أصدرت محكمة جنح مستأنف الجمالية حكمها ببراءة كل من محمود ياسين نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية, ومحمد حسين جمعة مدير إدارة المباني والأملاك بحي منشأة ناصر, كما تم تخفيف الحكم لبقية المتهمين إلي سنة مع الشغل. صدر الحكم برئاسة المستشار ياسر بركة, وعضوية المستشارين أحمد مصطفي وهاني علام. شهدت الجلسة حضورا مكثفا لوسائل الإعلام المسموعة والمرئية, وحضر عدد كبير من أهالي الضحايا وأهالي المتهمين, وعقب النطق بالحكم ظهرت علامات الاستياء والوجوم علي ملامح أهالي الضحايا, مستنكرين لحكم البراءة وتخفيف الحكم, كما ظهر العكس علي وجوه أسر المتهمين حيث علت الهتافات: يحيا العدل, وارتسمت الابتسامة علي وجوههم. وقال محمد حسن الذي فقد4 من أسرته: إن الفقير في هذا البلد يظلم دائما, وإنه إذا كان هو المتهم لتم إعدامه في الحال علي حد قوله. كانت محكمة أول درجة قد أصدرت حكمها بالحبس5 سنوات علي اللواء محمود ياسين, والحبس3 سنوات لكل من أحمد محمد علي, وحمادة عبدالفتاح المصري رئيس حي منشأة ناصر السابق, وممدوح سعد البكري مدير منطقة الإسكان, وجمال عبدالعزيز وكيل المنطقة, ومبروك عبدالعظيم مدير المنطقة, وسامي سعد مرشدي المسئول عن ملف الصحة بحي منشأة ناصر, حيث وجهت لهم تهمة القتل والإصابة الخطأ ل119 قتيلا و55 مصابا آخرين. وذكرت محكمة أول درجة في حيثيات حكمها أن المتهمين أساءوا استعمال وظائفهم ولم يتخذوا الإجراءات اللازمة للتصدي لتلك الخطورة الداهمة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي بين الصخور, مما أدي إلي انهيارها فوق رءوس السكان القاطنين بها. كان النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود قد أحال المسئولين الثمانية للمحاكمة العاجلة, وبعد أن أكدت التحقيقات وجود تقصير متتابع من المسئولين بحي منشأة ناصر حيث كانوا علي علم بالتقارير الرسمية حيث أوصت بإزالة جميع المساكن علي حافة الهضبة العليا بالدويقة. قالت النيابة العامة: إنه تبين لديها من تقرير الخبراء أن الانهيار يرجع إلي الطبيعة الجيولوجية لمكان الحادث وزيادة السكان وعدم وجود شبكة صرف صحي, وكان يتعين علي المسئولين الإخلاء إن لزم الأمر بالقوة الجبرية بالاستعانة بالشرطة في حالة تقاعس السكان وتسكينهم في المساكن البديلة. كما أشارت التي توافر أركان جريمة القتل والإصابة الخطأ في حق المتهمين جميعا, إذ أخلوا بواجباتهم والتزاماتهم وبما تفرضه عليهم أصول وظائفهم, ولم يراعوا القوانين والقرارات واللوائح والأنظمة علي نحو أسهم في إحداث وفاة بعض أهالي المنطقة وإصابة البعض الآخر في سبتمبر2008.