أقامت الإدارة العامة للثقافة العامة التابعة لهيئة قصور الثقافة ندوة لمناقشة كتاب حكاية ثورة1919, حضرها مؤلف الكتاب د. عماد أبو غازي أمين عام المجلس الأعلي للثقافة ود. أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة, وشارك فيهاد. عبد المنعم الجميعي, د. خلف الميري, وأدارها د. جمال العسكري.. وذلك ضمن مشاركة الهيئة في الحملة القومية للقراءة للجميع والتي تقام تحت شعار القراءة حق للجميع والتي سوف يسدل الستار عنها غدا السبت. في البداية أشار د. عبد المنعم الجميعي إلي أن تاريخ مصر كالأيام تأتي وتذهب ومنها ما يأتي ولا يذهب, وأوضح أن ثورة1919 كانت درسا في سبيل الوطنية المصرية كأول ثورة شعبية في تاريخ مصر الحديث شارك فيها جميع طوائف الشعب, مشيرا إلي أن الكتاب بدأ بأحوال مصر قبل الحرب العالمية الأولي وما تحمله الشعب من رقابة علي الصحف واليد الحديدية التي حكم بها في ظل ضعف الحكام المصريين, وبعد الحرب العالمية الأولي تصور المصريون أن الانجليز حلفاء لهم الأمر الذي جعلهم يطالبون بالاستقلال فقام سعد وفهمي وشعراوي بمقابلة السير البريطاني في مصر ولكنه قابلهم مقابلة فاترة, وأقترح الأمير عمر طوسون فكرة جمع التوكيلات لسعد وتم تجميع2 مليون توكيل في وقت كانت مصر فيه14 مليونا أغلبهم من الأميين من أجل قيام سعد بالدفاع عن القضية الوطنية ولكن ما حدث هو نفي سعد ورفاقه إلي جزيرة مالطة. وأكد د. خلف الميري أن الكتاب يقدم رؤية, وبه كثير من المعلومات التاريخية الموثوق بها, ويشير إلي أن ثورة19 هي نموذج للثورات في العالم الثالث والدليل علي ذلك أن الثائر الهندي غاندي أشار إلي تأثره بثورة19. ويري الميري أن الثورة اندلعت عندما تم القبض علي سعد وزملائه في9 مارس1919 ونفيهم إلي مالطة ولم تفرق بين غني وفقير, مسلم وقبطي ثار الشعب ثورة عارمة في كل أنحاء مصر وهذا يسير بنا إلي إشكالية كبيرة في هذه الثورة, وأكد أن ثورة19 لم تكن كلها الوفد فقط وتكمن عظمتها في أنها جمعت كل أطياف الشعب بأحزابه فمصطفي النحاس وحافظ عفيفي هما أصلا كانا من الحزب الوطني ومحمد ذكي من الحزب الوطني الذي قال لسعد عندما اشتد النقاش حول مطالب الوفد في بيت سعد أنه ليس بيتك بل بيت الأمة. وأكد د. عماد أبو غازي مؤلف العمل أن المؤرخ منحاز انحيازا نسبيا بشرط الا تؤثر علي الامانة الفعلية, وللتاريخ قراءات متعددة من منطلق انحيازات المؤرخ مؤكدا علي أن انحيازه لثورة19 وجداني والذي كون هذه الانحياز هي جدته التي شاركت في الثورة وجعلت الثورة من جانبه مقدسة من مقدسات الأمة, وشدد علي أنها الثورة الأقدم والأهم في تاريخ مصر الحديث وهي تمثل قمة الجبل في نضال البلد من أجل حق تقرير مصيرهم.وأكد د. أحمد مجاهد قدرة أبو غازي علي صياغة التاريخ بصورة مبسطة موجهة للشباب,وعقب د.عبد المنعم الجميعي أن سعد عندما سئل لماذا لم يشارك الجيش؟ رد بقوله هل عندكم جيش تحاربون به فتجربة عرابي كانت قاسية ومن بعدها الجميع كانوا يطالبون بابعاد الجيش عن هذه الأمور, وأوضح أن ثورة1952 كانت انقلابا ثم تحول إلي ثورة, أما ثورة19 كانت ثورة شعبية نبتت من حامية الشعب الذي احس ان هناك ظلما واقعا عليه وان كرامته هانت وأكد ان ثورة19 كانت من أهم أسباب نجاحها الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط. أما د. خلف الميري أكد أن السلسلة تبسيط للتاريخ غير مخل بالواقع لأن الوقائع لا يمكن تغييرها ولكن هناك ما يسمي الذاتية في الرؤية فالحدث التاريخي مثل الكوب يحاول كل مؤرخ ان يراه من زاويته, وأوضح أن خلال ثورة19 الجيش والبوليس المصري كانت كل قيادته من الاحتلال البريطاني وهي أعظم ثورة لان في غيبة الجيش والبوليس يمكنك زن تحكم علي الشعب بالموت ورغم ذلك قام الشعب بالثورة ولم يعلق د. عماد أبو غازي علي المداخلات قائلا أنه يأخذ جميع النقاط التي أثيرت باهتمام.