ماذا يهمنا إذا كانت جماعات وهيئات أولئك الذين يناضلون في سبيل السيطرة والسلطان, آخذة في التقلص والنقصان, ماذا يهمنا إذا وقعت نكسة... نكسة رهيبة تصيب هؤلاء في النهاية بالانحلال والاضطرابات والعجز هذا ماجاء في البروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء صهيون, التي تأتي قداستها لدي اليهود في المرتبة الثالثة بعد التور اة والتلمود, وتاريخ كتابتها أمر لانستطيع أن نبت فيه برأي, أما الأمر الثابت لدينا,
أن الفقرة التي أوردناها آنفا,تصدق علي ماجري يوم الثلاثاء الماضي من تشويه للطابع الوطني الفلسطيني, مما قد يتخذ أبعادا أكثر خطورة في المرحلة القادمة, لكونه يتناول السلطة الفلسطينية بشكل مباشر, فقد قامت القناة العاشرة بالتنسيق مع بعض الصحف الإسرائيلية, وبدعم من بعض الأوساط في الحكومة الاسرائيلية ببث تقرير تحت عنوان فتح غيت وليس من شأننا في هذا المجال إدانة من أعد لهذه التجارة السامة من الجانب الفلسطيني وهو فهمي شبانة التميميضابط الأمن الفلسطيني السابق, وأيضا إدانة السلطة أوتأييدها, وإلا دخلنا في فخ إلقاء اللوم علي الضحايا ذلك أن الذين فجروا هذه الفضيحة, بل أعدوا لها منذ البداية وحتي النهاية هم الصهاينة أنفسهم وهي عنوان شهرتهم علي مدي تاريخهم, ونستطيع أن نستمر طويلا في ضرب الأمثلة الدالة علي ذل ك ومنها ماجاء في أحد كتب اليهودي الأمريكي المعادي للصهيونية السياسية هاخاتان تايتلباوم: خذوا اليهود جميعا, والفظائع جميعا,وفضائح العالم كلها, وضعوها في كفة الميزان الأولي, وضعوا في الكفة الأخري الدولة الصهيونية, وسوف تقتنعون ان الدولة الصهيونية سترجح كفتها, إن الدولةالصهيونية مباءة لكل إثم وكل جريمة, ولسوف تلطخ العالم بالقذارة وتصيبه بالعدوي...وكان اليهودي كاستنر أيضا يعظ طوال حياته بقوله: إن التعاون مع الصهاينة خطيئة قاتلة ولو كان الأسد أو الثعبان يجريان في أثرك, ولم يكن في وسعك أن تهرب إلا من باب الكنيست فلا تتخط تلك العقبة,فإن الموت خير من تجاوز الواجب... ووفقا لهذا النسق من الأفكار يقول أحد كبار قادة الفكر الصهاينة آخادها عام في كتابه علي مفترق الطرق سنة1923: ينبغي علينا أن نكون علي حذر بالغ في ذلك الاستيطان في فلسطين وأن نكون أولي بصيرة في التعامل مع الشعب العربي الذي نريد أن نستوطن بين ظهرانيه, ومن المهم أن نظهر نحوه المودة والاحترام, وأن نستعمل معه مبدأ الحق والشرف فماذا يفعل أصدقاؤنا في فلسطين؟ النقيض تماما, ذلك أنهم يعاملون العرب بعداوة وقسوة ويهضمون حقهم بطريقة مناقضة للشرف, ويهينونهم دون أي سبب كاف..ثم يفخرون بعد بهذه الأعمال..وهذه الأقوال لهؤلاء المفكرين اليهود صحيحة في مجملها, وأول مايلفت النظر فيها, أن القوم مجرمون في أمسهم الغابر, مجرمون في يومهم الحاضر مجرمون إلي الأبد, ونستطيع أن نستمر طويلا في ضرب الأمثلة الدالة علي ذلك, يضطرنا ضيق المجال أن نقتصر علي مثالين منها, جاء الأول في البروتوكول العاشر بقوله: لننهك كل إنسان بالمنازعات والعداوات والحزازات والمجاعة وماجاء في البروتوكول السابع عشر لاعيب ولاعار في أن تكون جاسوسا أو دساسا, بل إن هذه فضيلة, وخطتنا تقضي بأن يشرف ثلث الجمهور علي فرض رقابتهم علي الباقين من وجهة نظر القيام بالواجب العام, دون توجيه أو حافز, وعلي أساس هذا التطوع لخدمة الدولة. ومثل هذه الاعتبارات كفيلة بأن تقودنا إلي مسألة الست سنوات التي قضاها ضابط المخابرات الفلسطيني في جمع المستندات والوثائق الخاصة بما سماه بالفساد الذي قام به مدير مكتب الرئيس الفلسطيني وأنجال الرئيس وبعض المحيطين بالرئيس وتسليمها إلي القناة العاشرة الإسرائيلية, أو علي الأصح إلي جهاز الأمن الإسرائيلي الشاباك أي إلي الذين لوثت أياديهم بدم الضحايا الفلسطينيين منذ مذبحة دير ياسين حتي مذبحة غزة الأخيرة أو أيدت ضمائرهم هذا المجازر ومن الجدير بالتنويه اليه أن هذه المسألة قد تم الكشف عنها ابان إقالة الرئيس الفلسطيني لمدير جهاز المخابرات الفلسطيني اللواء توفيق الطيراوي أما لماذا صمت الصهاينة عنها طوال حوالي سنة, ثم احتلت مكانا مهما في الإعلام الصهيوني في الأيام الماضية, فيجيب عن هذا التساؤل ما جاء في البروتوكول الأول من برتوكولات حكماء صهيون بقوله: طبقا لمقتضيات التدويخ السلمي, يمكن لحكومتنا أن تستعيض عن فظائع الحرب بفظائع تكون أقل صدي وأشد تأثيرا من شأنها أن توطد الرعب وتفضي إلي النتيجة المطلوبة, الطاعة العمياء.
وفي هذه المسألة بالذات, يجب ان نعترف صادقين مع أنفسنا, بأن هذه الثمرات الصهيونية المرة, لم تكن لتنضج من تلقاء نفسها بل ساعد علي انضاجها واقع فلسطيني يفقدأعصابه تدريجيا ويكاد يصل إلي جنون اليأس, واقع أفرزته ذهنية مسحورة عمياء, لا بصر لها ولا بصيرة, تلفيقية لاثبات للمنطق فيها,تري ما تود أن تراه ذهنية هروبية عاجزة عن مواجهة الذات, عاجزة عن الاعتماد علي الذات, لكنها موهوبة بالولولة وتعليق مشاكلها علي مشاجب الآخرين وهكذا وكما يقول القس ليمان في كتابه السيطرة اليهودية