أبدت الصحف العالمية اهتماما واسعا بواقعة سرقة زهرة الخشخاش للفنان فان جوخ من متحف محمد محمود خليل بالجيزة حيث أفردت صحيفة التليجراف البريطانية العريقة تقريرا رئيسيا حول هذا الموضوع وقالت تحت عنوان سبع كاميرات من43 كانت تعمل خلال سرقة لوحة فان جوخ وقالت الصحيفة ان السبع كاميرات الناجية كانت تعمل في الوقت الذي سرقت فيه50 مليون دولار هي قيمة لوحة جوخ,فيما أبرزت صحيفة الجارديان البريطانية قصة سرقة اللوحة سابقا عام1978, وقالت إن اللوحة تسرق للمرة الثانية من المتحف نفسه, وأن السلطات استعادت اللوحة بعد عامين في مكان غير معلوم بالكويت, وأضافت أن تفاصيل السرقة الأولي لم تعلن كاملة حين استعيدت اللوحة, وقيل وقتها أن ثلاثة مصريين تم إلقاء القبض عليهم وأخبروا عن مكان اللوحة, ولم تتناول الصحف مصير اللصوص الثلاثة. ورأت التليجراف أن اللصوص أحرجوا السلطات المسئولة عن المتحف للمرة الثانية, التي تواجه تهمة التراخي في تأمين المتحف وكنوزه الثمينة, ولم يعلن عن كيفية استعادة اللوحة في المرة الأولي, وإذا ما كان اللصوص قد سجنوا أو وجه لهم اتهامات أو أن السلطات دفعت فدية لاستعادة اللوحة. وكانت الصحيفتان قد تناولتا سرقة اللوحة والتصريح الذي تم تكذيبه حول ضبط اللوحة مع شاب وفتاة إيطاليين. ومن ناحية أخري كشف الناقد والمؤرخ الفني د. صبحي الشاروني للأهرام المسائي عن معلومات جديدة في واقعة سرقة اللوحة وصرح الشاروني ل الأهرام المسائي بانه اثناء كتابته لمقال حول المجموعةالمقتناه في متحف محمود خليل لصالح مجلة الخيال التابعة لهيئة قصور الثقافة قبل ثلاثة اشهر تم ارسال مصور لالتقاط صورة للوحة لنشرها مع المقال ولكن اللوحة لم تكن موجودة بالمتحف وقال المسئولون للمصور وقتها أن اللوحة ربما تكون خارج مصر, وهو مايشكك فيه الشاروني لكون قطاع الفنون التشكيلية لم يعلن وقتها ولابعدها عن كون اللوحة معارة للعرض في اي متحف عربي او عالمي. وشك الشاروني في ماتروج له اجهزة الاعلام الرسمية والمستقلة من أن اللوحة المسروقة والمعروفة باسم زهرة الخشخاش للفنان النمساوي العالمي فان جوخ ليست هي اللوحة الاصلية وانما نسخة مقلدة عنها, وقال الناقد والمؤرخ الفني الكبير أن هذه الاقاويل جميعها تم ضحدها تماما عندما قامت لجنة فرنسية موثوق في نزاهتها بتأكيد اصالة اللوحة من بين66 لوحة لكبار الفنانين العالميين قبل ان تسافرلتعرض في متحف اورساي خلال احتفاليات مصر فرنسا(200 عام علي حملة نابليون بونابرت)حيث تم توثيق اللوحات كلها بما فيها لوحة فان جوخ واثبات اصالتها وملكية مصر لها خلال هذا المعرض الذي اعد اهم حدث فني في فرنساوقتها. بأتي الاعلان عن سرقة لوحةVaseWithViscaria المعروفة خطأ باسم زهرة الخشخاش بعد ما يزيد علي عام من سرقة اربع لوحات من قصر ومتحف محمد علي بالمنيل واتهام مديرة المتحف للعاملين به بسرقة اللوحات. ليعود مسلسل السرقات هذه المرة داخل مقر قطاع الفنون التشكيلية نفسه الذي يقع علي بعد امتار قليلة من مديرية امن الجيزة ومقر مجلس الدولة المترع بالحراسة الامنية وتعد اللوحة المعروفة خطأ باسم زهرة الخشخاش واحدة من اهم القطع الفنية المقتناة بمتحف محمد محمود خليل, الذي اقتني في مطلع القرن الماضي مجموعة من اللوحات لكبار الفنانين العالميين مثل فان جوخ وجوجان ورينوار ومونيه ومانيه من خلال زوجته الفرنسية العاشقة للفن والتي تبرعت بالقصر وما يحويه من اعمال عالمية بالكامل لوزارة الثقافة عقب موت محمود خليل. وعندما اعجب الرئيس الراحل محمد انور السادات بالقصر وانتقل اليه كمقر للحكم ساهمت الحراسة الكثيفة المفروضة علي مسكن الرئيس الراحل في حفظ اللوحات الا ان استرداد وزارة الثقافة للقصر بعد اصرارالناقد الراحل بدر الدين ابو غازي وزير الثقافة حينها ادي لتخفيض الحراسة لتأتي واقعة السرقة الاولي للوحة عام1978 حين اختفت اللوحة بطريقة غامضة من موقعها في المتحف واعيدت بعدها ايضا بطريقة غامضة ادت الي ترجيح الخبراء الي ان اللوحة الاصلية تم تهريبها وان ما اعيد للمتحف هو نسخة جيدة التقليد منها وهي الواقعة التي تناولها فيلم سينمائي شهير قبل اربعة اعوام باسم حرامية في تايلاند دار عن واقعة الاختفاء ثم العودة الغامضة لهذه اللوحة. وبعدها بعشرة اعوام وفي عام1988 أعلن القاص الراحل يوسف ادريس من خلال مقاله بالاهرام عن ان النسخة الموجودة في متحف محمود خليل من اللوحة هي نسخة مقلدة وان اللوحة الاصلية قد بيعت باحدي المزادات في لندن بمبلغ43 مليون دولار الا ان كل هذه الاقاويل تم نفيها قبل عشر سنوات حسبما يذكر الناقد والمؤرخ الفني د. صبحي الشاروني الذي يبرر تكرار سرقة هذه اللوحة بكون فان جوخ هو اغلي فناني العالم وهذه اللوحة رغم انها في رأي الشاروني ليست اهم ولا اجمل اعماله الا انها اللوحة الوحيدة له التي تقتنيها مصر ومن هنا تأتي محاولات سرقتها المتكررة والغموض الدائم الذي يحيط بها مؤكدا ان اللوحة لم تخرج من مصر بشكل رسمي منذ عامين وهذا يثير التساؤلات حول اختفائها المتكرر خلال الاشهر الماضية.