استاذة الاعلام الدكتور نائلة عمارة تقول انها علي الرغم من انها ضد فكرة الرقابة الا انه فيما يتعلق بالقنوات الدينية لايمكن السماح لها ان تبث ماتريد ان تقوله ولابد من الاعتماد علي الرقابة الذاتية لأننا نتحدث في الدين والمعتقد وتشير الي تجاوز معظمها في قضية الوحدة الوطنية وفي اكثر من اتجاه, مضيفة انها مليئة بالتشدد, كما أن ترك الحرية علي علتها مدمر للعقول. وتصف نائلة القنوات الدينية انها تغيب العقول, وان معظم شيوخها لايوجد لديهم الحد الادني من الثقافة, وتضيف انهم لايهدفون الا للربح حتي لو كان ما يفعلونه تدميرا للمجتمع, فهي لاتهدف لايصال رسالة فحتي اعلام الدولة اصبح يهدف للربح علي الرغم من انه المنوط به حمل الرسالةفما بالنا بالاعلام الخاص. وقالت ان الدين مكانه الجامع والكنيسة والمعبد والقنوات الدينية لامعني لها فهي لاتنشر الاسلام الوسطي والمعتدل, لأن هناك القنوات العامة وبها برامج متنوعة. وتساءل الخبير الاعلامي ياسر عبد العزيز عن اي قنوات دينية تتحدث, التي تقدم دين الظواهري واسامة بن لادن وابو الاعلي المودودي, وتتناسي محمد عبد والطهطاوي والشيخ الغزالي, ام تتحدث عن تلك التي تقدم المسيحية التبشيرية الصلبة, ام المسيحية الراعية للسلام, ويستكمل اي مرجعية تقدمها للناس هذه القنوات, مرجعية الازهر في ازهي عصوره, ام عصر الفتاوي غير المثبتة والحادة والاتية من ازمنة القمع والهزائم والانغلاق. ويضيف عبد العزيز حتي في الولاياتالمتحدة توجد هيئة الاتصالات الفيدراليةFCC وفي المملكة المتحدة هناك مكتب الاتصالاتofcom, بالاضافة الي لجنة شكاوي الصحافةpcc وفي فرنسا يوجد المجلس الاعلي للاعلام المرئي والمسموع, وسبق لكل هذه الجهات ان اوقفت بث بعض القنوات لمدة محددة او بصورة نهائية, واوقعت غرامات بحث مسئولي بث او مقدمي برامج او منتجيها. ويقول عبد العزيز ان اوربا مليئة بالقنوات الدينية, لكن في اطار الخصوصية الاجتماعية, فما يمكن ان اتعامل معه هناك علي اعتباره نقدا مباحا, لايمكنني ان اتعامل معه, فالاعلام لايعمل في المطلق ولكنه ضمن منظومة ثقافية واجتماعية. واشار الي ان الدين عنصر حيوي في المنظومة الاجتماعية, ولسنا ضد اي محتوي ديني او عقائدي, لكن مانوع هذا المحتوي, وكيف يقدم, هل بشكل ايجابي ويلتزم بالمعايير المهنية ويراعي اولويات المشاهد لاغرائزه وميوله التعصبية. ويطالب عبد العزيز بخضوع المحتوي الديني لنوع اكبر من المراقبة والتنظيم الذاتي ويمنع من استخدام الوتائر الدينية استخدام نفعيا ولايهدف الا الي تحقيق الربح دون ان ينطوي علي مقاربة لائقة للموضوع الديني. ولفت الي أن القنوات الدينية فتحت الباب امام انصاف متعلمين واحيانا دجالين وفي كثير من الاحيان مدعون ليكرسوا قيما لاتتعلق بالمفهوم النبيل للدين, مضيفا ان معظم المحتوي الذي يقدمونه يثير الفتن ويتعامل باستعلاء ومس برموز ديانات اخري او مذاهب مختلفة من نفس الدين. لذلك يري عبد العزيز انه لابد من تطوير صناعة الاعلام لتنطوي علي تشخيص واضح للخطوط التي لايجب تجاوزها والا يسمح باحداث انشقاق طائفي واستغلال لتجنيد وجلب اتباع وتجاوز الاحترام اللازم للاديان ورموزها. د. عمار علي حسن الكاتب والباحث في علم الاجتماع السياسي قال ان هناك العشرات من الشاشات تسكب في آذان المشاهدين العقيدة والفريضة والتعاليم والطقوس والقيم الإسلامية, عبر برامج عديدة, بعضها تقدمه قنوات دينية صرف, وبعضها تجود به القنوات العامة والمنوعة, التي لايمكنها أن تهمل هذا الصنف من البرامج الذي تنجذب اليه جماهير غفيرة من المحيط الي الخليج. ويوضح ان القاسم المشترك بين الأغلبية الكاسحة من هذه البرامج يدور حول أمرين أساسيين, الأول هو استخدام التليفزيون بوصفه مجرد إذاعة مسموعة, حيث يطل علي الناس من الشاشة رجل واحد, يتحدث اليهم بصوت جهير, أو يخطب فيهم بلغة حماسية,أو يتلقي أسئلتهم وملخص مشكلاتهم ثم يجيب عليها حسب رؤيته وتقديره ووفق ماتسعفه به الذاكرة من أسانيد شرعية ويطلق أحكامه من طرف واحد, وليس أمام السائل والمستفسر الذي يري شفتي الشيخ ويسمع الحروف الخارجة منهما سوي أن يهز رأسه, أو يصمت أو ينصرف الي شيخ آخر, في بحث نهم عن الفتاوي. والثاني هو اعتماد من يقدمون هذه البرامج علي إعادة طرح ماهو موجودعلي صفحات الكتب القديمة, بحيث يتحول الشيخ أو الواعظ الي مجرد ببغاء يردد ما قرأ وحفظ فتأتي لغته قديمة مهجورة, وأفكاره وتصوراته بعيدة عن مجريات واقع يتجدد باستمرار. ويشير الي انه رغم رسوخ أقدام بعض القنوات الإسلامية مثل الناس والمجد والرحمة والرسالة ومع ظهور برامج دينية ثابتة في فضائيات كثيرة, فإن الأغلب الأعم يفضل التقليد علي التجديد, وإرضاء العوام علي إيقاظهم,والنيل من المخالفين في الرأي وتجريحهم بدلا من الدخول في حوار بناء معهم. ومن ثم فإن الطاقة الإعلامية الإسلامية الجبارة التي تضخها الشاشات الزرقاء تبدو وكأنها حرث في ماء لاتربي نفسا, ولا تبني عقلا, ولاتشبع ذائقة, لينحصر دورها الأساسي في جذب المشاهدين واصطيادهم, ليتحولوا الي زبائن أو مستهلكين للبضائع التي ينتجها شيوخ, ينظر كثير منهم الي الأمر برمته علي أنه تجارة بحتة. ويضيف إن الإغلبية الكاسحة من هذه البرامج تهمل القضايا الأساسية والملحة التي يجب علي الدين أن يتصدي لها, ويخوض غمارها, ويجيب علي أسئلتها كلها, ويقدم في هذا ردودا شافية كافية,, لاتغادر سقما. وهذه القضايا جديرة بأن يلتفت اليها شيوخ الفضائيات بدلا من تكرار ماقيل آلاف المرات من قبل, وإلا سنظل نحرث في ماء وسنجني ربما من غير دراية ولاقصد علي الإسلام. لكن هؤلاء لايستجيبون لهذا التوجه, ومن ثم تظهر أهمية وجود برامج بديلة, تضيف وتنير وتهدي وتطلق الحوار حول المسائل الدينية من منظمور عصري. ووصفت الدكتورة ليلي عبد المجيد استاذة الاعلام القنوات الدينية بانها كلها يغلب عليها الطابع الطائفي, المسيحية, والاسلامية, مشيرة الي طعنها في المعتقدات ونشر الفتاوي بسبب وبدون سبب, كما انها وسيلة وشكل من اشكال الفوضي التي تهدم ولاتبني. واضافت ان البرامج الدينية جزء من خريطة برامج اي قناة, وتخصيص قناة متخصصة تحول الجميع الي وعاظ وقد اصبحت بشكلها الحالي ساحة للمعارك,مابين سنية وشيعية وقبطية. وقالت ليلي عبد المجيد ان القنوات الدينية تلعب دورا مدمرا ومخططا والمسئولون عنها يدركون ذلك تماما ويعرفون ما الذي يهدفون اليه وطالبت بمواجهتها علي عدة مستويات,الاول التشريعي وان ينص القانون صراحة علي الايمنح الترخيص لأي قناة دينية ووضع قواعد تراعي الامن القومي للدول وحق المواطن وعدم التعارض مع مصالح الدولة العليا والمدنية. ولفتت الي ضرورة سحب الترخيص في حالة مخالفتها القانون, مرجعة انتشار وتعاظم دورها لغياب دور التنشيط الاجتماعي. واوضحت ان القنوات الدينية اشعلت المعارك الدينية والطائفية. ولا تراعي فيما تبثه المتغيرات الاجتماعية وان الناس تحتاج الي درجة اكبر من الوعي.