كان انجازا غير مسبوق ذلك الذي حققه أبطالنا الشباب الذين شاركوا ونافسوا في الأوليمبياد الأول للشباب الذي نظمته سنغافورة في أغسطس الماضي والانجاز أبهرنا جميعا حتي أن المسئولين عن البعثة أنفسهم لم يكن أحد منهم يتوقع هذا الكم من الميداليات خاصة في لعبات لايتابعها الناس ولايتعلق بها الجمهور فهي لعبات لايهتم بها الا لاعبوها وأسرهم مثل الفروسية والجمباز الايقاعي والقوس والسهم, ولعلي في هذه الذكريات أتوقف أمام إنجاز الفارس الصغير محمد شرف الذي أحرز البرونزية في مسابقة الفروسية في الدورة, فهذه الميدالية هي الأولي من نوعها التي نحرزها في محفل أوليمبي في رياضة الفروسية علي الرغم من أننا نشارك دوما في مسابقة الفروسية في الدورات الأوليمبية, بل ان مشاكل الفروسية في هذه الدورات برزت علي السطح في أكثر من دورة أوليمبية وهي التي كان بطلها الفارس سكاكيني الذي يعيش في ألمانيا ومع ذلك مثلنا في أكثر من دورة وكانت حكاياته مثيرة للدهشة فهو لايعيش في القرية الأوليمبية بل أرغمنا علي أن يقيم في فنادق خمسة نجوم متحملين انتقالاته هو وحصانه من ألمانيا إلي البلدان التي كانت تقام بها الدورات وما عليها من ذلك فذكرياتي تنصرف إلي دورة روما سنة1960 وهي الدورة التي ظهرت فيها الفروسية المصرية بمظهر طيب واحتلت المركز الرابع ومنذ ذلك التاريخ أي منذ نصف قرن لم يقدر لهذه الرياضة أن تطفو علي سطح الأحداث الأوليمبية الا بفضل هذا الفارس الشاب محمد شرف الذي يشبه أجداده أبطال سنة1960 واستطاع أن يجلب لنا ميدالية حتي ولو كانت برونزية. وبداية نقول أن محمد شرف مشروع بطل أوليمبي يجب أن نهتم به ونقدم له الدعم والمؤازرة حتي يكون علي منصات التتويج في الدورات الأوليمبية القادمة كبارا أو شبابا علي حد سواء, أما حكاية المركز الرابع الذي أحرزناه في رياضة الفروسية في أوليمبياد سنة1960 فانه كان مفاجأة لي وأنا أشاهد البطولة في الاستاد الأوليمبي بمدينة روما كان المنتخب المصري للفروسية يتكون في تلك الأيام من مجموعة ذهبية من الفرسان مثل جمال حارس وعمر المصري وعلوي غازي ومحمد سليم زكي وأحمد الوتيدي وغيرهم ممن لاتسعفني الذاكرة في إحصاء أسمائهم, كان ملعب الأستاد مزدانا بمواقع الفروسية والمنصات التي يجب أن يرتقيها الفارس وشوطا بعد شوط كان التقدم لفرساننا حتي أنني أيقنت أننا علي وشك أن نحرز ميدالية ولكن أبطال الدول الأوروبية ذات الثقل والكعب العالي في الفروسية كانت لهم الصدارة وانتهت البطولة ليعلن الحكام حصول فرسان مصر علي المركز الرابع حيث حصل كل فارس وكل حصان علي شهادة تقدير وهو أمر مشرف في المجال لأوليمبي, وأذكر أن البعثة المصرية التي كان مديرها أحمد دمرداش توني ومعه مساعداه محمود لاشين وعلي قنديل يرحم الله الجميع كانت في قمة السعادة بهذا المركز المتقدم وعلي مدي السنوات العديدة الماضية ورغم اشتراكنا في الدورات الأوليمبية فانه لم يقدر لنا أن نحرز أي مركز متقدم في الفروسية ويأتي الفارس الشاب محمد شرف ليسجل للفروسية المصرية سطورا ناصعة ويكتب تاريخا جديدا في صفحة الرياضة المصرية عندما يتفوق ويحرز المركز الثالث علي مستوي منتخبات القارات في سنغافورة, وهو أمر يستحق التنويه ويستحق أن نقدم للبطل الواعد كل الامكانات التي تجعل معه فارسا مغوارا في الدورات الأوليمبية والبطولات العالمية القادمة.