تسببت أنباء عن وجود صفقة استحواذ جديدة علي شركة أوراسكوم تيلكوم من قبل شركة روسية في ارتفاع حجم تداول سهم أوراسكوم تيلكوم الي25.7 مليون سهم بقيمة132 مليون جنيه رغم اعلان الشركة امس عن انخفاض صافي أرباحها بنسبة99% خلال النصف الاول من العام الجاري وذلك بعدما نشرت إحدي الصحف الروسية خبرا عن رغبة شركة فيمبلكوم للاتصالات الروسية في شراء شركة ويند للاتصالات الإيطالية التابعة لشركة ويذر انفستمنت المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس والتي تحتل المركز الثالث بين شركات الاتصالات في إيطاليا و51% من شركة أوراسكوم تليكوم. وقالت الصحيفة ان الشركة الروسية قد تسدد قيمة الصفقة نقدا اوعن طريق أسهم. علي أن يحتفظ ساويرس وشركاؤه بنسبة من20 إلي23 من الأسهم التي تعطي حق التصويت في فمبلكوم التي تبلغ قيمتها السوقية حاليا22.6 مليار دولار. ورغم ارتفاع سعر السهم بنسبة2% ليغلق علي5.15 جنيه إلا أن المستثمرين كانوا في حالة غضب من ادارة البورصة التي لم توقف تداول السهم أمس لحين التأكد من خبر الاستحواذ خاصة وانه خلال الفترة الماضية تم ايقاف تداول عدد كبيرمن الاسهم في مواقف مشابهة, كما أعربعدد من الخبراء عن استيائهم مؤكدين أن البورصة تأخرت كثيرا في ارسال طلب استفسار عن صحة الخبر من مجلس ادارة شركة اوراسكوم تليكوم حيث, إن الخبر وجد في عدد كبير من وسائل الاعلام الاجنبية قبل بداية الجلسة في العاشرة والنصف صباحا ولم ترسل البورصة الاستفسار الا قبل انتهاء الجلسة بقليل وهو الامر الذي أكدوا أنه يتنافي مع قواعد الافصاح والشفافية وحق المستثمر في معرفة الأحداث الجوهرية حيث إن الشركة أرسلت الرد بعد انتهاء الجلسة بساعتين تقريبا تؤكد فيه أنها ليست طرفا في المفاوضات التي تجريها الشركة الروسية للاستحواذ علي51% منها وهو مااعتبره الخبراء ردا غير كاف وغير واضح وقالوا: إن الشركة الروسية تسعي للاستحواذ علي شركة الاتصالات الايطالية الي يمتلكها ساويرس وتمتلك51% من شركة اوراسكوم وهو مايعد تحايلا علي قواعد الافصاح الخاصة بالبورصة. هذا وقد علم الاهرام المسائي أن ادارة البورصة تقوم حاليا بمراجعة العمليات المنفذة علي أسهم اوراسكوم تيلكومخلال جلسة امس بعد النشاط الملحوظ الذي شهده السهم وتوقع الخبراء أن تقوم البورصة بإلغاء تلك العمليات في حالة التأكد من استغلال الخبر من قبل فئة محدودة من المستثمرين. وباستطلاع رأي الخبراء قال عوني عبد العزيز رئيس شعبة الاوراق المالية باتحاد الغرف التجارية: إنه لا يؤيد فكرة إيقاف تداول السهم لأنه لم يتم تأكيد الخبر عن وجود صفقة بين ساويرس ورجل الأعمال الروسي ولم يتعد الامر كونه شائعة بما انه لم تحدث أي مخاطبات رسمية لشركة اوراسكوم. من جانبه يقول عيسي فتحي نائب رئيس شعبة الاوراق المالية باتحاد الغرف التجارية: إن ايقاف التداول علي السهم كان سيكون ظلما للمستثمر المصري لأنه سيتم وقفه في بورصة مصر فقط ولن يتم وقفه في بورصة لندن وبالتالي سيستفيد المستثمر الأجنبي فقط بتلك الأخبار وسيحرم منها المستثمر المصري. وأضاف أن الاعلان عن خبر وجود صفقة استحواذ علي51% من اوراسكوم تيلكوم يثير تساؤلات عديدة خاصة وانه تزامن مع الاعلان عن تراجع صافي ارباح الشركة المجمعة خلال النصف الاول من العام الجاري بمعدل99% حيث سجلت صافي ربح قدره12.121 مليون جنيه مقارنة بصافي ربح قدره1.273 مليار جنيه خلال النصف الأول لعام2009 وهو ماجعل الناس في حالة حيرة مابين اتخاذ قرار بالشراء نتيجة وجود خبر عن وجود صفقة لاستحواذ الشركة الروسية علي اوراسكوم وما بين اتخاذ قرار بالبيع علي أثر تراجع ارباح الشركة أما الدكتورة جيهان جمال رئيسة مجلس ادارة الجمعية العربية لدعم صغار المستثمرين وخبيرةالاوراق المالية فأكدت ان عدم ايقاف التداول علي سهم أوراسكوم فيه ظلم كبير للمستثمرين وعدم مساواة بين كل الأسهم خاصة وأن البورصة قد قامت بوقف تداول سهم الشركة العربية للاستثمارات لمدة10 جلسات متتالية لحين الرد علي استفسارات البورصة فيما يخص صحة وجود خبر عن استحواذ شركة سميراميس علي نسبة63% من الشركة العربية للاستثمارات. وأضافت أن ادارة البورصة كانت لابد وأن تتخذ اجراء حازما وسريعا لضمان الشفافية والافصاح من الشركة بمجرد ظهور الخبر قبل بداية الجلسة وفي حالة عدم استجابة الشركة تقوم البورصة بوقف السهم مؤكدة أن ذلك الامر يعد تقاعسا من البورصة عن حماية حقوق المساهمين حيث إنها لم تتدخل الا في نهاية الجلسة مطالبة الشركة بالإفصاح وهو الامر الذي أثار غضب العديد من المستثمرين. من جانبه أكد حسام أبو شاملة مدير ادارة البحوث بإحدي شركات الاوراق المالية أن عدم ايقاف السهم دليل واضح علي أننا نعاني في البورصة المصرية من عدم تطبيق سياسة الافصاح والشفافية بشكل متكامل خاصة وان الخبرالخاص بوجود مفاوضات للاستحواذ علي الشركة انتشر في السوق منذ بداية الجلسة إلا أن البورصة لم تتدخل ولم تتخذ إجراء صارما لمنع الارتفاع غير المبرر للسهم وتأخرت كثيرا في ارسال طلب الاستفسار من الشركة بل وأعطت لها مهلة الي يوم الاحد للرد علي الاستفسار. وأضاف أن رد الشركة علي استفسارات البورصة ليس واضحا وغير كاف مؤكدا أن الكل كان يعلم أن مفاوضات الاستحواذ لا تخص أوراسكوم ولكنها تخص شركة ويند الايطالية التي تمتلكها عائلة ساويرس وتمتلك51% من شركة اوراسكوم وبالتالي فرد شركة أوراسكوم تيلكوم بأنها ليست طرفا في أي محادثات مع الشركة الروسية هو رد غير واضح ولا يفصح عن حقيقة الامر ولا يحقق مبدأ الشفافية والافصاح التي تضمنها قواعد القيد في البورصة. وأشار حسام إلي أنها المرة الثانية التي يحدث فيها مثل هذا الامرحيث شهد سهم أوراسكوم تيلكوم قبل ذلك ارتفاعات غير مبررة وصلت بالسهم الي7.5 جنيه علي إثر شائعات وجود صفقة استحواذ علي الشركة من جانب شركة بجنوب إفريقيا ثم طلبت الشركة بعد ذلك وقف السهم في بورصتي مصر ولندن وأعلنت عن وجود المفاوضات وبعد ذلك تعثرت هذه المفاوضات نتيجة وجود مشكلات في شركة جيزي التابعة لأوراسكوم بالجزائر ومن ثم فقد هبط السهم الي أربعة جنيهات محققا خسائر لعدد كبير من المستثمرين.