أكد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أن مصر بها جميع المقومات لكي تصبح قوي تنافسية من خلال الموارد البشرية والاستثمار فيها هو التحدي الحقيقي, وأن المشروع القومي لمصر هو بناء الإنسان من مصر في التعليم والثقافة والسلوكيات. وقال نظيف: إنني حزين لما وصلت إليه الثقافة في مصر, فالقاهرة وحدها يستخرج منها25 ألف طن من القمامة يوميا, وطالب الشباب بالتفكير في مشروع قومي الحكومة ستساعده ونرفع علم النظافة شعارا للبلاد. جاء ذلك الحوار المفتوح الذي أجراه مع شباب مصر المشارك في المؤتمر القومي الرابع للشباب بالأقصر, وأوضح أن الاقتصاد المصري تأثر بشكل ضعيف من الأزمة المالية حيث تأثرت صادراتنا والتحويلات العربية والاستثمارات الأجنبية أصبحت قليلة, ونحن أفضل بكثير من دول العالم الكبري, وأن هناك دولا أوربية قاربت علي الإفلاس, وأن السبب الحقيقي في تأثير الأزمة العالمية بشكل بسيط هو القوة الذاتية التي امتد فيها إلي السوق المحلية, وأن مصر لديها الآن اقتصاد صلب, ولدينا احتياطي من النقد الأجنبي يصل إلي35 مليار دولار. وأشار إلي أن مشروعاتنا القومية لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية, وساعد علي ذلك الوضع المستقر الداخلي وموقعنا الجغرافي, وطالب بتغير ثقافاتنا نحو العمل الحر الذي أصبح لدينا نماذج مشرفة من الشباب يستطيعون أن يصدروا إنتاجهم للخارج, ولا توجد دولة بالعالم بدون فساد ونحن نحارب هذا الفساد بكل قوتنا, وإننا نبحث عن روح الفريق حيث التف المصريين حول نجاح الفريق القومي لكرة القدم, وأن هذه الروح لابد من استثمارها إنتاجيا. شارك الشباب بمجموعة من الأسئلة, منها إسلام عبدالحليم بجامعة المنصورة, حول كون سيناء المشروع القومي مؤكدا أننا نوجه كل مواردنا حول الاستثمار في سيناء, لكن العائق الوحيد أمامنا هو عملية ترشيد المياه واستخدامها, واستنكر الري بالغمر مما يحرم مناطق كثيرة من الاستصلاح, موضحا أن مشروع تعمير سيناء يبدأ من شرق بورسعيد باستصلاح140 ألف فدان, بالإضافة إلي المساحات الموجودة داخل سيناء, ودعا نظيف شعب مصر إلي الوقوف مع هذا المشروع حتي لو اشتري كل واحد منهم سهما بأولوية لأبناء سيناء لتحسين أحوالهم, وحتي لا يشعروا بالغربة عن مصر, وأن مصر أصبحت من أهم عشر دول في صناعة التكنولوجيا والاتصالات, وأن طموحاتنا في هذا المجال كبيرة جدا ومبنية علي أسس حقيقية, وحول سؤال عن إغلاق مصانع الدخان وإذا كانت ستؤثر علي صحة المصريين قال نظيف: والله معاك حق, وأن الدولة تسعي لتحصيل كمية كبيرة من الضرائب بهدف الإنفاق علي مشروعات القطاع الصحي. وانتقد الدكتور نظيف نظام الدعم علي وضعه الحالي قائلا: إن مصر تنفق95 مليار جنيه علي دعم الطاقة و3 مليارات علي التموين, و10 مليارات علي رغيف الخبز, وقال: إن وصول الدعم لمستحقيه أن يتم من خلال الدعم النقدي مع وجود آليات تسمح بدفع هذا الدعم ليصل إلي مستحقيه, وهناك نظام جديد سيتم تطبيقه منتصف هذا العام وهو البطاقة الذكية التي من الممكن من خلالها أن يتم توزيع الدعم النقدي, وعلق الدكتور نظيف علي سؤال حول النظام العلاجي علي نفقة الدولة قائلا: أنا من وجهة نظري أن يطلق عليه عدم نظام العلاج علي نفقة الدولة الذي أضاع حق الفقراء, لأن هذا نظام يحتاج الي اعادة نظر في ظل أن الميزانية المخصصة له1.5 مليار جنيه وأن هناك نظاما بديلا جار وضعه الآن يضمن العلاج لكل المصريين ويعتمد علي التكافل الاجتماعي, وهو نظام التأمين الصحي الجديد الذي تتم حاليا مناقشة قانونه. وأشار نظيف إلي أن العمالة في الحكومة انخفضت عن العام الماضي بمقدار30 ألف موظف, ولابد أن يعتمد البحث العلمي علي الجدوي الاقتصادية لكي يمكن الاستفادة منه وتنفيذه علي أرض الواقع, وأن رئيس الجمهورية أصدر قرارا بإنشاء المجلس الأعلي للعلوم والبحوث برئاسة رئيس مجلس الوزراء, إلي جانب إنشاء صندوق لتدعيم البحث العلمي الذي تحتاجه السوق. وأكد أهمية تطوير التعليم وارتباط مخرجاته بسوق العمل, وعلق الدكتور نظيف علي قضية النقاب قائلا: إنه أخذ أكثر من حجمه, وإن فيه إلغاء لشخص المرأة, وهو حرية شخصية مع عدم الاعتداء علي حرية الآخرين وعلي الجامعات أن تحترم حكم القضاء, وفي لافتة طريفة قال رئيس مجلس الوزراء: النقاب يظلم الطلبة الأولاد لأنهم لن يستطيعوا الغش بالبلوتوث.