مع بدء العد التنازلي لأشرس انتخابات تجديد نصفي للكونجرس في تاريخ أمريكا الثلاثاء المقبل, اظهر استطلاع حديث للرأي ميل الرجال الأمريكيين للتصويت لصالح الجمهوريين مما دفع الديمقراطيين للتعلق بقشة القضايا الاجتماعية لتشجيع النساء المستقلات صاحبات الميول اليسارية علي التصويت لصالحهم بالتشديد علي قضايا الاجهاض والتعليم بينما فقد الحزب الديمقراطي التأييد من جانب الجماعات التي أيدته بقوة خلال عامي2006 و2008. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أمس ان الاقتصاد هو مفتاح نجاح الحملات الانتخابية للتجديد النصفي ومن ثم الفوز في تلك الانتخابات, وشككت في مدي جدوي اتجاه الديمقراطيين للقضايا الاجتماعية, وأضافت الصحيفة انه من الصعب تبديل الموضوع الذي يمثل أكبر قلق بالنسبة للناخبين الأمريكيين رجالا ونساء خاصة مع استمرار الركود وارتفاع معدلات البطالة بالبلاد. وذكرت الصحيفة أن الديمقراطيين يحاولون الحديث عن أي شئ آخر بعيدا عن معدل البطالة الذي اصبح يمثل9.6% إلي جانب التريليونات من الديون التي غرقت فيها الدولة. الفجوة بين الجنسين هي أحد الجوانب الغريبة التي اصبحت تشكل أحد ملامح انتخابات التجديد النصفي للكونجرس, حيث كشفت استطلاعات الرأي عن ان الرجال اصبحوا أقل ثقة في الحكومة الأمريكية بينما يري النساء الديمقراطيات أكثر اهتماما بقضاياهن. فالنهج الديمقراطي لدعم المرأة الأمريكية كان واضحا في ولاية كنتاكي, حيث قال المرشح الديمقراطي جاك كونواي ان الجمهوري بول راند سوف يلغي التمويل الاتحادي لبحوث سرطان الثدي, كما انه ضد المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة, وشدد علي انه يشجع التمويل المحلي لأبحاث سرطان الثدي. الديمقراطيون توجهوا ببرنامجهم الانتخابي إلي1.4 مليون امرأة من خلال الاعلانات التليفزيونية والمكالمات الهاتفية والبريد الالكتروني, حيث اكدت الديمقراطية باربرا بوكسر ان معارضة الجمهوري كارلي فيورينا للاجهاض من شأنه ان يحول النساء الراغبات في الاجهاض إلي مجرمات. الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن من جانبه عن مبادرات جديدة تهدف لمساعدة ضحايا العنف المنزلي, كما نظمت ميشيل أوباما مأدبة غداء لدعم المرأة ودعم حملة السناتور الديمقراطي بأن موراي في ولاية واشنطن. وول ستريت جورنال أكدت ان نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس يمكن أن تغير الإدارة السياسية للبلاد لسنوات قادمة, بينما قالت مجلة امريكان سبكتاتور ان الجمهوريين يخوضون هذه الانتخابات وأعينهم علي انتخابات2012 الرئاسية. من جانبه ذكر موقع مناهضة الحرب, الأمريكي انه من الملاحظ في تلك الانتخابات عدم تعرض أي من مرشحي الحزبين للسياسة الخارجية بينما تخوض الولاياتالمتحدة حربين في العراق وأفغانستان, كما ان هناك حربا ثالثة غير معترف بها في باكستان. وقال الموقع إنه من الواضح عدم وجود فرق بين الحزبين عندما يتعلق الأمر بتوسيع الإمبراطورية الأمريكية, موضحا ان إدارة الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون علي سبيل المثال مهدت لمستنقع غزو العراق, كما صعدت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحرب علي الجبهة الأفغانية والتي فقدت شعبيتها بين الناخبين الأمريكيين.