أكد الدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطني وأستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن مصر لديها قاعدة ثابتة وهي الحفاظ علي التكامل الاقليمي للدول العربية مؤكدا أن أكبر تهديد للأمن القومي العربي ان تفكر كل دولة في نفسها وفي أنها بعيدة عن الدول الأخري. جاء ذلك في ختام ندوة عقدت أمس بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط حول كيفية تعامل مصر مع تحديات الأمن القومي العربي إلي جانب مهددات الأمن في البحر الأحمر والمغرب العربي والخليج العربي والتي استمرت لمدة يومين. وقال د. علي الدين هلال إن القضية الفلسطينية هي القضية الأكثر أهمية بالنسبة لمصر كما أنها تتدخل في قضايا عربية أخري من خلال تحالفاتها الدولية وليس من خلال التدخل المباشر. وأشار إلي أنه لا يمكن الفصل بين التهديدات الاقليمية والداخلية والدولية إلي جانب أنه لا يوجد اتفاق بين دول المنطقة حول مصادر التهديد إذ أن ما يبدو أنه خطر ساحق علي دولة ما قد لا يكون كذلك في دول أخري. وحذر من أنه لم تعد هناك قضايا تتوحد دول المنطقة كلها بشأنها بما في ذلك القضية الفلسطينية. أضاف أن هناك تداخلا في مصادر الصراعات القبلية والدينية والحرمان الاقتصادي وصراعات الهوية القومية, مؤكدا أن الحروب الداخلية أشد ضراوة من الصراعات بين الدول, حيث يكون الصراع في هذه الحالة صراعا علي العرض والثروة. وحول مهددات الأمن في المغرب العربي قال د. محمد مجاهد الزيات نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط إنها تتنوع بين تهديدات داخل بعض الدول وبينية وبين دول المنطقة ودول لها أنشطة في دول المغرب العربي مثل إسرائيل وإيران. وأشار إلي أن أهم المخاطر التي تهدد أمن المغرب العربي والمنطقة العربية بأسرها خلافات الحدود بين الجزائر والمغرب إلي جانب تحول مطالب الأمازيغ إلي سياسية بعدما كانت ثقافية إلي جانب توطيد علاقتهم بالولاياتالمتحدة ومنظماتها التي كانت المحرك الرئيسي سابقا لقضية دارفور والآن تحرك الأمازيغ علاوة علي امتداد اليد الإسرائيلية إلي المغرب العربي للاستفادة من هذه الانشقاقات. أضاف أن الوجود الإيراني أيضا أصبح كثيفا في المغرب العربي موضحا انه حيثما توجد الولاياتالمتحدة توجد إيران, مشيرا إلي أن السياسة الأمريكية تتركز علي ضمان تدفق البترول وضمان أمن إسرائيل وحماية مسارات البترول ولذا فإن الولاياتالمتحدة تتواجد بشكل كثيف في المغرب العربي لتوفير غطاء يحمي إسرائيل. وحول مهددات الأمن في البحر الأحمر والقرن الإفريقي اشار د. أحمد عبدالكريم سيف مدير مركز سبأ للدراسات الاستراتيجية باليمن إلي أن القرن الإفريقي يعد مسرح للصراع بين الدول الكبري والمشروعات غير العربية في البحر الأحمر. وشدد د. سيف علي أن موقع القرن الإفريقي ملاصق للمنطقة العربية ويطل علي ممراتها البحرية وأي خلل بها ينعكس سلبا علي الأمن العربي الجماعي. وأشار إلي أن الصراعات الداخلية والحدودية والقرصنة في منطقة القرن الإفريقي تعد من أهم المخاطر التي تهدد أمن تلك المنطقة. أما مهددات الأمن في الخليج العربي فلخصها عبدالله سالم الكعبي الباحث بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الأستراتيجية في المشاكل الاقتصادية خاصة بعد الأزمة المالية إلي جانب أنها مسرحا للحروب, كما انها تدفع فاتورة الصراع الأمريكي الإيراني الإسرائيلي مما يهددها بحروب مؤجلة. وحذر من أن الفردية التي تتسم بها دول الخليج بعيدا عن اتفاقية الدفاع الخليجي المشترك تمثل تحديا كبيرا لأمن المنطقة. وأكد أن التواجد الأمريكي الكثيف في الخليج العربي أدي لانتشار القلق والتوترات في المنطقة.