ذكرت القناة الأولي الإسرائيلية أمس أن حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة اثر انقلاب علي السلطة الوطنية الفلسطينية تقف وراء اطلاق الصواريخ التي سقطت علي مدينتي العقبة وإيلات الإسرائيلية أمس الأول. وقالت القناة الإسرائيلية إن حماس أوعزت الي عناصر من المتسللين عبر الانفاق بين الأراضي المصرية وقطاع غزة بإطلاق هذه الصواريخ. وقال الدكتور محمد مجاهد نائب رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط, انه علي الرغم من عدم وجود أي تأكيدات علي المزاعم الإسرائيلية, وتأكيد مصر أن الصواريخ الخمسة التي اطلقت علي ميناء العقبة الأردني وميناء إيلات الإسرائيلي لم تطلق من سيناء إلا أن سلوكيات حركة حماس تدفع الي توفير المناخ والبيئة المناسبة لايجاد عناصر متطرفة تخدم اجندتها سواء عن طريق السماح لمطلوبين أمنيا بالعبور عبر الانفاق, أو اعترافها تهريب السلاح أيضا عبر نفس الانفاق. واضاف أن حماس صاحبة المصلحة الوحيدة لرغبتها في وقف المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وبين إسرائيل بعمد موافقة جامعة الدول العربية علي منح الرئيس الفلسطيني صلاحية اجراء المفاوضات. وأشار الي قيام حماس بضرب مدينة عسقلان الإسرائيلية بصواريخ وهو ماردت عليه إسرائيل بعنف, لكنها هذه المرة لا تريد تحمل النتائج, مضيفا أن الحركة التي سيطرت علي قطاع غزة أثر انقلاب علي السلطة الوطنية تخدم أجندة غير فلسطينية, وتحاول تخفيف الضغوط علي إيران بعد فرض مزيد من العقوبات عليها. وقال إنه لو صحت وقامت حماس بإطلاق الصواريخ عبر عناصر متسللة من الانفاق فهو ضرب للأمن القومي المصري. وأضاف مجاهد أت هناك مصالح اقتصادية أخري لحماس بعد هبوط أسعار السلع المهربة عبر الاتفاق نتيجة فتح معبر رفح وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية من مصر, وتريد حماس إستفزاز مصر لغلق المعبر لتصويرها انها تشارك في الحصار علي الفلسطينين في غزة. وطالب مجاهد بعدم تأثير هذه الحادثة علي موقف مصر وتوجهها مع تقييد حركة قيادات حماس وتحفيف حركة خروجهم ودخولهم عبر معبر رفح البري واتفق الدكتور عماد جاد الخبير الاستراتيجي نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية مع الدكتور مجاهد مشيرا الي محاولات حماس تعطيل المفاوضات المباشرة بين الرئيس الفلسطيني وبين الإسرائيليين, بدأت بغرب مدينة عسقلان وردت إسرائيل بعنف, وأضاف أنها تحاول القيام بعمليات نوعية لا تتحمل ثمنها مستخدمة الأنفاق وبعض من عناصرها, وهي بذلك تنتهك السيادة المصرية, وتحاول الضغط علي مصر, وتضر بالأمن القومي المصري مباشرة وهو ما يتطلب مواجهة حاسمة. واتهم عماد حماس بخدمة وتنفيذ الأجندة الإيرانية خاصة اذا ربطنا حادث اطلاق الصواريخ بإطلاق بالتوتر الذي يحدثه حزب الله في لبنان, ومحاولات إثارة حرب اقليمية تستخدم فيها القضية الفلسطينية لتنفيذ الأجندة الإيرانية عبرها. وطالب عماد برد فعل يتناسب مع الحدث به قدر من الحزم واستمرار التعاون مع السلطة الفلسطنية القرار الفلسطيني وابعاده عن خدمة اجندات أخري. وشدد علي ضرورة شرح حقيقة الموقف المصري إعلاميا, وايضاح أن مصر تتحمل العبء الأكبر لكنها تهاجم بسبب فهم مغلوط لموقفها. وطالب عماد بإعادة النظر في اتفاقية الانتشار التي لا تسمح بأكثر من750 جندي حرس حدود علي مساحة تبلغ22 كيلو ان قسمناهم هم لورديات يصبح150 جنديا في كل وردية علي المساحة كلها, مضيفا أنه لا يعتقد أن زيادة العدد الي5000 آلاف جندي لن يشكلوا خطرا علي إسرائيل, ثم أن مصر لا تفكر في الحرب إلا للدفاع عن نفسها. وقال إنه لابد من التعامل مع حركة حماس علي أنها ضمن منظومة مضادة للمصالح المصرية وامننا القومي ومرتبطة بقوي عربية وغير عربية تعمل ضد مصالح مصر القومية وأن يكون العنوان الوحيد للشرعية الفلسطينية هي السلطة الوطنية. واستبعد اللواء عادل سليمان مدير مركز دراسات المستقبل اطلاق الصواريخ من مصر بأي شكل من الأشكال, موضحا أن هناك صعوبة في تهريبها عبر رفح أو الانفاق والذهاب بها الي طابا عبرالانتشار الأمني, مرجحا اطلاقها من الأردن. وأضاف أن احتمالية أن يكون من اطلقها عناصر متحالفة أو تابعة مع حماس واردة, لرغبة حماس في تعطيل المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل واتهم سليمان ايران بأنها تلعب بيد خفيه لأنها صاحبة المصلحة في إثارة القلق في المنطقة لتخفيف الضغط الأمريكي عليها بسبب العقوبات, لذلك فهي تحاول توصيل رسالة الي الولاياتالمتحدة بأنها قادرة علي إثارة الاضطرابات في المنطقة وهز استقرارها. وربط سليمان بين تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني والتي هدد فيها الولاياتالمتحدة بفتح جبهة مباشرة في تل ابيب, وبين إثارة القلق في جنوب لبنان وغزة. وطالب سليمان الأمن المصري يتشديد الرقابة علي الانفاق وعزلها وهدمها تماما.