صحيح ان مصر ليست عضوا دائما في مجلس الامن, وبالتالي لاتملك حق الفيتو الذي يعطل صدور القرارات ولكن الاحداث كل الاحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تشير بوضوح إلي مثل هذه الصلاحية, حيث تواجه مشروعات الهيمنة وبسط النفوذ معضلة كبري بسبب الرفض المصري القاطع لها مما يؤدي بها إلي الانحسار والفشل. لا فرق بين دولة كبري واخري تسعي لمثل هذه الصفة علي حساب الشعوب المجاورة لها. ونظرة سريعة علي مجريات التطورات الخطيرة التي عاشتها المنطقة منذ سنوات قليلة تؤكد أن الفيتو المصري كان العامل الاول والسبب الاساسي في اسقاط مخططات بوش لاعادة رسم الخرائط, واقامة الشرق الاوسط الكبير والجديد, وايضا كان للرفض المصري القاطع لسياسات الغزو, واستخدام القوة العسكرية خارج نطاق الشرعية الدولية, الأثر المباشر في اجهاض ضرب دول محور الشر التي حددها بوش ليستكمل بها خطوته في العراق. انها الحقائق المجردة التي يسجلها التاريخ وبدون ان تحاول مصر استغلالها سياسيا واعلاميا, وذلك ادراكا منها بان هذا هو دورها وقدرها ورسالتها بعيدا عن اي اعتبارات اخري.. والفيتو المصري الذي تصدي لبوش وضغوطه لايمكن ان يكون اقل صلابة تجاه اي اطماع اقليمية تحاول التسلل تحت شعارات مضللة وتستخدم القضايا العربية المصيرية وسيلة للمساومة مع الدول الكبري علي خلفية قضايا وملفات لا صلة لها بالواقع العربي والمصالح العليا للأمة. نفس الوضوح والصلابة والثقة بأن أموال الدنيا وكنوزها لاتستطيع تغيير الثوابت المصرية التي يحدثنا التاريخ بأنها كانت دوما حائط الصد أمام الهجمات الاستعمارية بكل اشكالها واقنعتها.. ولذا.. لزم التنويه. muradezzelarab@hotmailcom