يفتقد تقييم الأجهزة الفنية في مصر تحديدا للموضوعية, ومن مباراة لأخري تتباين الآراء حول المدرب الواحد فلو خرج فائزا رفع فوق الأعناق ولو حدث العكس طالته الانتقادات الحادة التي تصل إلي حد التشكيك في قدراته القيادية والفنية, وشهدت السنوات الخمس الأخيرة نموذجا صارخا لهذا التباين حول حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني الأول الذي مازال بالرغم مما حققه من بطولات محل جدل وتشكيك من البعض الذين يرون أن الانتصارات والبطولات تخفي الكثير من الأخطاء الفنية التي يرتكبها المدير الفني في إدارته للمباريات!. وبالرغم من اختلافي مع هؤلاء علي موقفهم من حسن شحاتة إلا أنني اتفق تماما في وجهة نظر المدربين والخبراء الموضوعيين في أن إحراز بطولة ليست مقياسا علي الإطلاق علي كفاءة هذا المدرب أو ذاك, ومن ثم أرفض النغمة التي تحرص إدارة النادي الأهلي علي ترديدها والتأكيد عليها من أن حسام البدري بإحرازه بطولة الدوري مع الأهلي الموسم الماضي ولقب السوبر في بداية الموسم الحالي اثبت عبقريته التدريبية الفذة لأنني أري وبوضوح شديد الأهلي كان كالأعور وسط العميان وعندما واجه الفريق ضغوطا في نهاية الموسم الماضي بصحوة الزمالك بدأ الأداء بتذبذب ويهتز بالرغم من الفارق الشاسع الذي كان يمتلكه ومن النقاط. لا أقول أن البدري لايستحق الاشادة ولوكان المطلوب هو التقييم الموضوعي بمعني لاتهوين ولاتهويل فالبدري مازال في بداية الطريق وله اخطاء فنية فادحة وفي نفس الوقت لديه أفكار طموحة وخطط جيدة والمشوار أمامه مازال طويلا حتي يمكن تصنيفه بين عظماء التدريب في مصر فالأهلي معه حبة فوق.. وحبة تحت وفي لقاء اتحاد الشرطة قدم واحدة من أسوأ مبارياته علي مستوي الادارة والفنية وتحديدا في الفذلكة الزائدة بالدفع بشريف عبد الفضيل في مركز الظهير الايسر والاصرار علي تلك الفذلكة حتي النهاية فافتقد أخطر وأهم جبهة كانت ومازالت كلمة السر في الانتصارات الحمراء!