دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إسرائيل إلي تمديد تجميد المستوطنات في خطابه أمام الجمعية العامة التي احتشدت فيها قيادات192 دولة مع بدء المناقشات للدورة الجديدة. أكد أوباما وهو يعلن ذلك أن هذا هو موقف أمريكا الثابت والمعروف. نحن نعتقد أن التجميد يجب أن يستمر وأن المباحثات يجب أن تتواصل, أضاف هذا هو الوقت لبناء الثقة حتي لاتفلت الفرصة وتضيع. لم يسمع الوفد الإسرائيلي دعوة أوباما وظلت مقاعد الوفد شاغرة خالية في قاعة الجمعية العامة, في الوقت الذي كان أوباما يلقي خطابه رغم أن البيت الأبيض أذاع مسبقا أن أوباما سوف يتحدث باسهاب في خطابه حول قضية المفاوضات, وقال الإسرائيليون إنهم لم يحضروا لأن يوم الخميس هو مناسبة عطلة احتفالا بعيد يهودي. وشارك الرئيس محمود عباس الذي جلس في نهاية القاعة لأن فلسطين ليست عضوا في الأممالمتحدة واستمع عباس للخطاب من خلال سماعات الترجمة. أوباما حث علي استمرار المفاوضات في الوقت الذي أعلن أن المفاوضات ستواجه اختبارات كثيرة أقربها26 الجاري الذي يناسب الأحد القادم إذا عاد البناء في المستوطنات أقر أوباما بأن الكثيرين متشائمون بسبب الهوة العميقة في مواقف الطرفين, وانعدام الثقة, مايمكن أن يؤدي إلي انهيار المفاوضات. وقال بعد أحقاب من الفشل فإن السلام لم يعد ممكنا كما يتصور المتشائمون. لكن أوباما أكد رفضه لهذا الرأي: وقال محذرا علينا أن ندرك العواقب المترتبة علي الفشل. الفلسطينيون لن يحققوا الكرامة بالعيش في دولتهم المستقلة والإسرائيليون لن يتحقق لهم الأمن والثقة إذا لم توجد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة جارة لإسرائيل وأيضا بوجود الدول المجاورة التي تلتزم بالتعايش. وعبر أوباما عن قلقه الشديد إزاء الفشل وحذر بأن المنطقة سوف تشهد المزيد من إسالة الدماء والعنف. ويري المحللون أن هذا آخر مايريده أوباما في هذا التوقيت بالذات, وهو يخوض حربا دموية في أفغانستان ومشاكل سياسية في العراق, وأمنية, والانتخابات النصفية للكونجرس أول نوفمبر, التي يتعرض خلالها الديمقراطيون لاحتمالات قوية بأن يسيطر الجمهوريون علي مجلس النواب. وقال أوباما إذا فشلت المفاوضات سوف تظل الأراضي المقدسة رمزا للخلافات. وحاول أوباما إعطاء مشهيات لنتانياهو باعلانه علي ضرورة تنفيذ مبادرة السلام العربية بمساعدة الدول الأطراف في المبادرة عبر التطبيع مع إسرائيل!! هذا رغم أن المبادرة العربية تشترط الانسحاب الإسرائيلي إلي خطوط عدوان1967 وإقامة سلام مع الدول التي تحتل أراضيها. وأعلن أوباما أن السلام يجب أن يتم ويكون بين الإسرائيليين والفلسطينيين وقال نحن أصدقاء إسرائيل يجب أن نفهم أن الأمن الحقيقي لدولة يهودية يتطلب وجود دولة فلسطينية كما قال وهذه نفس حجة نتانياهو لمقايضة وجود دولة فلسطينية بالاعتراف الفلسطيني بدولة يهودية وطنا لليهود. أعترف أوباما بصعوبة التوصل لاتفاق فلسطيني إسرائيلي لكنه أكد ضرورة العمل للتوصل لاتفاق يؤدي إلي قيام دولة فلسطينية جديدة عضو في الأممالمتحدة تجلس العام القادم في الجمعية العامة مع الدول الأعضاء. هنا صفقت الجمعية العامة بقوة للرئيس أوباما الذي اختتم خطابه بهذه التمنيات التي تلهب مشاعر انسانية عميقة حتي لو كانت مجرد تمنيات!!