صارخ وصادم, المانشيت الرئيسي لصحيفة الفايننشال تايمز يوم الاثنين... الولاياتالمتحدة, تحذر تركيا, من وقف إمدادها بصفقات السلاح, إذا لم تغير سياستها تجاه كل من إسرائيل وإيران.. ثم يتحدث دانيال دومبي مراسل الصحيفة من واشنطن بكلمات واثقة مؤكدة يقول فيها: إن الرئيس أوباما شخصيا, قد حذر رجب طيب اردوجان رئيس الوزراء التركي, أنه إذا لم تغير تركيا مواقفها من إسرائيل وإيران, فإن فرصها سوف تكون محدودة جدا للحصول علي الأسلحة الامريكية التي تريد شراءها, لقتال حزب العمال الكردستاني عقب الانسحاب الامريكي من العراق.. القصة بكاملها نقلتها وكالات الانباء, ونشرتها الصحف, وسارع البيت الأبيض لينفي ماجاء فيها. نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مايك هامر المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي قوله: لدينا علاقة عميقة وقوية مع تركيا, وهي حليف مهم في حلف الناتو والعلاقة بين اوباما وأردوجان جيدة. بيل بروتون المتحدث باسم البيت الأبيض زاد علي ذلك, بأن نفي بشكل قاطع كل مانشرته الفايننشال تايمز, ونفي ان يكون الرئيس أوباما قد وجه تحذيرا او انذارا لرئيس الوزراء التركي. حتي كتابة هذه الكلمات لم يكن قد صدر اي تعليق من تركيا, والمؤكد عندي ان مانشرته الفايننشال تايمز صحيح, مع مشروعية الاختلاف حول اللهجة والمصطلحات المستخدمة, وانا اوافق علي انه لم يأخذ شكل إنذار مرعب او تحذير مخيف, ولكن ليس عندي شك في ان اوباما نقل مضمون التحذير ومحتوي الانذار الي اردوجان واتفهم ايضا النفي الامريكي, وأرجح ان يكون الامر مرتبا, وان تكون الادوار موزعة. النشر يعبر عن موقف امريكي, وبالذات موقف الكونجرس, وأوباما ليس في الوارد ان يدخل في معركة مع الكونجرس لصالح او لحساب تركيا. وكذلك النفي يعبر عن موقف امريكي حريص علي ألا يخسر تركيا, وعن موقف اسرائيلي حريص كذلك علي ألا يخسرها. جوهر الحكاية: لوخسرت امريكا واسرائيل تحالفهما الوثيق مع تركيا تكون بداية لمرحلة غير مسبوقة من الاخطار التي يمكنها ان تحدق بإسرائيل وبأمريكا معا.