في واحدة من أسوأ المباريات الإفريقية فنيا وتحكيميا ودع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي دوري أبطال إفريقيا بالهزيمة صفر/1 أمام الترجي التونسي في إياب الدور قبل النهائي في اللقاء الذي استضافه ستاد رادس بالعاصمة التونسية. خلت المباراة تماما من كل فنون اللعبة وقدم الفريقان عرضا ضعيفا وفرط الأهلي كثيرا في فرصة تعويض الهدف الوحيد الذي سجله اينرامو بيده وتفرغ اللاعبون للاعتراض علي الحكم الغاني جوزيف لامبتي الذي كان اقل كثيرا من مستوي المباراة وشهدت معظم قراراته اعتراضات واسعة وغير لائقة في بعض الاحيان من لاعبي الاهلي الذين فقدوا السيطرة علي انفعالاتهم فنال محمد بركات البطاقة الحمراء في الدقيقة25 من الشوط الأول للاعتداء علي احد لاعبي الترجي بدون كرة. البداية جاءت عكس التوقعات تماما بهدف سجله النيجيري اينرامو بكامل يده اليمني التي تلقي بها الكرة العرضية من الركلة الركنية التي احتسبها الحكم في الدقيقة الاولي من ضربة البداية وكانت سببا في انفلات اعصاب لاعبي الاهلي لأن الكرة واضحة وضوح الشمس من ان اينرامو سجل الهدف بيده وتوترت اجواء اللقاء تماما وافتقد الاهلي السيطرة بالرغم من انه كان في مقدوره إدراك التعادل بعد الهدف مباشرة من الركلة الركنية التي لعبها احمد فتحي وارتدت بغرابة شديدة من قدم حارس الترجي للقائم الايسر لمرماه ويتحول مرة اخري وسط حالة من الارتباك الشديد لابو تريكة الذي لعبها فوق العارضة. واسمرت حالة الارتباك والعشوائية في اداء الاهلي وايضا الترجي الذي بدا غير مصدق تقدمه بهدف في الدقيقة الاولي, وتفرغ لاعبو الاهلي للاعتراض علي الحكم الغاني ودفع الاهلي الثمن غاليا بطرد محمد بركات للاعتداء علي لاعب الترجي بدون كرة وزاد اداء الاهلي ارتباكا واهتزازا وتعددت فرص الترجي للتسجيل ابرزها كرة عرضية من الدراجي وتتخطي الدفاع وشريف اكرامي لتصطدم بقدم احمد فتحي المدافع وكادت تسكن الشباك, ولولا براعة فتحي في السيطرة علي الكرة وتشتيتها لكانت هدفا محققا. بدأ الاهلي الشوط الاول بتشكيل غلب عليه الطابع الدفاعي فلعب بالرباعي احمد السيد ووائل جمعة وشريف عبد الفضيل وسيد معوض امام شريف اكرامي حارس المرمي وفي الوسط لعب بالثلاثي احمد فتحي وحسام عاشور وحسام غالي ومعهم محمد بركات تحت محمد أبو تريكة ومحمد ناجي جدو. وبطبيعة الحال لعب الهدف المبكر جدا الذي سجله اينرامو دورا في الارتباك وافتقاد نجوم الاهلي للتركيز في تنفيذ المهام المكلفين نبها فتحرر اينرامو كثيرا من الرقابة المزدوجة لوائل جمعة واحمد السيد عليه وكذلك اسامة الدراجي والثنائي وصل في اكثر من مناسبة لمرمي شريف اكرامي الذي تنفس الصعداء بعد خروج قذيفة اينرامو من انفراد تام بمرماه بجوار القائم قبل ان يطلق الحكم صفارة نهاية الشوط الأول. وبالرغم من طرد محمد بركات الا ان اداء الاهلي لم يتأثر كثيرا لأن بركات لم يكن له وجود في الدقائق ال35 التي لعبها ولو ركز الاهلي وتخلي عن اسلوب الكرات الطويلة الشبيهة بالكرة الانجليزية في السابق لكان في مقدور الفريق تهديد مرمي وسيم نوارة حارس الترجي الذي انقذ انفرادا لجدو بعد ان تصدي لتسديدته بقدمه وحول الكرة لخارج الملعب وهي الكرة الوحيدة التي وصل بها الاهلي لمنطقة جزاء من تمرير الكرة علي الارض. ولم يشهد الشوط الثاني اي تطور في اداء الاهلي وأصر حسام البدري في الوصول لمرمي الترجي من الكرات الطولية الساقطة علي حدود ال18 واغلبها كان من نصيب الدفاع التونسي الذي حاصر محمد ناجي جدو في كل المناسبات من احداها نجح جدو في الحصول علي ركلة حرة مباشرة علي حدود ال18 تصدي لها محمد ابو تريكة وسددها بعيدا عن المرمي مهدرا اقرب فرص التهديف للأهلي في الشوط الثاني.. فيما لعب الترجي بحذر وخوف من أي هدف مفاجئ من كرة عشوائية في ظل هطول الامطار الغزيرة واعتمد علي الهجوم السريع المضاد مستغلا السرعة الفائقة لاينرامو والدراجي ولكن الدفاع الاحمر وقف بالمرصاد لكل المحاولات وتألق وائل جمعة في ايقاف خطورة اينرامو الذي لم يظهر بشكل خطير الا في مناسبة واحدة انتهت بانفراد وتسديد الكرة بجوار القائم الايمن لمرمي شريف اكرامي. حاول البدري السيطرة علي منطقة الوسط التي افتقدت اتزانها تماما مع غالي وعاشور فدفع بشهاب الدين احمد بدلا من ابو تريكة الذي كان خارج الخدمة.. ويسيطر الاهلي شكليا علي المباراة وسط تراجع وخوف وحذر من الترجي, ووسط حالة من الارتباك تصل الكرة لجدو الذي تحرك كثيرا في الجبهة اليمني ولعب كرة عرضية خطيرة يتعامل معها الدفاع التونسي ومحاولة اخري للاختراق من جدو ويتعامل الدفاع التونسي معه بقوة وتمضي الدقائق ثقيلة علي الترجي وجماهيره وسريعة علي الأهلي الذي بدا وكأنه يسابق الزمن علي امل تسجيل المفاجأة في اللحظات الاخيرة حتي اطلق الحكم الغاني صفارة النهاية وسط فرحة طاغية للاعبي الترجي وجماهيرهم.