يبدو أن الشباب سقطوا سهوا من الأعمال الدراميا, فعلي الرغم من حالة الزخم الدرامي التي تعيشها الفضائيات, وسيولة الأعمال التي تزيد علي100 عمل درامي في العام, فإن قضايا الشباب الحقيقية لم تجد من يناقشها, ولانقصد شباب ما بعد التعليم والذين يختزل كتاب الدراما تناولهم في المجتمع علي صعوبة الزواج, والبحث عن عمل, لكن المقصود شباب ما قبل انتهاء التعليم, ومرحلة تكوين الشخصية, لا يوجد مسلسل يتناول احتياجاتهم الاجتماعية والنفسية, وذلك علي الرغم من التأثير النفسي والاجتماعي للدراما. ويعترف السيناريست الشاب أحمد محمود أبوزيد بأن الدراما المصرية تتناول الشباب وقضاياهم في خطوط درامية فرعية وليست اساسية في الأحداث, لكنه يشير إلي أن بعض المسلسلات تطرح قضايا اساسية لشباب مثل عايزة اتجوز الذي ناقش ازمة العنوسة وهي جزء من مشاكل الشباب. ويضيف أبوزيد أن أعمالا مثل عايزة اتجوز مهمة لكنها غير كافية, فهناك تسابق علي طرح قضايا رجال الأعمال ونسيان فئات من الشباب ومشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية التي لا حصر لها, علي الرغم من ان هذه الفئات العمرية الأكثر تأثيرا في المجتمع لأنهم العدد الأكبر من السكان, ويمثلون عصب المجتمع, ورؤية المستقبل, مضيفا ان السينما أصبحت اكثر اهتماما بقضايا الشباب بمختلف اعمارهم. ويقول الممثل الشاب أحمد حاتم إن الدراما أصبحت اقل اهتماما بقضايا الشباب, لكنه لا يعرف السبب, مضيفا انه ربما لأن كتاب السيناريو معظمهم تخطوا مرحلة الشباب, والشباب منهم يعلم انه يكتب لنجوم كبار فيركز علي القضايا التي تناسبهم, وأشار حاتم إلي أن هناك مشاكل دراسية ونفسية تواجه الأطفال والشباب نتيجة تغييرات اجتماعية هامة, حولت بعضهم إلي السلوك العدواني وجعلت معظمهم يميلون إلي العنف ويحتاجون إلي طرح ومعالجة هذه المشاكل, خاصة ان التليفزيون ذو تأثير قوي. ويختلف المؤلف أحمد عبد الفتاح بقوله انه يري ان قضايا الشباب مطروحة, ويتم تناولها في الدراما لكنها ثانوية, مشيرا إلي أن الخطوط الدرامية لدي المؤلف تكون أكثر تركيزا علي القضايا الاجتماعية الأكثر جذبا للمشاهد, وهناك الكثير من الأعمال كان ابطالها شبابا مثل سامح حسين وأحمد عيد ومي عزالدين, لكنها لا تناقش مشاكل الجامعات, فهي تناقش مرحلة ما بعد الجامعة, وربما يكون هناك خطأ لدي كتاب الدراما. ويرجع عبد الفتاح السبب في اهتمام كتاب الدراما بالمشاكل الاجتماعية الأكثر جذبا للمشاهد, ان المشاهد يريد ان يري القضايا التي اثارت فضوله اعلاميا مجسدة علي الشاشة, احيانا ظنا منه انها تعرض له الاحداث الحقيقية, او لما يجذب السيناريست نفسه, وهو ما يجعل مشاكل الجامعات والشباب في تلك المرحلة هامشية. الفنان عمرو رمزي قال: إن مشاكل الشباب بالفعل لم تجذب الكتاب ولم ينظر لها أحد كثيرا, مضيفا ان المؤلف هو الذي يطرح الفكرة الأقرب إلي ما يعيشه, لانه يعني بالمجتمع وازماته ويمتابعته الدائمة لظروف الحياة الاجتماعية. وأضاف ان السينما أكثر اهتماما بمشاكل الشباب, ولكن لا أعرف السبب وراء ذلك بالرغم من أن احداث الفيلم اقل من احداث المسلسل, والدراما دائما تناقش ظروف الحياة الأخري التي تمر بمراحل اخري غير الشباب, ونادرا مانري عملا كاملا يركز علي الشباب فقط ولذلك يجب ان يلاحظ هذا المؤلفون والمخرجون. ويقول الناقد الفني أحمد يوسف: انه لا يوجد اي تنسيق بين الفضائيات أو شركات الانتاج لخريطة الدراما, والقضايا التي تناقشها, والحكاية مليئة بالعشوائية. وأضاف انه من المفترض ان تضع الفضائيات خريطة لنوعية الاعمال التي ترغب في عرضها وتتوافق مع سياستها, وتتفق مع كتاب السيناريو علي تناول القضايا التي حددتها ونحن لا نطالب الكتان بالكتابة بالأمر ولكن بالتنوع. وأكد وجود قضايا اجتماعية خاصة بالشباب تفوق اهميتها اي قضية اخري, لانهم اساس المستقبل الذي من غيره لانجد من يتوارث اجيال الوطن ولذلك يجب النظر للمستقبل البعيد بدلا من النظر إلي تحت ارجلنا.