امتدادا لحديثي السابق في مقالي جيل بلا آباء بدأت فيه ببيان المعني المقصود من عنوان المقال والذي لم اقصد فيه المعني الظاهري للكلمة وقصدت عدم وجود الأب رغم أنه مازال حيا وافتقاد الابناء للقدوة وعرفت القدوة بمعناها المطلق والمعني الآخر ومدي مشروعيتها من القرآن والسنة وما وصل اليه الجيل من انفلات وانهيار اخلاقي وتقليد أعمي للغرب لحد وصل الافتقاد الهوية وعدم الانتماء لوطنه والاهتمام باللامبالاة ليس إلا وعلي الرغم من وصول هذا الجيل لقمة العمل التكنولجي غير المستغل في فائدة أحيانا والمستغل في الانحلال الي حد يخاف منه الجميع إلا أننا ومع اعترافنا بالقدرة الهائلة للشباب وبخطورة هذه المرحلة فنحن بصدد تحديد المسئولية الفعلية لأنهيار هذا الجيل علي الأقل من وجه نظري ولعلها منظومة متكاملة رغم أنها أصبحت مترامية الأطراف لعدم وجود التنسيق والتوأمة المطلوبة لايجاد جيل جديد تسعد به الأمة ويعتمد عليه لبنائها إلا أن الشباب الآن يعاني من سلبية تلقي بظلالها علي جميع مناحي الحياة وهذه الأسباب تعود بالدرجة الأولي الي التغيرات والمتناقضات التي نعيشها جميعا مع الشباب والتي أسهمت فيها الظروف القاسية التي يمر بها الشباب وقد يظهر ذلك جليا في بعض التصرفات اعتبرناها ظاهرة في الشباب من التسكع بالشوارع ومعاكسة الفتيات واللجوء لشرب المخدرات والحبوب المنشطة والسرقات وخلاف ذلك من ظواهر جلية واضحة يراها ويحسها الجميع وهذه الظواهر منتشرة كثيرا في مرحلة عمرية محددة وكلنا يجمع علي ذلك ألا وهي مرحلة الشباب المرحلة التي خاطبها القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة بداية من المرحلة الثانية وصاعدا أري أن لذلك أسبابه واري أن أساسها الفراغ وعدم استغلال الوقت والسلبية الاجتماعية وعدم الانتماء وقلة الدين والظروف الاجتماعية والاقتصادية المحيطة ولا ننكر علي الأقل وكما يقول البعض أن الشباب له عذره لفليكن ولكن عذرا أقبح من ذنب وفي المقابلة لا ننكر أيضا أن الشباب مفتقد لحقوقه الطبيعية التي أصبح لا يستطيع الحصول عليها ببساطة كمأكل وملبس ومسكن وزواج واذا كانت الظروف الاقتصادية لها دور إلا انه لا يجب أن ننكر أن للمنزل وللمدرسة وللدولة لكل دوره وفي رأيي أنها منظومة متكاملة لايجاد الجيل الذي يجب الاعتماد عليه وقد أصبحنا في حيرة من الأمر فلا تستطيع أن تحكم علي هذا الجيل بالإيجاب ولا بالسلب إلا إذا كنا بالفعل أصحاب رسالة دون غرض في النفس فإذا أردنا بناء هذا الجيل الذي هو في نظري أصبح مستهدف فليكن ذلك علي وجه السرعة ونحن علي يقين بالله أنه لو نظر لهذا الجيل بعين الاعتبار من قبل الجهات المسئولة سيكون هناك فائدة كبيرة جدا لمصرنا الحبيبة بشبابها ويكون هناك الأجر الأعظم من المولي عز وجل والله من وراء القصد.