لدينا موسيقات متنوعة في مصر, أولها الموسيقي السائدة علي المستوي القومي, والتي تطورت خلال القرن الماضي من الموسيقي المرتبطة بالمقامات التركية التي كانت جميلة أيضا بالمناسبة إلي ما هو معروف حاليا, لكن ما أقصده بالتنوع هو أن لدينا موسيقي خاصة بمنطقة القنال, وهي السمسمية التي تذكر بمطرب قديم قدير هو' محمد حمام' الذي غني أغنية شهيرة هي يا بيوت السويس, والتي لجأت إليها بعض الأغاني الحديثة, كأغنية تامر حسني الشهيرة' قرب حبيبي' التي سمعتها لأول مرة في المغرب, والتي بدا أنها اكتسبت شعبية كبيرة هناك. هناك موسيقي المناطق البدوية في سيناء التي لم يظهر سوي عدد قليل من المغنين يستندون إليها, رغم أن عدد الأغاني التي تتناول سيناء فاق أغاني أي منطقة أخري في مصر, بما فيها العاصمة, ومن أذكره منهم هو الفنان حميد إبراهيم إبن قبيلة السواركة في سيناء, وهو مالم يحدث بالنسبة لموسيقي الصحراء الغربية, ذات الطابع الخاص, التي كان الفنان حميد الشاعري هو الذي قام بإدخالها في كثير من الأغاني بحيث أصبحت مألوفة بالنسبة للأذن العادية, والتي تذكرنا دائما بوجود علاقة قريبة بين مصر وليبيا. هناك موسيقي أقصي جنوب مصر في النوبة, التي ترتبط بأنغام وحناجر شديدة التميز, دخلت بشدة إلي التراث الموسيقي القومي الحديث من خلال أغاني الفنان الجميل محمد منير, بكلمات وألحان مميزة, وأغان نالت شهرة واسعة, لكن عندما يأتي رمضان تتفوق موسيقي الصعيد علي كل ذلك, بكلمات وألحان وأصوات قوية ومؤثرة, في تركيبة تتراوح بين الشجن والعمق والغموض والإثارة, وأشياء أخري لا أعرفها, لكن لدي مشكلة معها, فلاأعرف لماذا ترتبط دائما بمقدمات المسلسلات, ولاتوجد أغان عادية كثيرة بها, بخلاف تراث الأبنودي. هنا, يجب أن يغفر القارئ لي هذا' العك الموسيقي', فربما لاتكون التصنيفة هكذا علي الإطلاق, وربما تمثل الكلمات التي استخدمتها كارثة تحليلية موسيقية, بالنسبة للمتخصصين, لكن لدي شعورا بأن موسيقات الأقاليم في مصر, لم تدخل بالقدر الكافي إلي الأذن القومية, بكلمات خاصة بها, إلا إذا قام أحدهم, بمبادرة منه, بفعل ذلك, ولماذا يتم اعتبارها ضمن التراث الموسيقي' الشعبي', علي الرغم من تلك الهزة التي يشعر بها كثيرون عند سماع مقدمات ونهايات مسلسلات الصعيد, والله اعلم.