أعلن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أمس في سرت الليبية أن تركيا غير مرشحة للانضمام لجامعة الدول العربية, في حين رحب بانضمام تشاد. وفيما يتعلق بضم عدد من الدول الجديدة لجامعة الدول العربية, قال أبو الغيط في تصريحات للصحفيين في مقر إقامته بسرت إن هناك نظرة موضوعية إلي ضم تشاد لأن اللغة العربية هي اللغة الثانية فيها, وهناك اهتمام تشادي كبير بها. وأضاف أنه يوجد في تشاد28 أستاذا مصريا لتدريس اللغة العربية علي نفقة الحكومة المصرية. وأوضح أبو الغيط أن انضمام تشاد للجامعة العربية ستكون له تأثيراته, ولكن علي المدي الزمني البعيد لأنه لابد من توفير أسس انضمام هذه الدول للجامعة العربية. وفيما يتعلق بطرح مسألة توسيع مجلس الأمن الدولي علي القمة العربية الافريقية الثانية المقرر انعقادها في وقت لاحق اليوم بسرت, وأشار وزير الخارجية إلي أن هذا الموضوع ليس مطروحا علي جدول أعمال القمة العربية الافريقية. وأكد أبو الغيط أن مؤتمرات القمة الوزارية تمثل فرصة للقادة والوزراء للالتقاء فيما بينهم ومن هنا فإنه علي هامش هذا المؤتمر عقدت اجتماعات كثيرة وتم بحث موضوعات مختلفة مع كل الوزراء العرب واتيح الأمر للرئيس مبارك أن يلتقي بعدد طيب من القادة العرب والافارقة. وقال أبو الغيط في تصريحات صحفية علي هامش اجتماعات القمة العربية الافريقية الثانية بسرت إنه فيما يتعلق بقرار القمة العربية الاستثنائية في الشأن السوداني, ان مصر كانت من الدول المتحمسة لهذا القرار, مشيرا إلي أنه تم عقد اجتماع بين أمين عام الجامعة العربية عمرو موسي وجان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي وبمشاركة رئيس لجنة المتابعة العربية رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ووزير الخارجية, حيث تركز الاجتماع علي دراسة الوضع بأكمله في الشأن السوداني. وتحدث أبو الغيط عن احتمالات بأن يقوم والوزير عمر سليمان خلال الأيام القليلة المقبلة بزيارة لكل من الخرطوم وجوبا. وحول التطورات الأخيرة بين شريكي الحكم في السودان, قال وزير الخارجية إن هذه تطورات خطيرة نسعي إلي لم الشمل ووقف أي تدهور في الموقف وتحقيق الالتزام بحرفية اتفاق نيفاشا, مطالبا بأن يكون الاستفتاء في موعده بقدر الإمكان إذا ما تمكنت الأطراف من الاتفاق علي ذلك, وإنهاء جميع الإجراءات وأن يكون استفتاء شفافا يعكس رغبة الشعب في الجنوب. وحول القرارات الصادرة عن القمة العربية الاستثنائية, قال وزير الخارجية إنها قرارات طيبة, وفيما يتعلق باعادة تفعيل دور الجامعة العربية, قال: هناك رؤية مصرية مؤيدة للقرار الصادر باعادة تفعيل دور الجامعة, وإن كانت مصر تري ويشاركها الكثيرون أن هناك حاجة للتركيز علي البعد الاقتصادي والاتفاقات الاقتصادية واتفاقات المناطق الحرة والمناطق الجمركية التي تؤهل لفضاء عربي اقتصادي قوي يستطيع بعد ذلك أن يكون قاطرة للجامة العربية في البعد السياسي والأمني. وردا علي سؤال بشأن اعتراض مصر علي عملية الإصلاح أو فكرة رابطة الجوار, قال إن مصر تؤيد تفعيل العمل العربي وأنها كانت من الدول الخمس التي شاركت في صياغة التوصيات ال16 التي خرج بها اجتماع طرابلس التي تم رفعها للقمة برضا مصر وموافقتها, مشيرا إلي أن تفعيل هذه التوصيات سوف يحتاج وقتا, وسوف يحتاج للكثير من الدراسة والتدبر لأننا عندما نتحرك في اتجاه تفعيل العمل العربي نسعي لتأمين أكبر قدر من الدقة ومن الحساب الجيد حتي لا يؤدي هذا التفعيل لاتخاذ خطوات متسرعة أو تقود إلي تعقيد العمل العربي وليس تفعيله. أشار إلي أن ما نتحدث به هو أن نوافق في الإطار العام علي التوصيات ال16, موضحا أن الرئيس مبارك كان من بين الذين صاغوا هذه التوصيات, ولكن إعادة ترجمتها وتفعيلها في كل قطاع سيحتاج لوقت ودراسات خبراء وهذه المسألة تحديدا جاءت في قرار القمة دراسات حول التكاليف المالية المترتبة علي كل هذه الإجراءات والجامعة العربية تتحمل اليوم تكلفة سنوية في حدود60 مليون دولار وهذا ليس تكاليف بقية النظام العربي أي الوكالات المتخصصة العربية عندما نقرر أن نمضي في عملية تفعيل الجامعة وإعادة تأهيلها فيجب أن نبحث أيضا حساب التكلفة والعائد منها. وحول وجود جدول زمني لتنفيذ هذه التوصيات قال: لا يوجد جدول زمني, ولكن سيكون هناك سعي خلال ال3 أشهر المقبلة لاجتماع عربي علي المستوي الوزاري للنظر في البروتوكول التنفيذي لهذه التوصيات ال16 ويجب أن يؤخذ في الحسبان أن القرار الصادر عن القمة يقول بضرورة التوافق في مسائل الاصلاح أي أنه إذا ما قررت بعض الدول أنها لا تستطيع أن تتجاوب مع التوجهات المكتوبة أو المقترحة فيجب إعادة النظر وإتاحة الفرصة والتشاور والتفاوض. وحول ما إذا كانت مصر ستكون عضوا في لجنة تطوير المنظومة العربية, أوضح أبو الغيط: طلبنا أن نكون إحدي الدول التي ستشارك في صياغة البروتوكول التنفيذي الذي سيعد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وردا علي سؤال حول ما إذا كانت مدة الشهر التي منحتها لجنة المبادرة العربية لواشنطن للضغط علي إسرائيل لتجميد الاستيطان كافية, قال أبوالغيط: اعتقد أن إتاحة الفرصة لمدة شهر كفيلة بإعطائنا صورة واضحة عما إذا كان الجانب الإسرائيلي سيتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي والولايات المتحدة والرباعية الدولية, أم أنها ستمضي في تعقيد الوضع, مضيفا أن هذا الموضوع سيكون من الموضوعات المطروحة للبحث خلال لقاءاته في بروكسل يوم الخميس المقبل مع كل من الليدي كاثرين أشتون مفوضة الشئون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي, ومع وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا واسبانيا وألمانيا وبريطانيا الذين يمثلون الكوينت وسيكون لنا أيضا لقاء مع وزير خارجية بلجيكا الذي تترأس بلاده حاليا الاتحاد الأوروبي, وأوضح أبوالغيط أن مصر ستشارك يوم الجمعة المقبل لأول مرة في الاجتماع الخاص بأصدقاء باكستان, وقال إن هذه دعوة لعضوية مصرية في هذه المجموعة للنظر في الكيفية التي يمكن من خلالها مساعدة باكستان, علي غرار اجتماع أصدقاء أفغانستان, المقرر عقده في روما يوم18 أكتوبر الحالي, وتترأس وفد مصر فيه السفيرة وفاء بسيم مساعدة وزير الخارجية. وحول صحة ما تردد عن طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن وضع الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت الوصاية الدولية كأحد البدائل التي طرحها في لجنة المتابعة العربية, قال أبوالغيط إن هذه بعض الأفكار التي تطرق لها الجانب الفلسطيني, وهي تحتاج إلي دراسة متعمقة ومدققة, لأنها أفكار قد تؤذي الفلسطينيين أو قد تخدم القضية الفلسطينية, ومن هنا, فأي خطوة في هذا الاتجاه لابد أن تكون مدروسة بشكل جيد, في إطار قانوني وبابعاد سياسية.