إدارة الأجهزة الفنية للمنتخبات. وجري تشكيل منتخب الشباب مواليد عام1991 في عام2008, ووقتها اختير ضياء السيد مديرا فنيا له قضي عدة أشهر ينقب عن اللاعبين وينتظم في معسكرات خارجية حتي جاء الخلاف الشهير بينه وبين مسئولي اتحاد الكرة صيف عام2009 عندما تلقي عرضا للعمل كمدرب عام في الفريق الأول لكرة القدم بنادي إنبي إلي جانب عمله كمدير فني للمنتخب, وطلب السيد السماح له بالعمل كإعارة بداعي عدم وجود ارتباطات رسمية لمنتخب الشباب طوال الموسم الكروي2010/2009, ورفض طلبه وتقدم باستقالته من منصبه, وتحمل مسئولية الرحيل الأول من سمح بالتعاقد مع ضياء السيد وتوقيع عقد معه دن الحذر من ظاهرة عدم وجود إغراءات حقيقية لهم بالاضافة إلي تفشي وقتها ظاهرة اعتذارات المدربين بعد توقيع العقود عن العمل في المنتخبات الصغيرة. وبعد رحيل ضياء السيد في صيف عام2009 تم إجراء تعديلات في الجهاز الفني فمنح منصب المدير الفني إلي مصطفي يونس واختير هشام يكن في منصب المدرب العام. وترك هشام يكن منصبه بعد أقل من عام بسبب الخلافات مع مصطفي يونس وعجز مسئولي اتحاد الكرة عن احتوائها خاصة أن أحد أهم أسباب الخلاف شعور هشام يكن بأنه قادر علي لعب دور الرجل الأول في الجهاز الفني. وبقي مصطفي يونس حتي نهاية التصفيات ونجح في مهمة الصعود بالمنتخب إلي نهائيات كأس أمم إفريقيا للشباب المقرر إقامتها في العام المقبل بليبيا. والمثير أن التعاقد مع مصطفي يونس تم بعد عمله في الإعلام ووقتها لم يجر طرح الأمر عليه خلال المفاوضات والحصاد هنا كبيرا, شهدت منتخبات الشباب التي ظهرت في عهد سمير زاهر5 مديرين فنيين و4 تغييرات في منصب المدرب العام. وبالنسبة لمنتخبات الناشئين فشهدت ولاية سمير زاهر علي مدار الأعوام الخمسة الأخيرة ظهور منتخبين خاضا التصفيات, احدهما فشل سريعا والثاني لايزال في بداية المشوار. والأول كان منتخب الناشئين مواليد1990,1989 الذي قاده علاء نبيل اعتبارا من عام2005 ولأشهر معدودة وانتهي مشواره بالخروج السريع من التصفيات والثاني هو منتخب مواليد1994 الذي يقوده محمد عمر ونجح في حجز تأشيرة الصعود إلي كأس الأمم الإفريقية تحت17 عاما. ويوجد منتخب ثالث يجري تجهيزة لخلافة منتخب مصطفي يونس بعد عام وهو منتخب مواليد1993 والذي جري اسناد منصبه إلي ربيع ياسين كمدير فني عام2008 بعد خلافه الشهير مع ميروسلاف سكوب ورحيله عن منصب المدرب العام لمنتخب الشباب وقتها. وتجدر الاشارة هنا إلي رحيل عدد من المدربين المساعدين عن منتخباتهم بسبب إغراءات خارجية أو للبقاء في عالم الإعلام مثل عمرو أنور الذي ترك منصب المدرب المساعد لمنتخب الشباب مواليد عام1991 في صيف العام الماضي وانتقل للعمل ضمن الجهاز الفني المساعد لأنور سلامة بعد تولي لأخير تدريب فريق الاتحاد الليبي,وهناك وليد صلاح الدين المدرب المساعد لمنتخب الناشئين الحالي وأحد من أعلنوا رفض قرار اتحاد الكرة بربط استمرارهم في مناصبهم بعدم العمل الاعلامي واختار الإعلام وترك الاتحاد ولحق به المدير الإداري لنفس المنتخب وهو هيثم فاروق.