أكدت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيس المجلس القومي للمرأة وعضو المجلس الأعلي لمنظمة المرأة العربية, أهمية وجود المرأة كعنصر أساسي وشريك في التنمية وهو ما ترمي إلي تحقيقه أنشطة وبرامج منظمة المرأة العربية. وهنأت, في لقاء صحفي لها أمس بالعاصمة التونسية في إطار مشاركتها بأعمال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية, المنظمة علي الجهد الذي بذلته وحتي الآن للنهوض بالمرأة العربية, مشيرة إلي أنه منذ الإعلان عن إنشاء منظمة المرأة العربية في القاهرة عام2000 وعلي مدي عشرة أعوام حققت الكثير من الإنجازات في صالح النهوض بالمرأة العربية. وأضافت أن المؤتمر الثالث المنعقد حاليا في تونس تحت شعار' المرأة العربية شريك أساسي في التنمية المستدامة' يأتي في توقيت له دلالات هامة, حيث توجد الكثير من التحديات علي المستوي الإقليمي والعربي تفرض علينا ضرورة وجود المرأة كعنصر فاعل في التنمية للتغلب علي هذه التحديات. وأشارت إلي أن كلمات السيدات العربيات وجميع الكلمات التي ألقيت في المؤتمر تناولت هذه التحديات وألقت الضوء عليها لأنها تحديات لا تواجه المرأة فقط ولكنها تواجه المجتمعات ككل مثل الفقر, وتدني مستوي المعيشة, ومشاكل المأوي, وندرة المياه مما يبرز أهمية المرأة في المجتمع وأهميتها في التنمية. كما هنأت السيدة سوزان مبارك المرأة التونسية علي جميع المكاسب التي أحرزتها, والحقوق التي اكتسبتها والمساندة التي تلقاها من القيادة السياسية التونسية, مشيرة إلي أن المرأة التونسية تعتبر نموذجا رائدا يجب أن تحتذي به المرأة في جميع الدول العربية وأنه علي المرأة التونسية أن تنتهز هذا الزخم والذي ساهم في أن تحقق ما تصبو إليه وأن تحافظ علي مكاسبها ولا تفرط فيها مهما كانت التحديات. وأكدت السيدة سوزان مبارك أن التعليم والثقافة لهما دور فاعل وهام في ترسيخ أهمية دور المرأة في المجتمع, حيث لا يمكن أن تتقدم المجتمعات بدون مشاركة المرأة. وأوضحت أن واقع الأمر يشير إلي وجود تشريعات في معظم الدول العربية تكفل للمرأة جميع الحقوق وأن هناك اجماعا من معظم الدول علي هذا, ورغم كل الجهود فمازال هناك فجوة علي أرض الواقع بين التشريع والقانون والإنسان, مؤكدة أهمية التعليم والثقافة في هذا الصدد في الرقي بالمرأة وفي إقناع المجتمع بدورها. وأشارت إلي أن دخول المرأة المصرية للبرلمان بالنسبة التي تليق ودورها في المجتمع يعد مثالا حيا علي ذلك, فبالرغم من وجود التشريعات التي تكفل لها هذا الحق وقناعة المجتمع به نجد أن تمثيلها النيابي دون المستوي, مما جعلنا نلجأ إلي تخصيص نسبة لها في الكوتة تمثل64 مقعدا إضافيا تحت قبة البرلمان, منوهة إلي أن الكوتة هي فترة زمنية محددة واستثناء إلي أن تترسخ في المجتمع الأفكار التي تؤيد وتساهم في خلق جيل جديد من الشباب والشابات يؤمن بأهمية دور المرأة السياسي وفي المشاركة في سن ومناقشة القوانين المتعلقة بها. وأشادت بالدور الذي تقوم به المرأة العربية في مختلف المجالات, حيث اثبتت وجودها في الحياة وتعمل منظمة المرأة العربية علي مساندة قضاياها والوقوف إلي جانبها لمواجهة التحديات. ولفتت سيادتها إلي أن انعقاد المؤتمر الثالث للمنظمة المنعقد حاليا في تونس يأتي في اطار المؤتمرات الدورية التي تجتمع تحت مظلتها السيدات العربيات الاول لتبادل الاراء والخبرات بشأن النهوض بالمرأة في مجتمعاتها خاصة وأن لدي المرأة العربية مشكلات كبيرة وتحديات. وقالت السيدة سوزان مبارك إن منظمة المرأة العربية حققت الكثير من الإنجازات علي مدي السنوات العشر الماضية وأصبح لديها القدرة علي الحديث عن التحديات ومناقشاتها ووضع الآليات والأطر المناسبة لمواجهتها. وحول أولويات المرحلة المقبلة, أضافت سيادتها أنه مازال أمامنا خطوات واسعة خاصة في مجال التعليم ونحن في حاجة إلي أن يخرج المؤتمر بتصور يحدد أين نحن من التعليم الابتدائي ومن تعليم الفتيات ومن المواطنة. وأضافت سيادتها أنه مازال هناك في بعض المجتمعات من يعيد المرأة والفتاة خطوة للوراء ولا يؤمن بدورها ولهذا يجب أن تمنح المرأة الفرصة في التعليم وأن تهتم المناهج بالتركيز علي أهمية دورها في المجتمع وبتوعية الفتيان والشباب بأهمية هذا الدور وأن يكون من يضع هذه المناهج علي قدر كبير من الثقافة المؤمنة بحق المرأة في التنمية وبهذا تكتمل المنظومة التي تؤمن برسالة المرأة في المجتمع. وأكدت السيدة سوزان مبارك أهمية دور الشباب والعمل معهم ومن أجلهم ومنحهم فرصة الاستماع إليهم, مشيرة إلي أنه لدي الشباب أفكار وحماس وقدرة علي العطاء وكلها مقومات يجب استثمارها. وأشادت بالجهود التي قدمتها تونس خلال رئاستها لمنظمة المرأة العربية علي مدي عامين, حيث أقامت سلسلة من الندوات والاجتماعات ولديها برامج مختلفة ستطرح للنقاش خلال أعمال المؤتمر. وقالت إننا سننظر فيما تم حتي الآن ونبني عليه ونضع استراتيجية للعمل في المرحلة المقبلة ونبلور رؤية عربية مستقبلية موحدة حول المستوي المطلوب لمشاركة المرأة العربية في مسار التنمية الشاملة وترسيخ مبدأ الشراكة في المجتمع من خلال إدراج أهمية دور المرأة ومكانتها. ووصفت السيدة سوزان مبارك المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية بأنه مؤتمر ناجح, موجهة الشكر للمرأة العربية علي تجاوبها مع المنظمة. كما أشادت برئاسة السيدة ليلي بن علي للمنظمة علي مدي العامين الماضيين ومتابعتها لكافة أعمالها وانشطتها ودراساتها لما سيساهم في دفع مسيرة المنظمة للامام وفي انتقال الرؤية تجاه المرأة العربية من مجرد قناعة بهذا الدور إلي مساهمة ومساندة للمرأة. وحرص الاعلام التونسي علي التحاور مع السيدة سوزان مبارك حول الانتخابات البرلمانية المقبلة والتي سوف يتم فيها لاول مرة تطبيق نظام الكوتة. وأكدت السيدة سوزان مبارك اننا كنا نفضل أن تقود المرأة المصرية الحياة السياسية بدون كوتة وانتظرنا كثيرا لكي يتحقق هذا الامل ولكن الواقع أكد أن ذلك لن يتم بدون أن نلجأ لهذا النظام بشكل استثنائي ولفترة محددة وفي الانتخابات المقبلة التي ستجري في شهر نوفمبر المقبل سندخل المعركة الانتخابية ولدينا أمل كبير في أن تحصل المرأة المصرية علي هذا الحق. وحملت المرأة المصرية مسئولية النجاح في هذا الصدد وأن تساند المرأة المرشحة مهما كان انتماؤها الحزبي, حيث إن الاوان قد حان لكي تقوم المرأة بواجباتها ونحن نقوم بدورنا وعليها هي ايضا أن تشارك في المسئولية الملقاة علي عاتقها. وكانت السيدة سوزان مبارك قد شهدت الجلسة العلمية الأولي للمؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية والتي خصصت لمناقشة موضوع' المرأة والبعد التربوي والثقافي للتنمية المستدامة'. وطرح الدكتور أمين الزاوي' من الجزائر', خلال الجلسة, ورقة عمل رئيسية حول أهمية تنمية المرأة من خلال الثقافة والتعليم, مؤكدا أنه لا وجود لتنمية مستدامة بدون تنمية المرأة وفي غياب استراتيجية دقيقة لبرامج التربية والتعليم والثقافة, لافتا إلي أن ذلك يتحقق من خلال التعليم ومحو الأمية والإعلام. وأشار إلي أن التعليم طريق المواطنة والتنمية وأصبح واقعا كميا وفعليا, حيث إنه علي الرغم مما يعرفه عالم المرأة العربية من انقلابات متواترة لا تزال المنظومة التربوية العامة والمهنية تحتوي علي الكثير من التمييز بين الجنسين, لافتا إلي أن مواجهة الأمية التي تعاني منها المرأة العربية هي المعركة الأولي للتنمية البشرية المستدامة ولا دخل للمرأة في مسيرتها. وقال الزاوي إن الأمية بكل مراتبها ودرجاتها هي العدو الرئيسي لكل مشروع تنمية شاملة وأنها استفحلت في المجتمع العربي نتيجة للخوف والتطرف الديني والإرهاب, مما أدي إلي زيادة عدد الأميات والأميين في المرحلة الأخيرة عما كان عليه الوضع من قبل. وأكد أهمية الثقافة ودورها في تقدم المرأة بشكل كبير ومدي المسئولية التي تقع علي كاهل المثقفين بالإضافة إلي الخطاب التكنولوجي الحديث والديني المتنور القادر علي الإسهام بطريقة أو أخري في تغيير واقع المرأة. وتحدث كل من الدكتور محسن السالمي' سلطنة عمان' والدكتور علي الحوات' ليبيا' حيث طرحا ورقتين نقاشيتين تحدثا خلالها حول المساواة بين الجنسين في التعليم والثقافة لأن التمييز يضع المرأة فريسة للكثير من الاستغلال السييء. وأكدا أهمية وجود رؤية شاملة علي مستوي المؤسسات العربية لتحقيق التوافق الثقافي في المجتمع باعتباره ركنا اساسيا من اركان التنمية. وواصل المؤتمر مناقشاته لموضوع مشاركة المرأة كشريك اساسي في التنمية المستدامة وعقد ثلاث جلسات علمية تناولت المرأة والبعد الاقتصادي والبيئي والصحي للتنمية المستدامة. وأكدت جلسة المرأة والبعد الاقتصادي للتنمية المستدامة أن تأنيث الفقر واقع قائم في المنطقة العربية ويتعاظم خطر الفقر علي النساء المعيلات وخاصة بين السكان المهاجرين والاقليات العرقية.